دوافع عودة هجمات «داعش» في ليبيا بالتزامن مع أزمة الانتخابات
مع تعثر إجراء الانتخابات الليبية في عقبة التأجيلات المتولية، تنشط الجماعات المسلحة في البلاد، خاصة في الجنوب الليبي، مستغلة انشغال الجميع بترتيبات الانتخابات وصراعاتها وخلافاتها التي لا تنتهي، وعلى رأس هذه الجماعات تنظيم داعش الإرهابي الذي أبدى نشاطًا ملحوظًا منذ مطلع العام الجاري، حتى الآن، ليس في ليبيا وحدها ولكن في مناطق أخرى أبرزها عملية سجن الحسكة، وبالتزامن معها عمليات التنظيم في العراق، خاصة في ديالى التي تزامنت مع عملية سجن الحسكة في الشمال السوري وتبعتها عمليتها في مطار بغداد.
ورغم إعلان مقتل
زعيم تنظيم داعش الخميس 3 من فبراير الجاري، لكن الوضع في ليبيا تظل له
خصوصيته، نظرًا لطبيعة البلاد الي كانت أوشكت على اتخاذ أولى الخطوات في طريق
الاستقرار، لكن الوضع السياسي حال دون ذلك. ما شجع عناصر داعش على الإعلان عن
نفسهم من جديد.
آخر الأحداث
شهد النصف
الثاني من يناير الماضي تحركات جديدة لتنظيم داعش في الجنوب الليبي، مستغلًا عدم
الاستقرار السياسي والأمني في البلاد، فقد أعلن التنظيم الإرهابي 17 يناير الماضي
استهداف مقر للجيش الليبي بعبوة ناسفة في منطقة أم الأرانب، أسفرت عن مقتل عسكريين
وإصابة اثنين آخرين.
ويعتبر هذا هو الهجوم الأول لتنظيم داعش في البلاد
خلال العام 2022 ، بعد 4 هجمات فقط في عام
2021. وآخر هجوم في أم الأرانب كان في يونيو
2020م.
أعلن التنظيم
الإرهابي عبر منابره الإعلامية أن عناصره هاجموا قوات الجيش الليبي وأسفر الهجوم عم
مقتل عسكريين وإصابة ثالثًا بجروح بهجوم جديد جنوب سبها.
وفي يوم 31
يناير استهدف عناصر التنظيم الإرهابي آليتين لقوات الجيش الليبي على الطريق الرابط
بين بلدتي أم الارانب والقطرون جنوبي سبها بالأسلحة الرشاشة ما أدى إلى إعطاب آلية
ومقتل اثنين وإصابة ثالث بجروح ولله الحمد.
دوافع العودة
تضاءلت عمليات
التنظيم الإرهابي خلال العام الماضي، نظرًا لانزواء حكومة السراج الموالية مباشرة
لجماعة الإخوان، وبدء الدخول في مفاوضات سياسية، وبشائر خارطة الطريق لإجراء
الانتخابات الرئاسية والتشريعية في البلاد، الأمر الذي أدى إلى فترة استقرار نسبي
في البلاد، توقفت خلالها العمليات الميليشاوية والهجمات الإرهابية في المناطق
الرخوة في الجنوب والمناطق التي تشهد وجود جيوب لعناصر الجماعات المسلحة خاصة في
الغرب الليبي.
ومع تضاؤل فرص
إجراء الانتخابات وانشغال الفصائل السياسية في الصراعات بينها، كان هذا المناخ
مواتيًا لنشاط مسلح في الجنوب، يهدف لإحياء نشاط تنظيم داعش الإرهابي في هذه
المنطقة، التي يسهل فيها مرور عناصر التنظيم القادمين من الصحراء الكبرى، الذين
يمثلون أهم الروافد البشرية لتنظيم داعش الإرهابي، وقد كشفت الجيش الليبي خلال
عملياته الأخيرة لتمشيط المنطقة العثور على جثث لعناصر أجنبية ضمن قتلى التنظيم
الإرهابي.
جو ملائم
ورغم تصدي الجيش
الليبي للنشاط التنظيم الإرهابي في الجنوب، لكن الخلاف السياسي لا يزال يسيطر
على المشهد مما ينذر بتكرار هذه العمليات، وسط النزاعات السياسية وعدم توحيد
الجبهة الداخلية، خاصة حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبدالحميد الدبيبة الذي حاول
أن ينسب التصدي لعناصر التنظيم إلى وزارة الداخلية، فبحسب ما نشره اللواء خالد المحجوب
مدير إدارة التوجيه المعنوي بالقوات المسلحة، على صفحته بموقع "فيسبوك"،
أسفرت العملية عن مقتل 23 داعشيًّا، 8 منهم فجّروا أنفسهم قبل القبض عليهم.
ونفى المحجوب ما
صرح به رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبدالحميد الدبيبة، بشأن مشاركة قوة من وزارة الداخلية
في المواجهات، قائلًا إن الحكومة لم تقدم حتى الآن شيئًا لدعم القوات المسلحة في تأمين
الجنوب والحدود ومقارعة الإرهاب.
وكان الدبيبة قال
على موقع «تويتر»: «أترحم على شهداء الوطن الذين ارتقوا إلى بارئهم
أثناء محاربتهم تنظيم "داعش" ببلدية القطرون، وأحيي جهود وزارة الداخلية
والقوات المساندة لها على قيامهم بواجبهم»، واختتم بتوجيه التحية لرجال الجيش
والشرطة.





