«المهمة الناجحة».. قيادات «القاعدة» في شباك التحالف الدولي
الجمعة 04/فبراير/2022 - 01:29 م
مصطفى كامل
نفّذت طائرات مروحية تابعة للتحالف الدولي بقيادة واشنطن، عملية إنزال جوي شمال غربي سوريا، قرب الحدود مع تركيا، لاستهداف شخصية بارزة في تنظيم «القاعدة» الإرهابي، حيث استمرت الاشتباكات المرافقة لعملية الإنزال في إدلب قرابة 3 ساعات، لكن مسؤولًا عسكريًّا أمريكيًّا رفيع المستوى قال إن انفجارًا وقع داخل منزل، وعلى الأرجح بسبب تفجير الشخص المستهدف لنفسه، بحسب صحيفة «وول ستريت جورنال».
استهداف قيادات القاعدة
نفذت
قوات العمليات الخاصة الأمريكية ما وصفته وزارة الدفاع الأمريكية «بنتاجون»
بـ«المهمة الناجحة» في شمال غرب سوريا في ساعة مبكرة من صباح الخميس 3
فبراير 2022، إذ نقلت مروحيات أمريكية عناصر الكوماندوز إلى مواقعهم بعد
منتصف الليل بقليل، وحاصرت منزلًا في بلدة «أطمة» وهي بلدة قريبة من الحدود
مع تركيا في محافظة إدلب الخاضعة لسيطرة فصيل «هيئة تحرير الشام».
هجوم
الكوماندوز المحفوف بالمخاطر ضد من يعتقد أنه قيادي كبير في تنظيم
«القاعدة» الإرهابي بإدلب، لم يعلن اسمه حتى اللحظة، وفق صحيفة «نيويورك
تايمز»، بينما رجح بعض المحللين ثلاثة أسماء رئيسية ضمن قائمة المستهدفين
في العملية.
ووفق
بيان صادر عن وزارة الدفاع الأمريكية «بنتاجون»، أعلنت الوزارة أن قواتها
نجحت في تنفيذ عملية في الشمال السوري دون سقوط أي ضحايا مدنيين، مشيرةً
إلى أن العملية جاءت لمكافحة الإرهاب في تلك المنطقة، مؤكدة اعتقال متطرفين إرهابيين.
من
جهته، أشار تشارلز ليستر، مدير برامج سوريا ومكافحة الإرهاب والتطرف في
معهد الشرق الأوسط بواشنطن، في تغريدة عبر موقع التواصل الإجتماعي «تويتر»،
إلى أن أحد أكثر الأسماء المطلوبة في تنظيم «القاعدة» الإرهابي، هي سمير
حجازي المكنى (أبوهمام السوري) وأبوعبد الكريم المصري، وسامي العريدي
-مسؤول شرعي كبير في جماعة حراس الدين التابعة للقاعدة وعضو في مجلس
الشورى، والهيئة العليا لصنع القرار في الجماعة، وكان أيضًا مسؤولًا شرعيًّا كبيرًا في «جبهة النصرة» من عام 2014 إلى 2016 وترك التنظيم في عام 2016-،
مضيفًا أن مقاطع فيديو من مكان الحادث على وسائل التواصل الاجتماعي أظهرت
أشخاصًا ينتشلون جثث تسعة رجال ونساء وأطفال على الأقل من بين أنقاض
المنزل.
مدير
برامج سوريا ومكافحة الإرهاب والتطرف في معهد الشرق الأوسط بواشنطن، قال
إن حجم ونطاق ومدة المعركة تشير إلى أن الهدف من الغارة كان على الأرجح
شخصية بارزة في تنظيم «القاعدة» الإرهابي، مضيفًا: «حقيقة أن الولايات
المتحدة تخاطر بإرسال قوات كوماندوز، وليس مجرد شن غارات جوية، تشير أيضًا إلى أن التركيز في الغارة كان شخصية بارزة».
ورفض
المسؤولون الأمريكيون تحديد ما وصفه أحدهم بالهدف عالي القيمة، في انتظار
تحليل الحمض النووي، لكنهم قالوا إن الإدارة قد تصدر إعلانًا في وقت لاحق.
وكان
الجيش الأمريكي قد أعلن في 23 أكتوبر 2021، مقتل القيادي البارز في تنظيم
القاعدة المدعو «عبدالحميد المطر»، في غارة شنتها في شمال سوريا، حيث قال
«جون ريجسبي» المتحدث باسم القيادة المركزية للجيش الأمريكي (سنتكوم)، في
بيان حينها، إن القاعدة لا تزال تشكل تهديدًا للولايات المتحدة وحلفائها،
مشيرًا إلى أن التنظيم يستخدم سوريا كملاذ آمن لإعادة تشكيل نفسه والتنسيق
مع فروع خارجية والتخطيط لعمليات في الخارج.
لكن
التحالف بقيادة الولايات المتحدة يشن عمليات تستهدف فلول الخلايا النائمة
لتنظيم «داعش» بوتيرة أكبر في شمال شرقي سوريا الذي تسيطر عليه «قوات سوريا
الديمقراطية» التي يقودها الأكراد.
وتداول
سكان المنطقة تسجيلات صوتية منسوبة للتحالف، يطلب فيها متحدث باللغة
العربية من النساء والأطفال إخلاء منازلهم في المنطقة المستهدفة.
عملية كبرى
بدوره،
كشف «رامي عبدالرحمن» مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن عملية
الإنزال قرب بلدة «أطمة» هي الأكبر للتحالف الدولي منذ العملية التي نفذتها
القوات الخاصة الأمريكية في إدلب والتي أدت إلى مقتل زعيم تنظيم «داعش»
السابق المدعو «أبوبكر البغدادي» في 27 أكتوبر 2019.
وخلال
بيان صادر عن المرصد السوري لحقوق الإنسان، كشف عن مقتل 9 أشخاص على الأقل
بينهم طفلان اثنان وامرأة خلال العملية التي نفذتها قوات التحالف الدولي
في محافظة إدلب خلال الساعات الأولى من صباح الخميس 3 فبراير الجاري، إذ
قامت قوات التحالف بعملية إنزال جوي قرب منطقة «آطمة» عند الحدود مع لواء إسكندرون بريف إدلب الشمالي، في عملية تحاكي عملية قتل «أبوبكر البغدادي»
قبل نحو 3 سنوات في إدلب أيضًا.
وتسيطر
ما تعرف بـ «هيئة تحرير الشام» على معظم شمال غربي سوريا، الذي يشمل
محافظة إدلب وحزامًا محيطًا بها من الأراضي. والجماعة كانت تعرف سابقًا بـ«جبهة النصرة» والتي كانت جزءًا من تنظيم «القاعدة» حتى عام 2016.
وشكّل
عدة إرهابيين أجانب انفصلوا عنها تنظيم «حراس الدين»، الذي صُنف منظمة
إرهابية أجنبية، وكان هدفًا لضربات التحالف خلال السنوات القليلة الماضية، وأطلق الجيش الأمريكي لسنوات بشكل أساسي طائرات مسيرة لقتل كبار عناصر
تنظيم القاعدة في شمال سوريا، حيث أصبحت الجماعة المتشددة نشطة خلال الحرب
الدائرة في البلاد منذ أكثر من عشر سنوات.





