ad a b
ad ad ad

«الظواهري» يسعى لاستقطاب جمهور التكفيريين عبر منافسات دعوية

السبت 05/مارس/2022 - 12:53 م
المرجع
نهلة عبدالمنعم
طباعة
اعتاد تنظيم «القاعدة» الإرهابي، خلال المرحلة الأخيرة إصدار مقاطع مصورة متتالية لزعيمه «أيمن الظواهري» في اتجاه متصاعد نحو توظيف وسائل الإعلام في تحقيق الأهداف المستقبلية بما في ذلك من تدارك للسلبيات الواقعة على التنظيم بمعقله الجغرافي الأساسي بأفغانستان.

وأصدر التنظيم الحلقة الرابعة من سلسلة فيديوهات معنونة بـ(صفقة القرن أم حملات القرون)، جمعت بين رغبة «الظواهري» في منافسة الجماعات الإرهابية والدعوة لاستقطاب عناصر جدد للتنظيم إلى جانب استمالة عناصر التنظيمات الأخرى لإفراغها من أتباعها وإفقادها رسوخها الشرعي.
«الظواهري» يسعى لاستقطاب
 «القاعدة» والاستقطاب الفقهي

اهتم أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة، في أحدث حلقات سلسلة «صفقات القرن»، بالخطاب الفقهي، كاشفًا عن منافسة مشتعلة يخوضها التنظيم مع باقي الجماعات المتشددة حول مضطربي الهوية الذين يشكلون الجمهور المستهدف للتيار التكفيري.

وعبر خطاب حمل متغيرات دعوية وفقهية راوغ «الظواهري» لإظهار تنظيمه في مرتبة أعلى سياسيًّا وعقائديًّا، مستخدمًا عبارات غير مباشرة تجاه التنظيمات المنافسة وبالأخص «داعش» و«طالبان».

تحدث «الظواهري» عن حاجة المسلمين لقيادة تلتزم بالقواعد الفقهية للدين ولا تتنازل عنها مقابل مكاسب سياسية مهما كانت، وهو في ذلك يضارب حركة «طالبان» في توجهاتها الأخيرة، إذ شملت المقاطع المصورة الأخيرة فيديو تحدث فيه زعيم القاعدة عن التيارات التي تسعى للانضمام لهيئة الأمم المتحدة، وأنها بذلك تخالف أحكام الشريعة لعدم اتساق ميثاق الأمم المتحدة ومؤسساتها بأحكام الإسلام.

وسلط «الظواهري» الضوء على الموضوعات الجدلية كمتغيرات لنقد الأمم المتحدة ومن يريد الانضمام لها، كالشذوذ الجنسي عبر التعليق على قواعد حرية الاعتقاد والممارسات، وكذلك المساواة بين الرجال والنساء بما يحتويه من مخالفات شرعية، من وجهة نظره، فيما قال «الظواهري» إن القيادة الحقيقية للمسلمين يجب أن يكون لها موقف محدد وواضح من إسرائيل ولا تتماهى مع المصالح، وعليها كذلك أن ترفض احتلال أي بقعة مسلمة وتدافع عنها مهما بعدت جغرافيًّا.
«الظواهري» يسعى لاستقطاب
وحول شروط القيادة الصحيحة وما حملته من انتقاد غير مباشر لعقائد تنظيم «داعش»، قال «الظواهري» إن القيادة يجب ألَّا تعتمد سفك الدماء كأداة للوصول إلى أهدافها فتخسر أتباعها والمتعاطفين معها عالميًّا، واصفًا إياها بخلافة الأوهام وسفك الدماء، في تغاضي واضح عن تورط تنظيم «القاعدة» في هجمات عنيفة نتج عنها قتلى وضحايا بالمئات.

وعن الشروط المهمة للقيادة من وجهة نظر الظواهري هي الموقف من الاتفاقيات والصفقات التي عقدها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب خلال فترة ولايته، وكذلك الموقف من الدول المتعاونة مع واشنطن والغرب بشكل عام.

أحادية التوجه والثوابت الوطنية

يبقى أبرز ما تحدث عنه زعيم «القاعدة» وهو مرتبط بالعقيدة الوطنية وجغرافيا الدول وحدودها، إذ قال إن التمسك بعقيدة الدولة الوطنية أحدث فرقة بين المسلمين وجعلهم يلجؤون لخرائط رسمها الغرب عنهم لتفتيت وحدتهم.

تهكم الظواهري على الدول الصغيرة بأنها تحتاج لمجهر لرؤيتها على الخريطة، والسبب في ذلك هو التمسك بالعقيدة الوطنية، وتقسيم جغرافيا الحدود والعراك بين الدول العربية حول أحقيتهم في بعض المساحات على خريطة المنطقة.

الكلمات المفتاحية

"