ad a b
ad ad ad

فرار الناشطين.. انهيار منظومة حقوق الإنسان في أفغانستان على يد «طالبان»

الجمعة 04/مارس/2022 - 05:08 م
المرجع
مصطفى كامل
طباعة

 انهارت منظومة حقوق الإنسان في الداخل الأفغاني في ظل وجود حركة «طالبان» على رأس السلطة في البلاد، إذ غادر ما يقرب من مائة حقوقي، بعد تلقيهم تهديدات مباشرة بالقتل، الأمر الذي يفاقم معاناة تلك الفئات في ظل سيطرة الحركة على الحكم في البلاد.


فرار الناشطين.. انهيار

ومنذ أغسطس 2021 وهو تاريخ استيلاء الحركة على الحكم في أفغانستان، تم قتل ثمانية نشطاء وصحفيين، وإصابة آخرين على يد مسلحين مجهولين، كما وثقت بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى أفغانستان «يوناما»، 60 حالة اعتقال تعسفي وضرب وتهديدات لنشطاء وموظفي لجنة حقوق الإنسان المستقلة في أفغانستان.


اعتداءات بالجملة 


كما سجلت لجنة حماية الصحفيين المستقلة في أفغانستان، وجود 67 حادثة اعتداء على الصحفيين منذ سيطرة «طالبان» على الحكم، بحسب «جميل وقار» مدير قسم تهيئة الكوادر الإعلامية في اللجنة، الذي يؤكد أن أعضاءً من اللجنة تعرضوا للاعتداء أثناء تغطيتهم مظاهرة نسائية، وأثناء تقدمهم بشكوى إلى وكيل وزارة الثقافة والإعلام فى حكومة «طالبان»، «ذبيح الله مجاهد»، أخبرهم أن تلك المظاهرات محظورة من قبل وزارة الداخلية، وبالتالي لا يحق لهم تغطيتها؛ لكن المسؤول الإعلامي في وزارة الداخلية، «قاري سعيد خوستي»، نفى ممارسة الحركة لانتهاكات ضد المدافعين عن حقوق الإنسان.


ويؤكد «لعل كل لعل» رئيس مؤسسة حقوق الإنسان في أفغانستان التابعة للحكومة السابقة، أنهم كانوا يعملون في مساندة ضحايا الحرب، وتقديم العون القانوني للمعتقلين، ونجحوا في دعم 28 ألف شخص، وتأهيل 13 ألفًا من كادر بينهم زعماء قبليون ومحامون وناشطون في مجتمعاتهم المحلية.


وأغلقت المؤسسة التي بدأت عملها في تسعينيات القرن الماضي وتحديدًا عام 1997، كما حدث مع بقية المؤسسات الحقوقية الأخرى التي تعرضت لانتهاكات مماثلة عقب سيطرة «طالبان»، بينما تواجه نقابة المحامين الأفغانية المستقلة فقدان استقلاليتها كون سلطات الأمر الواقع تدير أنشطتها تحت إشراف وزارة العدل، بحسب ندى الناشف، التي تؤكد في إفادتها المنشورة على موقع الأم المتحدة أن سلامة القضاة والمدعين العامين والمحامين الأفغان مسألة تثير القلق بشكل خاص.


فرار الناشطين.. انهيار

توقف الأعمال الإنسانية


ويقدر عنايت ضياء المسؤول الإعلامي في بعثة الأمم المتحدة (يوناما)، نسبة الأعمال الإنسانية والحقوقية المتوقفة بما يصل إلى 80%، ومن بينها دعم دور الأيتام التي تأسست برعاية المؤسسات الدولية المختلفة، بحسب فيضان الله كاكر، مدير إدارة رعاية الأيتام بوزارة العمل والشؤون الاجتماعية، التابعة لحكومة طالبان، الذي أكد أن إجمالي دور الأيتام فى البلاد 68 دارًا، منها 28 حكومية، وتضم جميعها 10 آلاف طالب وطالبة، مضيفًا أن حكومة طالبان واجهت مشكلات كبيرة في توصيل العون اللازم واحتياجات الطلاب.


ولا تزال الحركة الأفغانية، تنفذ عمليات الترهيب بحق الأفغان، إذ أقدمت سلطات الحركة على تنفيذ عملية تفتيش واسعة النطاق من منزل إلى آخر في كابول ومدن أفغانية أخرى تحت مسمى البحث عن أسلحة ومجرمين بعد ارتفاع معدلات السرقة وعمليات الخطف، وأثارت تلك العملية قلقًا كبيرًا بين السكان الذين يخشون استهدافهم بسبب علاقاتهم مع النظام السابق الذي كان مدعومًا من المجتمع الدولي إلى أن استولت الحركة الأفغانية على السلطة في أغسطس2021.


«أبواب وخزائن مخلعة ووسائد وفرش ممزقة وملابس مبعثرة على الأرض»، هكذا عبر البعض عن غضبهم من خلال نشر مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر منازل تعرضت للتخريب أثناء عمليات التفتيش، فيما قال أحد السكان: «لم يكن هناك سوى ابن أخي في المنزل عندما جاؤوا وقلبوا كل شيء رأسًا على عقب».


وتعليقًا على عمليات التفتيش تلك، قال «ذبيح الله مجاهد» المتحدث باسم حكومة «طالبان»: «نحاول التحرك ضد الخاطفين واللصوص الذين يحملون أسلحة ويهددون حياة الناس»، مضيفًا أنه تم اعتقال ستة أشخاص يشتبه في انتمائهم لما يسمى بـ«تنظيم داعش-ولاية خراسان»، وتسعة خاطفين و53 لصًا محترفًا، مشيرًا إلى أنهم يريدون أن يطمئنوا سكان كابول بأن هذه العمليات ليست موجهة ضد الشعب وأنها تنفذ بحذر، حسب قوله.


للمزيد: واشنطن تشيد بطالبان وترفض الاعتراف بها.. والحركة في مأزق دولي




الكلمات المفتاحية

"