ad a b
ad ad ad

إرباك واشنطن وترميم الداخل.. رسائل «رئيسي» في ذكرى الثورة الإيرانية

السبت 12/فبراير/2022 - 12:58 م
المرجع
محمد شعت
طباعة
تحل الذكرى الثالثة والأربعون للثورة الإيرانية، وسط أزمات في الداخل الإيراني وتصاعد وتيرة الاحتجاجات الفئوية والعمالية، إضافة إلى توتر العلاقات الخارجية سواء مع دول الجوار أو المجتمع الدولي بسبب السلوك الإيراني ومشروع نظام الملالي لفرض السيطرة والنفوذ، فضلًا عن محاولات إحياء الاتفاق النووي 2015، كما تحل هذه الذكرى في العام الأول لولاية الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الذي حرص على توجيه رسائل عدة للداخل والخارج في تلك المناسبة.

ترميم الداخل

في ظل الانقسامات التي تهدد الداخل الإيراني، والاحتجاجات التي تتعلق معظمها بالحالة الاقتصادية وتردي مستوى المعيشة، وحالة الغليان في أوساط القوميات غير الفارسية، التي تعاني من التهميش وسلب الحقوق وحملات القمع التي تستهدفهم، حال مطالبتهم بالحصول على حقوقهم المسلوبة، حرص «رئيسي» على توجيه رسالة لترميم الجبهة الداخلية المهددة بالانهيار.

وحاول الرئيس الإيرانى، توجيه رسالة تهدئة وامتصاص الغضب، إذ حرص على التأكيد على الجهود الشعبية والخدمات الحكومية لتحسين الحالة الاقتصادية وتحقيق الاستقلال الاقتصادي «وفق تعبيره»، إضافة إلى التأكيد على اعتماد الدولة على إمكاناتها المحلية والجهود الشعبية، وذلك وسط مؤشرات فقدان الثقة في حكومة رئيسي بسبب الانهيار الاقتصادي.

دول الجوار

رغم الإصرار الإيراني على السياسة التخريبية في المنطقة ودعم الميليشيات وتحريك الأذرع، والسعي إلى تطوير برنامج الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، لزعزعة الاستقرار وتهديد دول الجوار، واستمرار العمليات التخريبية بحق المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة عن طريق جماعة الحوثي الإرهابية الذراع الإيرانية، إلا أن «رئيسي» حرص على توجيه رسائل إلى دول الجوار.

وقال في خطابه بمناسبة الذكرى الثالثة والأربعين للثورة الإيرانية، والتي نقلها التلفزيون الرسمي الإيراني، إن بلاده حريصة على علاقات متوازنة مع الجميع بشكل عام، ودول الجوار بشكل خاص، وهي الرسالة التي كان يرددها سلفه حسن روحاني في ظل استمرار السياسات نفسها التي تنتهجها طهران.

إرباك واشنطن

مع استمرار المفاوضات المتعلقة بإحياء الاتفاق النووي لعام 2015، حيث تشهد العاصمة النمساوية فيينا استمرار أعمال الجولة الثامنة من تلك المفاوضات، ومع بوادر ومؤشرات التوافق، بعد تقديم الولايات المتحدة خطوات مرنة والإعلان عن إعفاءات من بعض القيود التي كانت مفروضة على البرنامج النووي المدني، والكشف الإيراني عن صواريخ متطورة في ظل عدم تعليق واشنطن، إلا أن «رئيسي» حرص أيضًا على توجيه رسالة ضغط على واشنطن بشأن تلك المفاوضات.

وتتلخص هذه الرسالة في أن بلاده لا تعلق الآمال مطلقًا على محادثات فيينا النووية الساعية إلى إحياء الاتفاق النووي 2015، مشيرًا إلى اعتمادها على شعبها وإمكاناتها المحلية، مضيفًا :«الاعتماد على الأجانب للقيام بشيء لنا تسبب في مشكلات. ومع جهود شعبنا وخدمة حكومتنا، ستُتخذ خطوات عظيمة تجاه الاستقلال الاقتصادي»، وهي الرسالة التي يحاول من خلالها التأكيد على عدم اهتمام إيران بهذه المفاوضات في محاولة لإرباك الطرف الآخر رغم تنازلاته للحصول على مزيد من المكاسب.

"