ad a b
ad ad ad

داعش بوركينا فاسو.. إرهاب يزدهر في مناخ الفقر والفساد والصراع الطائفي

الإثنين 09/سبتمبر/2019 - 05:15 م
المرجع
أحمد عادل
طباعة
مع تزايد وتيرة الإرهاب، وكثرة عملياته التي تشنها التنظيمات المسلحة المنتشرة في منطقة الساحل والصحراء، أعلنت حكومة بوركينا فاسو، الإثنين 9 سبتمبر 2019، مصرع  29 شخصًا على الأقل في هجومين، أحدهما بعبوة ناسفة، في منطقتين بمقاطعة سانماتينجا في شمال البلاد.
داعش بوركينا فاسو..
وقال وزير الاتصالات المتحدث باسم حكومة بوركينا فاسو، ريميس فولجانس داندجينو: إن شاحنة نقل اصطدمت بعبوة ناسفة يدوية الصنع على طريق بارسالوجو-جيندبيلا في مقاطعة سانماتينجا، أدت لمقتل 15 شخصًا و6 جرحى تم نقلهم إلى مراكز طبية.

وأضاف المتحدث في بيان آخر، أنه على بعد نحو 50 كيلو مترًا من بارسالوجو «شن إرهابيون هجومًا على موكب للمساعدات الغذائية على طريق دابلو-كيلبو، أدى لمقتل 14 مدنيًّا، فضلًا عن وجود أضرار مادية كبيرة.

أرض الأشراف.. عنف مسلح وصراع طائفي
وتعاني بوركينا فاسو «أو أرض الأشراف باللغة المحلية»، من تزايد في العمليات الإرهابية في الفترة الأخيرة، إذ اضطر عشرات الآلاف من السكان المحليين إلى الفرار؛ بسبب  الهجمات المسلحة، إضافةً إلى الصراعات بين الطوائف، والتي غالبًا ما يغذيها العنف المسلح للتنظيمات المتطرفة.

وتستغل الجماعات المسلحة المنتشرة في شمال بوركينا فاسو، الحالة المتردية التي تعشيها البلاد، وانعدام الأمن، مستفيدةً بسهولة التنقل لإقامة وجود في بلدان، مثل مالي والنيجر، وتعد بوركينا فاسو، من أكثر الدول في منطقة الساحل والصحراء حاضنة للجماعات المسلحة، وهو ما ظهر خلال الفترة الأخيرة من ارتفاع وتيرة الإرهاب في البلاد، مرة أخرى بعد عام 2015.
داعش بوركينا فاسو..
جماعات الدم في بوركينا
وتوجد في شمال بوركينا فاسو، ما تسمى جماعة نصر الإسلام والمسلمين وهي الفصيل المسلح، الذي يتكون من عدد من الجماعات، أبرزها ما يدعى: «المرابطون – أنصار الدين – إمارة منطقة الصحراء»، وفي أول مارس 2017، أعلنت الجماعات المسلحة في مالي، اندماجها في مجموعة واحدة تحت اسم نصرة الإسلام والمسلمين، وفق ما أعلن الإرهابي «إياد غالي» زعيم الحركة الجديد، والتي اعتبرتها وزارة الخارجية الأمريكية منظمة إرهابية في سبتمبر 2018، ويُنظر إليها على أنها الفرع الأقوى لتنظيم القاعدة في غرب أفريقيا.

كما أن لتنظيم داعش الإرهابي حضوره في البلاد؛ حيث أعلن إقامة ما تسمى بولاية وسط أفريقيا من قبل زعيم التنظيم الإرهابي، أبو بكر البغدادي، في فيديو مصور في أواخر أبريل 2019، وعقب ذلك الإعلان، نفذ عناصر التنظيم المسلح الكثير من العمليات في تلك المنطقة، أبرزها في اختطاف وقتل جيولوجي كندي في بوركينا فاسو، كما قتل 4 أشخاص وأصيب اثنان آخران، في هجوم إرهابي لعناصر مسلحة اقتحمت كنيسة في شمال البلاد، في مايو الماضي.
داعش بوركينا فاسو..
الفقر وتفشي الفساد.. مناخ يلائم داعش
وفي تصريح للمرجع،  قال محمد عزالدين، الباحث في الشأن الأفريقي: إن هذا الهجوم الإرهابي يميل إلى تنظيم داعش الإرهابي، فالتنظيم في الفترة الحالية يعمل على تكوين أكبر عدد من الخلايا له في تلك المنطقة، خاصًة بعد إعلان البغدادي في أبريل 2019.


وأكد عزالدين، أن بوركينا فاسو تعاني من الفقر وتفشي الفساد، وتراجع في الحالة الأمنية الأمر الذي يسمح لتنظيم داعش الإرهابي للوجود والاستمرارية في شمال البلاد تحديدًا .

وأشار الباحث في الشأن الإفريقي، أن مبرر تواجد التنظيمات الإرهابية في تلك المنطقة وجود القوى الإقليمية الكبرى، كفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا،؛ ما يعطي لها تميزًا في استمرار العمليات المسلحة ضد وجود تلك القوى؛ حيث الرفض الأجنبي على الأراضي الأفريقية.
"