بريق الذهب يسلب عقول الدواعش.. السنغال في مرمي نشاط الإرهابيين
الأربعاء 02/فبراير/2022 - 10:45 م
أحمد عادل
كشفت دراسة أصدرها معهد الدراسات الأمنية «آي إس إس أفريقيا» في ديسمبر 2021، أن منطقتي كيدوغو وتامباكوندا بجنوب شرق جمهورية السنغال، المتاخمتين لمنطقة كايس في جمهورية مالي، تتعرضان لضغوط أمنية متزايدة، لوقوعهما في مرمى نشاط التنظيمات الإرهابية، ما يشكل تطورًا أمنيًّا خطيرًا، كون السنغال لم تشهد أي هجمات إرهابية خلال الفترة الماضية.
الاستفادة من مناجم الذهب
ومن أشهر التنظيمات التي تحاول الامتداد إلى كيدوغو وتامباكوندا، هي «ولاية غرب أفريقيا» الموالية لتنظيم «داعش»، لما يشكله تعدين الذهب والتجارة غير المشروعة المنتشرة هناك من إغراءات لهذه الجماعات الباحثة دائمًا عن مصادر تمويل ثرية.
ويُظهر تقرير معهد الدراسات الأمنية، نقاط ضعف في كيدوغو وتامباكوندا، يمكن أن تغذي أهداف المتطرفين، ومنها سهولة إثارة سخط السكان على الحكومة بسبب تزايد الفقر في عام 2021 بنسبة 61.9 بالمائة.
وإلى جانب نشاط عمليات تعدين الذهب غير المشروعة، تلجأ الجماعات المتطرفة للجريمة المنظمة في تهريب المخدرات وتجارة الأدوية المغشوشة والزئبق والمتفجرات والبشر والسيانيد.
ويرى مراقبون أن مخاطر توسع الجماعات الإرهابية إلى منطقتي كيدوغو وتامباكوندا تحتم على الحكومة السنغالية أن تضع خطة متكاملة لمنع حدوث أزمة أمنية، تسهل تمدد الإرهاب، كما أن الحكومة أعربت عن قلقها من تداعيات انخراط الشباب السنغالي في الجماعات المتطرفة .
ويعيد تنظيم «داعش» انتشاره بشكل واسع في شمال وغرب أفريقيا، مستغلًا جنوب ليبيا كأهم محطة لتحرك مقاتليه، إذ أنه أنشأ أربع ولايات لخلافته المزعومة في القارة بمنطقة بحيرة تشاد، تحت قيادة مركزية بولاية بورنو في نيجيريا.
والولايات هي «سامبيسا» في نيجيريا، و«تومبوما بابا» في بورنو بالدولة ذاتها، و«تمبكتو» في شمال مالي، وولاية مستحدثة في تشاد توقع أن تضم إرهابيين عربًا، على أن يكون لكل منها حاكم خاص، وتحت قيادة زعيم داعش «أبوإبراهيم الهاشمي القرشي».
وتحدث التقرير عن أن التنظيم يعتمد على شبكة معقدة من الاتصالات والطرق التي تمتد عبر غرب وشمال أفريقيا، بين دول ليبيا والجزائر ومالي والنيجر ونيجيريا، لتسهيل تحركات مقاتليه.
صد التمدد الإرهابي
وفي فبراير 2021، شدد الرئيس السنغالي، ماكي سال، على أن بلاده وبقية دول غرب أفريقيا يجب أن تستعد لصد أي تمدد إرهابي، رافضًا أي حوار مع الجماعات الإرهابية مثل الذي دخلته معها حكومة بوركينافاسو.
وفي يونيو 2021، قدمت حكومة السنغال مشروع قانون إلى البرلمان، لإدخال تعديلات على قانون العقوبات تدرج فيه العقوبات على تمويل الإرهاب والقرصنة البحرية.
وفي يناير 2021 ، ألقت الشرطة الإسبانية القبض على ثلاثة أفراد من تنظيم «داعش» دخلوا بشكل غير قانوني من الجزائر. وكان من بينهم المدعو «مروان»، وهو إرهابي جزائري قاتل في سوريا، وعاد إلى منطقة الساحل، حيث قاتل إلى جانب «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي»، ولجأ إلى السنغال ومن هناك عبر موريتانيا والجزائر، حيث اتصل بفرع داعش، «جند الخلافة»، بقصد تنفيذ هجوم في أوروبا.





