بانتشار إرهابي كبير.. «داعش» يعاود الظهور في الكونغو
عاد تنظيم «داعش» بعدد من العمليات الإرهابية المتكررة في الكونغو
خلال الفترة الحالية، الأمر الذي أثار مخاوف الحكومة هُناك، وكانت آخر الهجمات
التي تبناها التنظيم الإرهابي في الكونغو في نهاية شهر ديسمبر عام 2021، إذ استهدف
انتحاري حانة واقعه بمنطقة «بيني» التابعة لولاية إيتوري شرق الكونغو، كان ذلك بالتحديد يوم 25 ديسمبر، بحسب بيان أعلن فيه
التنظيم عن تبنيه الهجوم ونشره عبر قناته على «التليجرام»، كما نشرته عنه وكالة
أنباء «رويترز» وموقع «سايت» المتخصص بمتابعة الجماعات الجهادية.
وخلال الأيام السابقة أظهرت التحركات الميدانية في الكونغو، أن هناك
تحركات واسعة الانتشار لعناصر داعش، إذ سلطت مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية، الضوء على هذه
التحركات، وأشارت في تقريرها إلى أن تلك التحركات مخيفة ومقلقة للغاية.
وأضافت المجلة في تقريرها، أن «داعش» منذ دحره في العراق
وسوريا، تحولت توجهاته إلي أفريقيا، وأصبحت المنطقة الشرقية من جمهورية الكونغو
الديمقراطية معقلًا لنشاطه الإرهابي، خاصة أنه يشن من خلالها عملياته الإرهابية
على رواندا وبروندي وأوغندا.
بداية الظهور الداعشي في الكونغو
يعتبر ظهور «داعش» في الكونغو مختلف قليلًا عن ظهوره في أي دولة أفريقية أخرى، إذ ظهر «داعش» في الكونغو عبر انفصال مجموعات عن الحركات المرتبطة
بتنظيم القاعدة أو إعلان جماعات متطرفة ولاءها للتنظيم، مثل حركة القوات
الديمقراطية المتحالفة.
وأعلن «داعش» وجوده عبر نشر مقاطع فيديو عن حركة القوات الديمقراطية
المتحالفة، التي
تتمركز شرق الكونغو، وعرفت بعد ذلك باسم ولاية وسط أفريقيا الإسلامية (ISCAP)، كان ذلك
عام 2019، تلك الحركة تضم أيضًا جماعة أنصار السنة في موزمبيق، التي تنشط في إقليم كابو ديلغادو
شمال البلاد.
وشنّت القوات الديمقراطية المتحالفة (داعش الكونغو) سلسلة هجمات
دموية قبل مبايعة «داعش» وبعده، جعلتها الأشد عنفًا في شرق البلاد، ذلك بحسب بيانات
وزارة الخارجية الأمريكية فقد قتل التنظيم 849 مدنيًّا عام 2020، وفي نهاية شهر
مايو الماضي قتل التنظيم 39 مدنيًّا، بينهم نساء، في منطقة كيفو شرق البلاد، وتسببت
عمليات الحركة في نزوح 140 ألف مواطن.
وعقب تلك العمليات، أدرجت الخارجية الأمريكية فرع «داعش» في الكونغو
وموزمبيق على قائمة المنظمات الأجنبية الإرهابية، كان ذلك في 10 مارس 2021.
دعم مالي قوي
ومن ناحيته قال الباحث في الشؤون الأفريقية
بمعهد الدراسات والبحوث الأفريقية بجامعة القاهرة، عبداللطيف محمد، إن تنظيم داعش
يقدم دعمًا ماليًّا كبيرًا للجماعات الإرهابية الموجودة في الكونغو، لتنفيذ أكبر قدر من
الهجمات، لهذا السبب جميع التنظيمات الإرهابية هُناك قدمت له الولاء والطاعة.
وأوضح محمد لـ «المرجع»، أن «داعش» يريد أن
تكون الكونغو المعقل الأساسي له في أفريقيا، بسبب موقعها المتميز، التي يستطيع من
خلالها شن هجمات على كلٍ من موزمبيق وأوغندا رواندا وبروندي وغيرها من الدول،
كما أنه يستطيع التنسيق بين جميع الجماعات المتطرفة في تلك المنطقة من خلال
الكونغو.
وأضاف الباحث في الشؤون الأفريقية، أن جماعة القوات الديمقراطية
المتحالفة التي أعلنت ولاءها لـ«داعش»، لها ثقل سياسي وعسكري كبير في قارة أفريقيا،
وتربطها علاقات قوية ببعض الجماعات الإرهابية منها بوكو حرام والشباب المجاهدين،
لذلك تُسهل على «داعش» التواصل مع تلك الجماعات، فهى بمثابة همزة وصل بينهم.





