عبدالرحيم علي: هناك أهمية للتعاون بين الدول الصناعية السبع وأفريقيا لمواجهة الإرهاب
السبت 24/أغسطس/2019 - 11:15 ص

الدكتور عبد الرحيم علي
أكد الدكتور عبد الرحيم علي، رئيس مجلس إدارة مركز دراسات الشرق الأوسط بباريس «سيمو»، أهمية التعاون والتنسيق والحوار الدائم والمتصل بين الدول الصناعية السبع وبين كل من أفريقيا وآسيا، حول القضايا والمشكلات المشتركة، وفي مقدمتها كيفية مواجهة قضية الإرهاب.
وأضاف «علي» خلال الندوة التى نظمها المركز على هامش مؤتمر قمة الدول الصناعية السبع، الذي بدأ أعماله السبت 24 أغسطس في «بياريتز» ويستمر حتى الإثنين 26 أغسطس، أن الإرهابيين ومموليهم استفادوا كثيرًا من التناقضات السياسية والخلافات الأيدولوجية بين المحاور الدولية العالمية والإقليمية، في عالمنا المعاصر.
ويشارك في المؤتمر بجانب قادة الدول السبع، عدد من قادة الدول الذين يتناقشون حول قيم الديمقراطية والحرية، وضرورة التعاون الدولي في مجال مكافحة الإرهاب والتمييز العنصري،
وينعقد المؤتمر هذا العام تحت شعار مكافحة «أوجه انعدام المساواة باعتبارها مسألة تتعلق بالعدالة».
وتحت هذا الشعار العريض حددت فرنسا -باعتبارها رئيس المجموعة في هذه الدورة- خمس أولويات رئيسية مطروحة للمناقشة، وهي: «مكافحة أوجه انعدام المساواة في المصير، من خلال تعزيز المساواة بين الجنسين، والانتفاع بالتعليم والخدمات الصحية الجيدة، وتقليص أوجه انعدام المساواة البيئية، من خلال حماية كوكب الأرض؛ بفضل التمويل المخصص للأنشطة المناخية والانتقال البيئي المنصف، الذي يركّز على صون التنوّع البيولوجي، واغتنام الفرص التي يتيحها المجال الرقمي والذكاء الاصطناعي على نحو أخلاقي، محوره الإنسان، العمل من أجل إحلال السلام ومكافحة التهديدات الأمنية والإرهابية التي تزعزع أسس مجتمعاتنا، وتجديد الشراكة مع القارة الأفريقية، على نحو يتّسم بقدر أكبر من الإنصاف، وانطلاقًا من الأولوية لهاتين الأخيرتين، المتعلقتين بمكافحة الإرهاب والتعاون مع دول أفريقيا.
وأشار «عبد الرحيم على» إلى أن بعض الوسائط الإعلامية الكبرى، «BBC» على سبيل المثال، تطلق على الإرهابيين الذين ينفذون عمليات إرهابية ضد رجال الجيش والشرطة المصرية في سيناء مصطلح «المسلحون» في تغطيتها الصحفية للأحداث، بينما لو قام إرهابي واحد بطعن مواطن بريطاني في لندن بسكين، أو قاد سيارة لدهس مجموعة من البريطانيين، يطلقون عليه مسمى «الإرهابي»، في تناقض واضح تستغله الجماعات الإرهابية بشكل ملحوظ.
وأوضح أن قمة الدول السبع، وضعت على رأس أولوياتها مناقشة قضايا قمع المرأة، وإشاعة مناخ الكراهية ضد الآخر، المختلف دينيًّا، ويدعو إلى استهجان واحتقار الفنون والموسيقى وتحريمها، باعتبارها تتعارض مع معتقداته الدينية، مؤكدًا أنها تعتبر ضمن جرائم الكراهية والتمييز العنصري في كل أوروبا.
ودعا عبد الرحيم علي إلى توحيد المفاهيم في هذا الإطار بين دول أوروبا القوية وبلدان القارة السمراء «أفريقيا»؛ حتى يتم منع الإرهابيين ودعاة الأفكار العنصرية وناشري الكراهية من الاستفادة من تلك التناقضات.
وفي سياق متصل، ذكر «علي»، أن الإرهابيين يستغلون فقدان الدولة «أي دولة» لسيطرتها الأمنية على منطقة ما، ووجود فوضى سياسية وأمنية في تلك المنطقة؛ للتمركز فيها، واعتبارها نقطة انطلاق للتخطيط لعملياتها الإرهابية، مستدلًا بنموذجي العراق وليبيا، وللأسف الشديد، عندما بدأ ما أسماه البعض بالربيع العربي، وتحمس الأوروبيون له، قلنا لهم آنذاك: إن المقصود من هذا الربيع هو صناعة مناطق واسعة تعج بالفوضى؛ لتصبح بيئةً صالحةً لنمو الجماعات الإرهابية، وسيطرة الإسلاميين على السلطة بما يعطي قوةً وزخمًا لأفكار الكراهية والتمييز العنصري.
وألمح إلى أنه طلب من صناع القرار في الدول الأوروبية، أن يتريثوا قليلًا في الحكم على تلك الظاهرة ودعمها، إلا أنهم كانوا متشبعين برؤية بعض الكتاب الغربيين، الذين كانوا يعتبرون تلك القوى المسيطرة على الربيع العربي آنذاك
مناضلين من أجل الحرية.
وتابع: بالفعل ظهر تنظيم داعش كنتيجة طبيعية لذاك الربيع العربي وتوغل في المنطقة العربية، واستهدف بعد ذلك عددًا كبيرًا من المدن الأوروبية، وأوقع خسائر فادحة.
وشدد رئيس مجلس إدارة مركز دراسات الشرق الأوسط على أن التعاون الدولي، وليس فقط «الأوروبي- الأفريقي» لمكافحة تلك الظواهر، بات ضرورةً قصوى في تلك المرحلة من تاريخ البشرية، خاصةً فيما يتعلق بمكافحة ظاهرة الإرهاب وتمويله، وبالتحديد عبر اتخاذ عدد من الخطوات المهمة منها: تعزيز التعاون الاستخباراتي في مجال تبادل المعلومات، وتعزيز التعاون الأمني والعسكري في مجال مطاردة العناصر الإرهابية وإفقادها الملاجئ الآمنة التي تستخدمها عادةً في إعادة الهيكلة والانطلاق مرةً أخرى، وتعزيز التعاون الاقتصادي والفني، خاصةً في مناطق الصراع كـ«ليبيا واليمن وسيناء المصرية»، وتقديم الدعم الواسع لقوى الدولة التي تواجه الإرهاب الأسود ومموليه، بكل الوسائل؛ لكي تحقق انتصارًا نهائيًّا على تلك العناصر الإرهابية، وتطارد مموليها بمساعدة دول أوروبا في جميع أنحاء العالم.
وطالب عبد الرحيم علي قادة الدول المجتمعين في بياريتز، أن يناقشوها ويتخذوا قرارات حاسمة بشأن تنفيذ المقترحات السابقة، معتبرًا أنها لو لم تنفذ، فسيواجه العالم مشكلةً حقيقيةً، قد تنفجر في وجهه في أي لحظة.