«توكايف» يُقلّم أظافر «نور سلطان».. اضطرابات كازاخستان تهدد أمن آسيا الوسطى
توارى «نور سلطان» إلى الظل لكنه لم يخرج من السلطة تمامًا بل ظل يمسك في يده مجلس الأمن القومي الذي يبدو أنه أهم وأخطر سلطة في البلاد، ولذلك جمعت الاحتجاجات المواطنين الحانقين على السلطة وتجاوزت الاحتجاجات مسألة رفع الأسعار إلى التشكيك بشرعية النظام في حدِّ ذاته.
وانتشرت المظاهرات
بعد ذلك في مناطق أخرى من البلاد، بما في ذلك ألما آتا، أكبر مدينة في كازاخستان (العاصمة السابقة)، بينما
اندلعت اشتباكات مسلحة دامية واسعة أدت إلى مقتل عشرات الأشخاص وإصابة الآلاف، بما
في ذلك في صفوف المحتجين وقوات الأمن.
التأثير خارجيًّا
خارجيًّا تهدد
تلك التطورات بانتشار عدوى الثورات والاحتجاجات إلى دول آسيا الوسطى في الجوار، وهو
ما تخشاه موسكو، ولا تسمح به في أي من المناطق التي كانت سابقًا تابعة للاتحاد
السوفيتي، وما زالت تحتفظ بنفوذ لها في تلك المناطق.
وفي ظل هذه التطورات أعلن رئيس كازاخستان، قاسم جومارت توكايف، إقالة الحكومة وإقالة نور سلطان وترؤس مجلس الأمن القومي بنفسه وفرض حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد، ووجه دعوة رسمية إلى منظمة معاهدة الأمن الجماعي بزعامة روسيا لإرسال قوات حفظ سلام إلى البلاد، وبالفعل وصلت أعداد من القوات الروسية إلى الأراضي الكازاخية، بينما أعلن زعماء معارضون أنهم يعتبرون تلك القوات جيش احتلال يغزو بلادهم.
وتمثل احتجاجات
كازاخستان مصدرًا للقلق عبر الحدود الجنوبية لروسيا؛ لأنها تحتفظ هناك بقاعدة بايكونور
الفضائية، التي تنطلق عبرها البعثات الفضائية الروسية، كما تعيش في كازاخستان أقلية
روسية كبيرة تمثل 20 بالمئة من السكان.
وفي هذه الأوقات، تنشغل موسكو بالتصعيد مع واشنطن والاتحاد الأوروبي عبر إشعال الوضع في أوكرانيا، حيث تحشد قوات ضخمة على حدودها، ولذلك تشكل الاحتجاجات في الجارة الجنوبية مصدر إلهاء غير مرحب به.





