ad a b
ad ad ad

عبر الفيديوهات الدعوية.. «القاعدة» تضاعف رسائلها التنافسية

الأربعاء 16/فبراير/2022 - 03:33 م
المرجع
نهلة عبدالمنعم
طباعة

تشهد المنصات الإعلامية لتنظيم القاعدة الإرهابي رواجًا كبيرًا خلال الفترة الماضية، وذلك عبر بث عدة مقاطع مصورة لزعيم التنظيم أيمن الظواهري، بعد شهور من أنباء مختلفة حول مرضه أو وفاته، ويبقى الأهم في هذه الفيديوهات هو محتواها وتوقيتها.

عبر الفيديوهات الدعوية..

تعمل تيارات الإسلام الحركي وفق إطار محدد من الأهداف والاستراتيجيات، ما يدفع نحو التساؤل حول أسباب الرواج الإعلامي لتنظيم القاعدة مؤخرًا، وما وراء الفيديوهات المتعددة لأيمن الظواهري، ولماذا لجأ إلى سلسلة مقاطع دعوية؟ إلى جانب متغير التوقيت.


الفيديوهات الدعوية.. لماذا الآن؟


صدر منذ أيام مقطع مصور جديد لزعيم تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري بعنوان (السلسلة الدعوية)، وتضمن الفيديو الذي تبلغ مدته 30 دقيقة مواعظ دينية وفقهية من الظواهري، إذ ركز على عملية الانتقال نحو التدين، واصفًا إياها بالانتقال من الإلحاد إلى الإيمان.


تحدث الظواهري عن ضرورة احتضان معتنقي الإسلام حديثًا، وإمداد المنتقلين من الإلحاد بالقواعد الفقهية للدين، مع مواصلة الدعوة، لافتًا إلى قاعدة العذر بالجهل التي تتبناها بعض الجماعات، قائلا إن العصر الحالي يتناسب أكثر مع العذر بالعلم وليس بالجهل؛ لأن العلم فسد، على حد تعبيره، وفي ذلك لمحة من معتقدات تلك الجماعات، وهي أنهم المنهل الوحيد للدين ومن دونهم فهو على خطأ.


أورد زعيم القاعدة شخصيتين مصريتين متحدثًا عن كتبهما ومقتبسًا عن كتاباتهما حول التحول نحو التدين أو التمسك بالقواعد الفقهية والروحانية، واصفًا إياهم بالتحول من الإلحاد للإيمان، وهاتان الشخصيتان هما الدكتور مصطفى محمود، والمفكر عبد الوهاب المسيري، متطرقًا إلى كتاب رحلتي من الشك إلى الإيمان للأول، وكتاب رحلتي الفكرية للثاني.


تحدث الظواهري عن الشيوعيين، لافتًا إلى وجود تجربة شخصية معهم، دافعًا بفساد عقيدتهم وبأن الجدال معهم ومناقشتهم فكريًّا في السابق أدت إلى خروج بعضهم من التيار.


ومن التيارات التي ذكرها الظواهري متهمًا إياه بالفساد، الصوفية، وكذلك جماعة الإخوان، لكنه لم يقل الإخوان كتنظيم بشكل مباشر بل أورد بعض الفيديوهات لرمز التنظيم في تونس راشد الغنوشي، وهو يتحدث عن العملية السياسية في البلاد، متهمًا إياهم بالتسبب في ضياع ما عرف بـ«ثورات الربيع العربي».

عبر الفيديوهات الدعوية..

سلسلة الدعوة ورسائل التنظيم بين البقاء والمنافسة


لم تكن تلك السلسلة هي الوحيدة للظواهري في هذا الإطار، لكنه أصدر مجموعة أخرى من الفيديوهات تحت مسمى الدعوة، مكرسًا إياها للذم في قطر وقناتها الجزيرة وكذلك الإخوان، وكما سبق في حديثه بالفيديو المعنون بـ«نصيحة الأمة الموحدة بحقيقة هيئة الأمم المتحدة»، ظهرت الرسائل المبطنة لحركة طالبان في أفغانستان ومن يرعاها.


فمن المعروف أن قطر من أهم الداعمين السياسيين لحركة طالبان، وكانت حلقة الوصل بينها وبين الولايات المتحدة، كما أن المكتب السياسي الذي افتتحته الدوحة لحركة طالبان في قطر كان مقدمة لتقديم طالبان كتيار سياسي دولي وليست كحركة متشددة.


إلى جانب ذلك، يمكن النظر إلى الفيديوهات الدعوية بمثابة المنافسة الشديدة مع التيارات الأخرى، فمن جانبها تتنافس القاعدة مع طالبان على القواعد الدنيا من العناصر، ومن ثم تعتمد القاعدة على مخاطبتهم فقهيًّا في محاولة للحفاظ على معقلها الجغرافي الأساسي كفرع مهم للتنظيم.


كما أنها في حالة تنافس محموم مع تنظيم داعش على الفروع الإقليمية وبالأخص في إفريقيا، فالتنظيمان لديهما رغبة في التوسع بالقارة السمراء عوضًا عن معاقلهما الأساسية، مستغلين التراجع الأمني والسياسي لبعض الدول.


المزيد.. إخوان أوكرانيا.. الرقص حول نيران الصراع «الروسي ــ الأوروبي»

الكلمات المفتاحية

"