قمة بروكسل.. زعماء أوروبا وإفريقيا يضعون خطط استعادة الأمن ومكافحة الإرهاب
السبت 19/فبراير/2022 - 01:18 م
أحمد عادل
تمثل معضلة الأمن وانتشار الإرهاب في منطقة الساحل الإفريقي، أبرز المشاكل التي تواجه االاستقرار الأمني الذي تنشده وتتمناه دول المنطقة أجمع، الأمر الذي عليه شكلت تلك المنطقة مسارًا طويلًا من المفاوضات بين البلدان الإفريقية والأوروبية للبحث عن حلول اقتصادية وسياسية جذرية تضع حدًّا لأطول حرب عصابات تعيشها القارة السمراء.
قمة بروكسل
في هذا الصدد، انطلقت، مساء الخميس 17 فبراير 2022 في بروكسل، اجتماعات القمة الإفريقية الأوروبية التي تجمع أكثر من 70 زعيمًا، بينهم قادة مصر وتونس والجزائر والمغرب وليبيا، لمناقشة قضايا تعزيز الشراكة والأمن والهجرة ومكافحة الإرهاب والأزمات في منطقة الساحل.
ويستضيف القمة شارل ميشيل، رئيس المجلس الأوروبي، وأورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، وإيمانويل ماكرون، رئيس فرنسا الذي ترأس بلاده الاتحاد الأوروبي في الدورة الحالية.
وقال الرئيس ماكرون في كلمته الافتتاحية، إن الأوروبيين والأفارقة يواجهون العديد من التحديات، لافتًا إلى محاولة جعل الأمور أفضل بين الجانبين من خلال وضع جدول أعمال ضمن فعاليات الدورة الخامسة للقمة الإفريقية الأوروبية.
وأضاف أن أوروبا أول المتأثرين سلبًا بفشل إفريقيا إن لم تنجح القارة السمراء في مواجهة التحديات الراهنة، قائلًا: إن أوروبا تحاول إرساء تحالف جديد لمساعدة إفريقيا على النجاح.
وجعل ماكرون من هذه القمة حدثًا كبيرًا للرئاسة الفرنسية لمجلس الاتحاد الأوروبي، لكن وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أكد أن أوروبا لن تكون قادرة على مساعدة إفريقيا، بينما يسود عدم الاستقرار وانعدام الأمن.
وقال إن الانقلابات العسكرية والنزاعات والإرهاب والاتجار بالبشر والقرصنة تجتاح القارة وتؤثر في أوروبا.
وعلق الاتحاد الإفريقي عضوية مالي وبوركينا فاسو وغينيا، وجنوب السودان بعد انقلابات. ولن يشارك القادة الجدد لهذه البلدان في قمة بروكسل التي ستنتهي ظهر الجمعة ببيان مشترك حول العلاقة الجديدة.
المفوضية الأوروبية
من جانبها، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين، إنه يجب العمل من أجل تأسيس الثقة المتبادلة مع شركائنا الأفارقة. وأضافت أن الدول الأوروبية تسعى إلى الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة التي تتوافر في القارة الإفريقية، كما تسعى إلى تعزيز البنية التحتية ودعم شبكة الإنترنت في إفريقيا.
وذكر منظمو القمة أن المناقشات ستجرى في سبع طاولات مستديرة «لتجنب سلسلة الخطب خلال جلسة كاملة طويلة بلا نتائج»، موضحين أنهم يتوقعون «مناقشات تتسم بالحيوية». وذكرت تقارير أن أوروبا ستقدم مجموعة مشاريع فعلية تتمحور حول ثلاثية الازدهار والأمن والتنقل.
ويتمثل ذلك أولًا في إعداد خطة اقتصادية ومالية جديدة مع إفريقيا، ومواكبة القارة في سياسات الإنعاش التي ستنتهجها بعد الجائحة، ودعم الجهود الإفريقية التي تبذل في سبيل مكافحة الإرهاب ودعم الإجراءات الإفريقية التي تتخذ من أجل إرساء الاستقرار في القارة، من خلال عمليات حفظ السلام والنهوض بقدرات البلدان الإفريقية على حد سواء، وتعزيز التنقل والهجرة الشرعية من جهة، ومكافحة الهجرة غير الشرعية من جهة أخرى.
فرصة للمواجهة
ويعتبر الجانب الأوروبي القمة فرصة لمواجهة الدول المنافسة مثل الصين التي عززت نفوذها بسرعة في إفريقيا في السنوات الأخيرة. وفي هذا السياق، يرغب الاتحاد الأوروبي في تقديم خيار استثماري للدول الإفريقية وزيادة نفوذه في المنطقة من خلال برنامج «البوابة العالمية» الذي طرحته الصين كبديل لمبادرة طريق الحرير.
وفي هذا السياق، سبق أن أعلن إيمانويل ماكرون في ديسمبر 2021 أنه يريد إبرام صفقة مالية جديدة بين الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي.
وعندما تولت فرنسا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي في بداية عام 2022، أكد الرئيس الفرنسي رغبته في مراجعة كاملة للعلاقة بين الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي. وعلى وجه الخصوص تعزيز الاستثمارات في السوق الأفريقية.
كما أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، خلال الأيام القليلة السابقة عن أكثر من 150 مليار يورو لتزويد مشاريع البنية التحتية في إفريقيا بحلول عام 2027 في إطار مشروع البوابة العالمية.
وتعقد القمة في ظل أجندة أمنية تهم بعض الدول الأوروبية وليس كلها. خاصة فرنسا التي استبقت القمة وأقامت مساء الأربعاء 16 فبراير 2022، مأدبة عشاء في الإليزيه بين مختلف شركاء منطقة الساحل والمؤسسات الأوروبية، بناءً على طلب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لمناقشة الوجود العسكري في منطقة الساحل، ولا سيما في مالي، في سياق مكافحة الإرهاب. وذلك بحضور رؤساء النيجر وتشاد وموريتانيا وقادة دول غرب إفريقيا.





