يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

بعد الدبلوماسية والإعفاءات.. كيف ردت إيران على «حُسن نوايا» واشنطن؟

الإثنين 14/فبراير/2022 - 08:03 م
المرجع
محمد شعت
طباعة
في ظل الضغوط المتبادلة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران بشأن شروط كل طرف للتوصل إلى إحياء الاتفاق النووي الموقع عام 2015، يبدو أن واشنطن قد بدأت في تقديم خطوات إثبات حسن النوايا والرغبة في التوصل إلى اتفاق مع طهران، إذ وقع وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن على قرارات تقضي برفع جزء من العقوبات التي تتعلق بالمجالات المدنية في إطار البرنامج النووي الإيراني، ويلغي هذا القرار، قرارًا سابقًا للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بشأن تلك القضية.

وفي الوقت الذي تعتبر فيه واشنطن هذه الخطوة عاملًا محفزًا لطهران نحو الالتزام مجددًا بالاتفاق النووي المبرم عام 2015، يبدو أن إيران ستمارس المزيد من الضغوط لتحقيق أكبر مكاسب ممكنة، في ظل السياسة المرنة التي تقودها إدارة بايدن تجاهها، والتي أعلنت أنها تميل إلى الدبلوماسية، وبدأت في رفع جزء من العقوبات تتعلق بالبرنامج النووي، ويبدو أنها تنتظر رد فعل مرن من جانب طهران أيضًا.. فكيف ردت؟.


 وزير الخارجية الإيراني
وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان
خطوة منقوصة 

على غير الرغبة الأمريكية في مقابلة خطوتها بتعليق جزء من العقوبات، اعتبر الجانب الإيراني أن هذه الخطوة من جانب واشنطن غير كافية، مشيرًا إلى أن الإجراءات الأمريكية بشأن رفع العقوبات المفروضة عليها لا تزال «غير كافية»، حيث قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان: «رفع بعض العقوبات بشكل عملي قد يعكس حسن نيتهم. الأمريكيون يتحدثون عن ذلك، لكن يجب أن يُعرف أن ما يحصل على الورق هو جيد لكنه غير كافٍ».

وعلى الرغم من الخطوة الأمريكية تعيد الإعفاءات التي تحمي الدول والشركات الأجنبيّة المشاركة في مشاريع نوويّة إيرانية غير عسكريّة من خطر عقوبات أمريكيّة، والتي ألغاها ترامب عام 2020 ضمن سياسة «الضغوط القصوى»، إلا أن الخارجية الإيرانية اعتبرت الخطوة غير ملموسة أيضًا،  حيث قال وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان :«لقد أبلغنا الجانب الأمريكي عن طريق بعض من ينقلون الرسائل هذه الأيام، أن عليهم إظهار حسن النية بالفعل. حسن النية بالفعل يعني ضرورة حصول أمر ملموس».

ردود الأفعال الإيرانية لم تقتصر على اعتبار الخطوة الجديدة من جانب واشنطن خطوة «منقوصة» فحسب ولكن تم وصفها بـ«المسرحية»، حيث علق أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني «علي شمخاني»، بالقول: «الاستفادة الاقتصادية الواقعية والمؤثرة والقابلة للتحقّق من قبل إيران، شرط ضروري للتوصل الى اتفاق»، «مسرحية رفع العقوبات لا يمكن اعتبارها خطوة بنّاءة».


«جوزيف بوريل» منسق
«جوزيف بوريل» منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي
دفع أوروبي

في ظل ردود الأفعال الإيرانية على خطوة الإعفاءات من جانب واشنطن، دفعت كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا، الجانب الإيراني إلى سرعة الاستفادة من الموقف الحالي، وأشارت الدول الثلاث في بيان مشترك إلى الإعفاءات الأخيرة من العقوبات المفروضة على برنامج إيران النووي، وحذرت من الفرص المحدودة لمحادثات فيينا، داعيةً النظام الإيراني إلى الاستفادة الفورية من الوضع الحالي.

وشدد البيان الثلاثي على أن خطوة واشنطن الأخيرة يجب أن تسهل عملية المناقشات الفنية لدعم محادثات فيينا للعودة إلى الاتفاق النووي، مضيفًا : «نحث إيران على اغتنام هذه الفرصة على الفور، لأن توقيت الإعفاءات يؤكد وجهة نظرنا المشتركة مع الولايات المتحدة: ليس لدينا سوى القليل من الوقت للوصول إلى نتيجة ناجحة في مفاوضات إحياء الاتفاق النووي».

«جوزيف بوريل» منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، دعا أيضًا إلى تحقيق خطوات إيجابية من الأطراف كافة، قائلًا في اتصال هاتفي مع وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان: «من أجل إنهاء سريع للمفاوضات وإحياء الاتفاق النووي، نحتاج إلى جهود بحسن نية من جميع الأطراف، فيما رأى عبداللهيان أن بعض التطورات الإيجابية حدثت في مفاوضات إحياء الاتفاق النووي، لكنها لم ترق إلى مستوى توقعات إيران».
"