ad a b
ad ad ad

المصالح والاعتراف الصعب.. علاقات «قلقة» بين طالبان وإيران

الأحد 16/يناير/2022 - 03:18 م
المرجع
محمد شعت
طباعة
تسعى حكومة طالبان في أفغانستان إلى انتزاع اعتراف المجتمع الدولي بها، وربما تستخدم الأسلوب البراجماتي في التودد الى دول ذات خلافات تاريخية معها، خاصة إذا كانت هناك مصالح مع تلك الدول مثلما هو الحال مع إيران، ولهذا يبدو منهج تعامل الحركة خلال الأيام المقبلة هو تنحية هذه الخلافات، والاعتماد على لغة المصالح فقط.
المصالح والاعتراف
اعتراف صعب

ورغم هذه المحاولات من جانب حركة طالبان الأفغانية، إلا أن انتزاع الاعتراف الإيراني بالحركة السنية من قبل نظام شيعي يسعى إلى توظيف كل شيعة في المنطقة لصالحه، يبدو بعيدًا.

وفي ظل حرص الجانبين على تنحية الخلافات، إلا أن التوتر يظل قائمًا، مثلما كان الحال خلال فترة حكم طالبان، لأفغانستان بين عامي 1996 و2001. ولم تعترف الجمهورية الإسلامية حينها بـ«الإمارة الإسلامية» التي أعلنتها طالبان، على الرغم من الإشارات التي ترسلها إيران بعد الصعود الثاني للحركة، والتي تؤكد على  أنّ الحركة يجب أن تكون جزءًا من أي حل مستقبلي في أفغانستان.

التصريحات التي أطلقها المتحدث باسم وزارة خارجية إيران، سعيد خطيب زادة، تشير صراحة إلى موقف بلاده من هذا الاعتراف، إذ أكد أن بلاده  لا تعتزم في الوقت الراهن الاعتراف بحكومة طالبان في أفغانستان، داعية الحركة للعمل على كسب ثقة المجتمع الدولي، قائلًا خلال مؤتمر صحفي مشترك، مع وزير الخارجية في حكومة طالبان، أمير خان متقي: «لسنا على وشك الاعتراف بحكومة طالبان».

وأضاف «زادة»: «نأمل في أن تتحرك الهيئة الحاكمة في أفغانستان باتجاه يمكن من خلاله الحصول على الاعتراف الدولي»، مكررًا موقف طهران الداعي إلى أن تتشكل في أفغانستان حكومة شاملة تعكس التنوع العرقي والديموجرافي.

محاولات للتقارب

في ظل هذه التجاذبات يبدو أن هناك إصرارًا من جانب حركة طالبان على التقارب مع طهران، ويبدو ذلك من خلال مبادرة الحركة بإذابة الجليد، حيث قام وزير خارجية خارجيتها بزيارة إيران، السبت 8 يناير 2022، في زيارة هى الأولى من نوعها للبلد المجاور، منذ الصعود الثاني للحركة إلى سدة الحكم في أفغانستان منتصف أغسطس 2021.

وقال المتحدث باسم وزارة خارجية طالبان عبد القهار بلخي فى تغريدة على صفحته الرسمية على موقع التواصل «تويتر»: «الزيارة تهدف لإجراء محادثات في قضايا سياسية واقتصادية وعبور اللاجئين بين أفغانستان وإيران»، مشيرًا إلى أن وفد طالبان شارك في لقاء أول مع مسؤولين إيرانيين، إلا أن طهران قابلت خطوة طالبان بالتراجع عما ذكرته وسائل إعلام رسمية، نيتها تسليم السفارة الأفغانية لحركة طالبان.

وتحرص طهران على الاستمرار في توجيه انتقادات إلى سياسة الحركة، مثلما حدث بعد إعلان طالبان حكومة كل أعضائها من الذكور المنتمين للحركة وغالبيتهم من عرقية البشتون، إذ أعربت طهران عن أسفها لأن التشكيلة الحكومية لا تمثل جميع الأفغان، داعية لحكومة ممثلة للتنوع، ويبدو أن النظام الإيراني يسعى إلى توجيه رسائل طمأنة للمجتمع الدولي من جانب، في ظل حرصه على حفظ مصالحه مع الحركة.
"