ad a b
ad ad ad

«طالبان» تحاول التعافي اقتصاديًّا بالشراكة مع تركمانستان

الخميس 10/فبراير/2022 - 02:50 م
المرجع
نهلة عبدالمنعم
طباعة

تواجه حكومة حركة طالبان في أفغانستان، واقعًا اقتصاديًّا معقدًا، ما يفرض تساؤلات حول مستقبل وجودها وكيف ستوفر الاحتياجات المعيشية الأساسية للشعب لتتمكن من إحكام قبضتها أكثر على البلاد، وما هي الدول الأقرب لمساعدتها؟.


وتبرز دول آسيا الوسطى كحليف شائك لحركة طالبان، وذلك لعدة تعقيدات إقليمية و دولية يحملها المشهد، ويظهر جزء من هذا التعقيد في علاقة طالبان بجمهورية تركمانستان، بين التطلع لتعاون استثماري وبين اشتباكات حدودية عسكرية.


تركمانستان وأوجه التعاون الاقتصادي مع طالبان


التقى القائم بأعمال وزارة الخارجية في حكومة طالبان الأفغانية، أمير خان متقي بمسؤولين تركمان خلال زيارة أجراها في 16 يناير الجاري، لمناقشة التعاون الاقتصادي بين البلدين، معربًا عن أمله في العمل على مشروع خط الغاز (TAPI) خلال الربيع المقبل.


وناقش «متقي» خلال لقائه، وزير خارجية تركمانستان «رشيد ميريدوف»، تشييد مشروعات للكهرباء والطاقة بين الطرفين إلى جانب التبادل التجاري، والتعاون على مستوى نقل الخبرات بين المتخصصين في الاقتصاد لمعاونة كابول على تخطي أزماتها.


وفي بيانات حديثة قدمتها غرفة التجارة والاستثمار الأفغانية  (ACCI)في 16 يناير 2022، أُشير إلى زيادة معدلات التجارة بين أفغانستان وبين دول آسيا الوسطى خلال العام الأخير وبالأخص تركمانستان وأوزبكستان وطاجيكستان.


وفي ظل تزايد حجم التبادل التجاري مع تركمانستان، كشفت البيانات عن تراجع التعاون ذاته مع باكستان بنسبة 26% عن العام السابق للدراسة، إذ بلغت نسبة صادرات أفغانستان إلى دول آسيا الوسطى نحو 33 مليون دولار وتخطت الواردات 2 مليار دولار.


التقدم الاقتصادي وإشكاليات الأمن والتفاهمات الدولية


يحتاج التطور الاقتصادي إلى بيئة أمنية مواتية ليتمكن من الازدهار، وبالنسبة لـ«طالبان» فهي تعاني من تأخر اقتصادي ناتج عن سنوات الحرب الطويلة التي عاشتها البلاد، ومن جهة أخرى تأثر الاقتصاد بقرار الولايات المتحدة الأمريكية تجميد الحسابات المصرفية لأفغانستان وكذلك الأصول عقب سيطرة حركة طالبان على الحكم، بالإضافة إلى إعلان صندوق النقد الدولي عدم قدرته على مساعدة البلاد لعدم استقرار الأوضاع بداخلها وعدم الاعتراف بحكومة «طالبان» دوليًّا.


وتبرز هنا إشكاليات متعددة تواجه الاقتصاد الأفغاني، فمن جهة الأمن لا تزال البلاد غير مستقرة أمنيًّا ولا يزال تنظيم «داعش خراسان» منافسًا للحركة يحاول مباغتتها من وقت لآخر، أما تنظيم «القاعدة» فيعمل على استقطاب عناصر الطبقات الدنيا في التنظيمات الإرهابية إلى صفوفه عبر توجيه نقد عقائدي لطالبان متهمًا إياها بشكل غير مباشر بالخروج عن الشرع لطلبها الانضمام للأمم المتحدة.


ومن جهة أخرى يأتي الاعتراف الدولي كمتغير مهم في الأزمة، فالدول التي لا تحمل توجهًا سياسيًّا محددًا نحو «طالبان» لن تتمكن من الوثوق فيها اقتصاديًّا طالما لم تحصل بعد على الاعتراف الدولي، كما أن الاعتراف في حد ذاته أصبح ورقة في يد الغرب لمساومة «طالبان» على الالتزام بتحقيق مصالحه في المنطقة.


ومن ثم فإن التعاون بين طالبان وتركمانستان، يأتي كمتنفس للأولى من أجل تحقيق جزء من طموحاتها الاقتصادية في المنطقة، ولكن تبقى العلاقات السياسية والأمنية مهمة في هذا الإطار، ومن جهتها حافظت تركمانستان على علاقات ممتدة مع حكومة الرئيس الافغاني السابق أشرف غني واتصالات مع الحركة قبل سيطرتها على الحكم وبعدها.


المزيد.. اشتعال العنف المسلح في أفغانستان .. جبهة أحمد شاه مسعود تصعد هجماتها ضد طالبان

الكلمات المفتاحية

"