ad a b
ad ad ad

إعلان اسم زعيم «داعش» الجديد .. هل هو شخص واحد أم لجنة؟

السبت 12/مارس/2022 - 12:50 م
المرجع
محمد يسري
طباعة

اعترف تنظيم داعش الإرهابي، الخميس 10 مارس 2022، بمقتل زعيمه إبراهيم القرشي، الذي لقى مصرعه في الأسبوع الأول من فبراير الماضي، خلال عملية عسكرية للقوات الأمريكية في منطقة تقع تحت نفوذ قوات سوريا الديمقراطية، شمال سوريا في مبنى يبعد حوالي 15 كيلومترًا عن الموضع الذي قتل فيه سلفه أبو بكر البغدادي في أكتوبر 2019، وجاء إعلان التنظيم ليلقي الضوء على عدة نقاط تظهر حقائق خفية عن طبيعته في الوقت الحالي.

إعلان اسم زعيم «داعش»

الإعلان الرسمي

بثت مؤسسة «الفرقان» -إحدى الأذرع الإعلامية للتنظيم الإرهابي- كلمة صوتية بعنوان (فمنهم من قضى نحبه) بصوت المتحدث الإعلامي الجديد المزعوم أبي حمزة المهاجر.

وذكر المتحدث الرسمي أن التنظيم ينعى زعيمه إبراهيم القرشي، الذي قتل قبل شهر من اعتراف التنظيم بمقتله، وأشارت الكلمة إلى ثلاث نقاط رئيسية:

الأولى: أن إبراهيم القرشي زعيم التنظيم لم يكن وحده في الموقع الذي قتل فيه؛ بل كان معه آخرون منهم الرجل الثاني في التنظيم أبو حمزة المهاجر المتحدث الإعلامي باسم داعش.


الثانية: إعلان اسم الزعيم الجديد للتنظيم وهو أبو الحسن الهاشمي القرشي، مؤكدًا أن هذا الاسم، مجرد اسم حركي، مشيرًا إلى أنه يتحفظ على شخصيته الحقيقية حفاظًا على حياته.


الثالثة: أن تنصيب الزعيم الجديد جاء عن طريق الوصية، وأن إبراهيم القرشي الزعيم السابق، أوصى باسم خليفة له قبل مقتله، وأن قيادات التنظيم نزلوا على هذه الوصية وأعلنوا البيعة للزعيم الجديد.


الزعيم الخفي

تضمن التسجيل الصوتي الأخير، نداء لعناصر التنظيم الإرهابي في المناطق المختلفة بإعلان البيعة للزعيم الجديد، مهددًا إياهم بأن عدم مبايعته في الحال تعرضهم لمخالفة شرعية وفقًا لمنظور التنظيم.

ويثير عدم إعلان شخصية زعيم التنظيم بشكل واضح علامات استفهام حول هويته، بل وهوية زعيمه السابق إبراهيم القرشي الذي لم يظهر ولو مرة واحدة حتى ولو كان في تسجيل صوتي منذ توليه قيادة التنظيم خلفًا لأبي بكر البغدادي الذي قتل في أكتوبر 2019م، ليظل القرشي مختفيًا عن الأنظار ومعه المتحدث باسم التنظيم الذي لم يظهر بدوره سوى في مرات تعد على أصابع اليد الواحدة، كان أبرزها حينما أعلن مقتل البغدادي.

ويبرر التسجيل الأخير عدم الإفصاح عن هوية الزعيم الجديد بأن ذلك ياتي خوفًا على حياته، ما يشير إلى ضعف التنظيم حاليًّا في حماية زعيمه، أو عدم وثوقه في الجهات التي تحميه في الوقت الحالي، كما يثير ذلك التكهنات بأن الاسم مجرد شكل رمزي لهيئة أو لجنة عليا تعمل على إدارة التنظيم ونشاطاته.

وفي الحالتين، قد يفتح ذلك الباب إلى ظهور أكثر من شخص للحديث باسم زعيم التنظيم الغائب في سردابه، والذي لا يعرف عنه أحد شيء سوى (الباب) أو الشخص المسموح له بالتواصل معه في غيبته كحال الإمام الغائب عند الشيعة.

إعلان اسم زعيم «داعش»

بيعة المجهول 

اللافت في التسجيل الأخير المنسوب للمتحدث الجديد باسم التنظيم أبو عمر المهاجر، أنه وجه نداء لقواعد داعش في المناطق المختلفة بالمسارعة لببيعة الزعيم الجديد، على بيعة القيادات المركزية له، وفي أدبيات التنظيمات الإسلاموية تستند تلك التنظيمات إلى قاعدة شرعية في اختيار ولي الأمر، تنسند إلى شقين:

الأول، بيعة الخاصة: وهي بيعة أهل الحق والعقد من القيادات والمسؤولين الذين بيدهم مقاليد الأمور والذين يعرفون شخصيات المرشحين للمنصب عن قرب وبإمكانهم المفاضلة بينهم عن علم ومعرفة.

الثاني، بيعة العامة: وتأتي في مرتبة تالية بعد بيعة الخاصة، وفيها يبايع عوام الناس أو قواعد التنظيم الإمام الجديد بناء على ثقتهم في القيادات المركزية الذين اختاروا اسم الإمام الجديد، ولا يجوز لهم التخلف عن تلك البيعة.

"