بعد التوافق على خارطة الطريق.. ثلاثة تطورات تهدد بنسف الاتفاق النووي
الجمعة 11/مارس/2022 - 10:21 م
محمد شعت
رغم الإعلان عن خارطة طريق تنتهي في يونيو المقبل لإنهاء القضايا العالقة والنقاط الخلافية لإحياء الاتفاق النووي بين إيران والغرب، الذي تجري مفاوضات بشأنه منذ قرابة 11 شهرًا في العاصمة النمساوية فيينا، وهو الأمر الذي اعتبره مراقبون خطوة جديرة بحسم الاتفاق، وأن إحياء اتفاق 2015 الذي انسحب منه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بات وشيكًا، إلا أن اليومين الماضيين شهدا تطورات قد تنسف جهود إحياء الاتفاق.
مغادرة مفاجئة لفيينا
جاءت المغادرة المفاجئة لكبير المفاوضين الإيرانيين في المحادثات النووية بفيينا «علي باقري كني»، تثير تساؤلات حول هذا الرحيل المفاجئ، ما دفع المسؤولين الأوروبيين إلى القول إن المفاوضات النووية توقفت ودخلت مرحلة حرجة.
وردًا على التساؤلات التي أثيرت بشأن المغادرة المفاجئة، ذكر مسؤولون إيرانيون أن «باقري» الذي يقود فريق التفاوض الإيراني سيعود قريبًا إلى فيينا، لكن دبلوماسيين غربيين اثنين قالا إنه لم يتضح سبب مغادرة باقري أو متى سيعود.
الأمر لم يقتصر على مغادرة «كني» وحده، حيث ذكر تقرير نشرته موقع «إيران إنترناشيونال»، أن اثنين من أعضاء فريق التفاوض الإيراني غادرا فيينا أيضًا، وهما: رضا نجفي، مساعد وزير الخارجية للشؤون القانونية، وإسماعيل بقائي هامانه، سفير إيران لدى الأمم المتحدة في جنيف، ومن المتوقع أيضًا أن يغادر أعضاء آخرون في فريق التفاوض الإيراني فيينا قريبًا، ويعودون إلى طهران.
التطور الأكبر الذي يشير إلى وجود أزمة حقيقية في المفاوضات ودخولها في نفق مظلم، وكتب إنريكي مورا، منسق محادثات إحياء الاتفاق النووي، على «تويتر»، الإثنين 7 مارس 2022 يقول: «لم يعد هناك حوار على مستوى الخبراء ولا اجتماعات رسمية. حان الوقت لاتخاذ قرارات سياسية في الأيام القليلة المقبلة وإنهاء محادثات فيينا».
تصريحات «مورا» التي كشفت القلق الغربي من احتمالية فشل المفاوضات قابلتها أيضًا تصريحات مماثلة من الجانب الإيراني، إذ ذكر موقع «نور نيوز» التابع لمجلس الأمن القومي الإيراني، الثلاثاء، أن تباطؤ محادثات فيينا ناتج عن «المماطلة الأمريكية»، وقضية «الطلب الجديد».
محاولة اغتيال بولتون
التطورات السابقة تزامنت مع تطور أشد خطورة يتعلق بمحاولة اغتيال مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق جون بولتون، إذ كشفت صحيفة أمريكية عن وجود مخطط لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، لاغتيال مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق، مبينة أنه تم اعتقال العناصر المتورطة أخيرًا.
ونقلت صحيفة «واشنطن اكزامينر» عن مسؤول في وزارة العدل مطّلع على سير التحيقات قوله إن الوزارة تمتلك أدلة ضد الإيرانيين، لكن مسؤولي إدارة الرئيس جو بايدن يرفضون توجيه اتهامات علنية خوفًا من أن يؤدي ذلك إلى عرقلة التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران والذي اقترب من التوقيع خلال مفاوضات فيينا.
وكتبت «واشنطن إكزامينر» أنه من غير المحتمل أن تكون لائحة اتهام سرية صدرت ضد أعضاء في فيلق القدس متورطين في مؤامرة اغتيال بولتون، لكن مسؤولًا بوزارة العدل لم يذكر اسمه قال للصحيفة إنه يجب إصدار لائحة الاتهام على الفور ونشرها، نظرًا لخطورة مؤامرة القتل والأدلة المتاحة.
وينبغي الاشارة إلى أن محاولة طهران اغتيال شخصيات أمريكية ليست أمرًا مستبعدًا، خاصة أنه من المعروف أن مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون كان أكثر تشددًا تجاه ايران، إضافة إلى أن طهران هددت أكثر من مرة بالثأر لمقتل قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني (قتل في يناير 2020) باستهداف شخصية أمريكية، وصل الأمر إلى التهديد باغتيال الرئيس الأمريكي أو وزير الدفاع.
هجوم جمهوري
تأتي تلك التطورات بالتزمن مع حالة رفض بالداخل الأمريكي لإتمام الاتفاق مع إيران، إذ شن السيناتور الجمهوري مارك روبيو عضو لجنة المخابرات هجومًا عنيفًا على الاتفاق النووي والنظام الإيراني، مشيرًا إلى أن دعم إدارة الرئيس جو بايدن لإحياء الاتفاق، غير معلوم الأسباب، لافتًا إلى أن إدارة بايدن منذ فترة طويلة تسعى إلى إحياء الاتفاق النووي الفاشل لعام 2015 مع إيران.
ونقلت قناة «فوكس نيوز» عن «روبيو» قوله إن التقارير تكشف أن التوصل إلى اتفاق بات وشيكًا، حيث قال كبير المفاوضين الروس في المحادثات إن موسكو وبكين تعاونتا وأن إيران حصلت على أكثر بكثير مما تتوقع، لافتًا إلى أن رفع العقوبات والسماح ببيع النفط الإيراني في جميع أنحاء العالم سيكون انتصارًا كبيرًا لطهران وخسارة فادحة للولايات المتحدة.
وحذر قائلا: «النظام الإيراني نظام قاتل ويطعن بالظهر ومعادٍ لأمريكا بشكل أساسي، مشيرًا إلى أن الإيرانيين يدعمون حزب الله في لبنان وسوريا، والعديد من الجماعات المسلحة الأخرى في جميع أنحاء الشرق الأوسط، بالإضافة إلى رئيس فنزويلا نيكولاس مادورو.
وألقى السيناتور الجمهوري الضوء على الإرهاب الإيراني في أوروبا، إذ أكد «أن طهران مسؤولة عن العديد من أعمال الإرهاب السيبراني وعمليات إرهابية لقتل منشقين إيرانيين على الأراضي السيادية لدول غربية مثل هولندا وبلجيكا والدنمارك، مضيفا: نعلم من التجربة كيف ستستخدم طهران أرباحها المفاجئة، وعندما أبرمت إدارة أوباما أول اتفاق نووي في عام 2015، لم تلتزم إيران بالصفقة. على العكس من ذلك، استخدمت أموالها الجديدة لتطوير برنامجها للصواريخ الباليستية».





