ad a b
ad ad ad

صراع المصالح يشتعل بين روسيا وأمريكا.. ومبعوثة الأمم كلمة السر

الخميس 24/فبراير/2022 - 02:26 م
المرجع
مصطفى كامل
طباعة

 تضغط روسيا باتجاه استبعاد المستشارة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، «ستيفاني ويليامز»، بينما تسعى الولايات المتحدة ولندن في رغبة مشتركة لبقائها حيث لا تستبعد الولايات المتحدة اقتراح وليامز لمنصب مبعوث خاص، حتى لو اصطدم ذلك بالفيتو الروسي، لبقائها في منصبها، وسط اتهامات موجهة لـ«ويليامز» بتحقيق مصالح واشنطن فقط، الأمر الذي دعا السفارة الأمريكية لدى ليبيا، بتجديد دعمها للمستشارة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة، معربة عن أسفها للاتهامات الموجهة لها مؤخرًا.


صراع المصالح يشتعل

 

صراع غربي


تشهد الساحة السياسية في القارة السمراء العديد من التطورات السياسية، فبحسب ما أفاد به موقع «أفريكا أنتليجنس» الفرنسي، فإن المناقشات غير الرسمية تسير بشكل جيد في الأمم المتحدة لتحديد مستقبل بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا والمستشارة «ستيفاني ويليامز»، التي عينها الأمين العام أنطونيو جوتيريش في ديسمبر 2021، والذي يعد مناورة منه بسبب عدم الإجماع المطلوب في مجلس الأمن لتعيين مبعوث خاص إلى ليبيا.


خلف الكواليس


وتعمل موسكو خلف الكواليس لاستبعاد ويليامز وتعيين مبعوث خاص جديد ورئيس للبعثة، كما أن باريس لديها تحفظات على استمرارها أيضًا، بينما ترغب واشنطن ولندن في بقائها، إذ لا تستبعد الولايات المتحدة اقتراح وليامز لمنصب مبعوث خاص، حتى لو اصطدم ذلك بالفيتو الروسي، حيث أكد الموقع الفرنسي في تقرير له، أنه يجري في نيويورك تداول العديد من الأسماء لتحل محل «ويليامز» وعلى رأس القائمة «كريستيان بوك» السفير الألماني السابق لدى ليبيا والمدير الحالي لشمال أفريقيا والشرق الأوسط في وزارة الخارجية الألمانية، إذ يهدف هذا الاقتراح إلى التوصل إلى إجماع على إنقاذ البعثة الأممية في ليبيا.



صراع المصالح يشتعل

تسوية شاملة


ووفق الموقع الفرنسي، فإن «كريستيان بوك» المهنية التي لم يتقلد خلالها منصبًا وزاريًّا أو مناصب مهمة في الأمم المتحدة، ستثير تحفظات لدى العديد من أعضاء مجلس الأمن، لافتًا إلى تداول اسم الممثلة الخاصة الحالية للأمم المتحدة في العراق وزيرة الدفاع الهولندية السابقة، جانين أنطوانيت بلاسخارت، لتتقلد المنصب في ليبيا.


وبجانب الصراع الغربي، كان الاتحاد الأفريقي دعا منذ فترة ليكون أكثر ارتباطًا بتسوية شاملة للصراع الليبي، حيث يضغط هو الآخر من أجل ترشيح «حنا تيتيه» وزيرة خارجية غانا السابقة، في وقت يظهر فيه عمل بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا والمستشارة ستيفاني ويليامز حدوده أكثر من أي وقت مضى.

 

اتهامات من الداخل


وعن الداخل الليبي، قالت الهيئة التأسيسية لصياغة مشروع الدستور، إنّ تصريحات المستشارة الأممية ستيفاني ويليامز بشأن المسار الدستوري خلال لقائها رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، تعد خرقًا للالتزامات الدولية لموظفي الأمم المتحدة، وأشارت إلى أن هذه التصريحات تعد مخالفة صريحة لقرارات مجلس الأمن بشأن ليبيا، والاتفاق السياسي، وأضافت أنّ نهج ويليامز غير محايد، بقفزها على المسار الدستوري.


وخلال البيان الصادر عن «الهيئة التأسيسية»، أشار إلى أنّ ويليامز تتبنى رؤية أطراف سياسية بعينها، مؤكدة الهيئة تمسكها بضرورة الاستفتاء على مشروع الدستور الذي أنجزته، لافتةً إلى أن شرعية ومشروعية أعمالها لا تُكتسب من اعتراف البعثة الأممية، وإنما تستمدها من إرادة الشعب الليبي الذي انتخبها، وأنّ البعثة الأممية تتعمد تجاهل الاستحقاق الدستوري، وتتقصد عدم فتح قنوات تواصل مع الهيئة أو إشراكها في أي حوارات، ودأبت على خلق مسارات بديلة تطيل أمد الأزمة وتدفع نحو الاستمرار في المراحل الانتقالية.


والتقت «ويليامز» الأربعاء 16 فبراير الجاري، «عقيلة صالح» رئيس مجلس النواب الليبي في القبة، حيث أطلعها على خطة عمل المجلسين وفقًا للتعديل الدستوري رقم12 بما في ذلك إنشاء لجنة خبراء مشتركة من 24 عضوًا لمراجعة مسودة دستور 2017، مشيرةً إلى ضرورة ضمان مشاركة المرأة والشباب والمكونات الثقافية في عضوية اللجنة، كما ناقشا الضمانات الخاصة بانتهاء اللجنة المشتركة من التعديلات على مسودة الدستور وتسليمها في الوقت المحدد، وسبل ضمان توصل المجلسين إلى صيغة توافقية في أقصر إطار زمني ممكن لتمكين إجراء انتخابات تحترم إرادة 2.8 مليون مواطن ليبي تسجلوا للتصويت.

 


صراع المصالح يشتعل

تجديد الدعم


في الجهة المقابلة، جددت السفارة الأمريكية لدى ليبيا، دعمها للمستشارة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة بشأن ليبيا ستيفاني ويليامز، معربة عن أسفها للاتهامات الموجهة لها مؤخرًا، حيث أعربت السفارة الأمريكية لدى ليبيا في بيان لها، عن أسفها للبيان الذي صدر عن «محمد حمودة» المتحدث باسم رئيس الوزراء الليبي عبدالحميد الدبيبة، والذي أشار إلى أنّ المستشارة الخاصة للأمين العام ستيفاني ويليامز أظهرت تحيّزا.


البيان الصادر عن السفارة الأمريكية بليبيا، أضاف أنه لم يكن هناك موظف حكومي دولي أكثر منها إنصافًا ودقّة في لمّ شمل جميع الأصوات الليبية حول طاولة المفاوضات في محاولة لاستعادة الاستقرار في ليبيا، مشددةً على أن نهج المستشارة الخاصة وبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا إزاء الظروف الحالية كان متسقًا مع المبادئ الأساسية لقرارات مجلس الأمن الدولي ونتائج الاجتماعات الدولية بشأن ليبيا.


وكان«محمد حمودة» المتحدث باسم حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا، قال إن حكومته تابعت التصريحاتِ الأخيرةَ لمستشارة الأمين العام للأمم المتحدة ستيفاني ويليامز، التي أظهرت نوعًا من الانحياز لا ينبغى أن يَشُوبَ جهودَ البعثة في ليبيا، فينعكسَ ذلك على حالة الاستقرار في البلاد، مضيفًا أنّ دعمَ ويليامز لمواقف بعض الأطراف الراغبة في تأجيل الانتخابات والتمديد لنفسها من خلال قَبولِ ما حدث في جلسة البرلمان الأخيرة، من تمرير خارطة طريق تُؤجَّل فيها الانتخاباتُ لمدة عامَين على الأقل، يتناقض تمامًا مع تصريحاتها، وتصريحات المجتمع الدولي الداعم لإجراء انتخابات سريعة في ليبيا.


للمزيد: ليبيا بين حكومتين وحرب التصريحات تستمر

 

"