ad a b
ad ad ad

خارطة طريق الاتفاق النووي تصطدم بمعضلة اليورانيوم ومطالب روسيا

الخميس 10/مارس/2022 - 01:59 م
المرجع
محمد شعت
طباعة
بعد ثماني جولات من المفاوضات في فيينا، والتي استغرقت قرابة ١١ شهرًا - للتوصل إلى حلول لإحياء الاتفاق النووي ٢٠١٥ بين إيران والغرب، شاركت فيها مجموعة 4+1، والولايات المتحدة بشكل غير مباشر، أعلنت طهران أنها وافقت على خارطة طريق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لحل جميع القضايا الخلافية.
خارطة طريق الاتفاق
ووفق ما أعلنت عنه طهران، فمن المقرر أن تنتهي خارطة الطريق بحلول أواخر شهر يونيو المقبل، ومن المقرر خلال تلك الفترة أن تتوصل الأطراف إلى حلول تتجاوز بها العقبات المعرقلة لإحياء الاتفاق الذي انسحب من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ٢٠١٨.
معضلة اليورانيوم

من القضايا الخلافية التي تعرقل الاتفاق، والتي تريد طهران حسمها لتحقيق مكاسب إضافية من الاتفاق، تأتي قضية آثار اليورانيوم التي عُثر عليها في مواقع قديمة غير معلنة، وهو الأمر الذي تسعى الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى الحصول على إجابات من إيران بشأنه، وكيفية وصول آثار اليورانيوم إلى هذه المواقع.

وكانت  الوكالة الدولية للطاقة قد ناقشت قضية اليورانيوم، وأصدرت العديد من التقارير التي تتحدث عن أن إيران فشلت في تقديم تفسيرات مرضية بشأن أصول آثار اليورانيوم المعالج، واعتبرت الوكالة أن العثور على آثار يورانيوم في مواقع غير معلنة يؤكد أنه كانت هناك مواد نووية لم تفصح إيران عنها للوكالة.

ويأتي التمسك الإيراني بإغلاق تلك القضية وربطها بالاتفاق النووي ورهن إحياء الاتفاق بتحقيقها في الوقت الذي يرى فيه مسئولين غربيين أن قضية آثار اليورانيوم هي قضية منفصلة عن الاتفاق، إلا أن طهران قد تستغل التطورات الجارية خاصة المتعلقة بالأزمة الأوكرانية وحاجة الغرب إلى إنجاز الاتفاق، لتحقيق المزيد من المكاسب وفرض شروط جديدة. 

ويبدو أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد تعيد النظر في القضية، خاصة في ظل تصريحات مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية رفائيل جروسي الذي قال: «قررنا أن نحاول نهجًا عمليًّا وبراجماتيًّا في حل هذه القضايا (العالقة) من أجل إفساح المجال أمام خبرائنا للنظر فيها بطريقة ممنهجة، وبصورة معمقة وشاملة».

وتزامنت تصريحات جروسي مع تصريحات محمد إسلامي، رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، خلال مؤتمر صحفي مشترك بينهما، حيث قال: «اتفقنا على أن نزود الوكالة الدولية للطاقة الذرية بحلول نهاية شهر يونيو بوثائق تتعلق بالقضايا العالقة بين طهران والوكالة».

وكان جروسي وصل طهران في وقت متأخر من الجمعة 4 مارس 2022، لبحث واحدة من آخر القضايا الشائكة التي تعيق إحياء الاتفاق، الذي قيد من قدرات إيران على تخصيب اليورانيوم في مقابل رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، وهو ما يجعل من الصعب على طهران تطوير مواد للأسلحة النووية.
خارطة طريق الاتفاق
عقبة جديدة

في الوقت الذي اعتبرت فيه الأطراف المشاركة في الاتفاق أن خارطة الطريق قد تحرز تقدمًا لإنجاز الاتفاق النووي، ظهرت عقبة جديدة قد تتسبب في عرقلة تلك الجهود، إذ طلبت روسيا ضمانات مكتوبة من الولايات المتحدة بأن العقوبات على موسكو لن تضر بتعاونها مع إيران.

الطلب الروسي رد عليه مسؤول إيراني في تصريحات نقلتها وكالة رويترز، حيث اعتبر أن هذه المطالب غير بناءة للمحادثات بين طهران والقوى العالمية التي تهدف لإحياء اتفاق 2015 النووي، وأضاف: طرح الروس هذا الطلب على الطاولة قبل يومين، ندرك أن روسيا، بتغيير موقفها في محادثات فيينا، تريد تأمين مصالحها في أماكن أخرى. هذه الخطوة غير بناءة لمحادثات فيينا بشأن الاتفاق النووي.
"