ad a b
ad ad ad

هل تستجيب «طالبان» لمطالب البيان الأوروبي المشترك حول مكافحة الإرهاب؟

الأحد 30/يناير/2022 - 06:53 م
المرجع
محمد يسري
طباعة

تواجه حركة طالبان، أكبر التحديات أمام الاعتراف بها، وهو شبح الإرهاب والعنف، فالمجتمع الدولي الذي يشترط على الحركة، تنفيذ تعهداتها بكبح جماح الجماعات الإرهابية، يضعها في الوقت نفسه أمام المرآة، كي تتخلى عن طبيعتها كحركة مسلحة في الأساس، ويجعله شرطًا رئيسيًّا في سبيل الاعتراف بحكومتها، وقبول ممثل لها عن أفغانستان في الأمم المتحدة.


تحركات مكثفة


منذ مطلع العام الجديد 2022م، تكثف حركة طالبان نشاطها لكسب أرضية غربية للاعتراف بحكومتها، ففي الرابع والعشرين من يناير أعلن المتحدث الرسمي باسم الحركة ذبيح الله مجاهد أن وفدًا يضم 15 من قيادات طالبان زار العاصمة النرويجية أوسلو، وأجرى محادثات مع مسؤولين كبار في النرويج، وتناول اللقاء مناقشات حول أوضاع وقضايا حقوق الإنسان في أفغانستان.


وتأمل الحركة أن تأتي هذه المباحثات بنتائج إيجابية، إذ أكد أمير خان متقي وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال أنه يأمل أن تكون الزيارة بداية علاقة إيجابية بين طالبان وبين أوروبا.


ردود أوروبية أمريكية مشتركة


لم يمر أقل من أسبوع، وجاءت نتيجة الزيارة بشكل واضح ومباشر، خلال البيان الأوربيــ الأمريكي المشترك؛ ليضع الحركة أمام مسؤوليتها أمام المجتمع الدولي، مذكرًا طالبان بضرورة الوفاء أولًا بتعهداتها والتزاماتها بشأن مكافحة الإرهاب، إضافة إلى مكافحة تهريب المخدرات.


وأصدر الممثلون والمبعوثون للاتحاد الأوروبي بيانًا مشتركًا الخميس 27 يناير2022، أكدوا فيه، أنه يجب على طالبان وقف الزيادة المقلقة في انتهاكات حقوق الإنسان في أفغانستان.


وتناول البيان أهمية توفير التعليم العالي للمرأة، وضرورة إشراكها في العمل بجميع المجالات، ورحبوا بتعهدات طالبان العامة بأن جميع النساء والفتيات يمكنهن الالتحاق بالمدارس عند إعادة فتحها في جميع أنحاء البلاد في مارس المقبل.


وتابع البيان: لاحظنا أن حكوماتنا تقوم بتوسيع عمليات الإغاثة والمساعدة لمنع انهيار الخدمات الاجتماعية، ودعم إنعاش الاقتصاد الأفغاني، وأشار المشاركون إلى أهمية زيادة السيولة النقدية ودعم القطاع المصرفي للمساعدة في استقرار الاقتصاد الأفغاني، كما ضغط المشاركون من أجل تطوير استراتيجية شفافة وسليمة لاستعادة الثقة في القطاع المالي، وأوضحوا أن اجتماعاتهم مع طالبان لا تعني بأي حال من الأحوال الاعتراف بها أو إضفاء أي شرعية على حكومتها.


الكرة في ملعب الحركة


ويشير ختام البيان المشترك إلى أن أوروبا والولايات المتحدة أن الكرة لا تزال في ملعب حركة طالبان من أجل الاعتراف الأممي بحكومتها، وأن الجلوس مع الحركة لا يعني الاعتراف بها، ما يعكس استمرار انعدام ثقة المجتمع الدولي في الحركة، سواء من جانب تخليها عن تصرفاتها كحركة مسلحة، أو تحولها إلى الجانب السياسي كحكومة مسؤولة عن دولة مطلوب منها التعامل على أساس المواطنة واحترام حقوق الإنسان، وعلى رأسها القبول بالتعددية السياسية في البلاد.


كما يضعها أيضا أمام مسؤوليتها بعدم توفير أي ملاذ آمن للجماعات المسلحة، وهما الأمران اللذان يصعب على الحركة تحقيقهما في المدى القريب نظرًا لتصرفاتها السابقة، فالحركة لا تزال تتعامل مع الأفغان باعتبارها فصيلًا مسلحًا وصل إلى السلطة بالقوة، وهو ما لم يستطيع أن ينساه منافسوها، فعلى سبيل المثال عملت الحركة على إقصاء جميع المكونات السياسية الأفغانية من تشكيل حكومتها، إضافة إلى إجراءات تعسفية أخرى على رأسها رفض التعددية السياسية، بحل الهيئة المستقلة للانتخابات باعتبار أنه لا حاجة للانتخابات.


وعن علاقات الحركة بالحركات المسلحة، وفرت طالبان المساعدة والملاذ الآمن لقيادات من حركة «طالبان باكستان» وسمحت لها باستخدام الأراضي الأفغانية في تهديد الجارة النووية، الأمر الذي يشير إلى أنه من المبكر الحديث عن حصول الحركة على اعتراف المجتمع الدولي بها كممثلة للشعب الأفغاني.

"