ظهور الرئيس الأفغاني السابق يكشف أكبر جهتين شاركتا في سقوط نظامه
بعد ما يقرب من أربعة أشهر على خروجه الإجباري من البلاد، إلى منفاه الاختياري في دولة الإمارات العربية، يعود أشرف غني الرئيس الأفغاني السابق، إلى المشهد من جديد، متحدثًا عن رحيله المفاجئ الذي لم يتمكن فيه حتى من لملمة أغراضه الشخصية وملابسه قبيل الفرار، وليكشف الستار حول تداعيات القرار الأصعب في حياته، وتصوراته حول مستقبل البلاد تحت قيادة حركة طالبان التي استولت على السلطة في أغسطس 2021، ويلقى باللائمة على جهتين لم يكونا معه على قدر المسئولية، وساهما في سرعة إسقاط نظامه وصعود الحركة بصورة دراماتيكية.
أمراء الحرب
ألمح الرئيس الأفغاني السابق، في أول
حوار له بعد هروبه من البلاد مع شبكة «بي بي سي»، إلى أن الجهة الأولى التي لم تتمكن من
مساعدته هم أمراء الحرب الذين استنجد بهم لنصرته، رغم تاريخه المتقلب معهم، لكن الرئيس
المحاصر من طالبان، كان يأمل في أن يتمكنوا من مساعدته في وقف الهجوم على العاصمة.
وبعد وصول طالبان إلى مشارف العاصمة الأفغانية كابول، صوب «غني» وجهه صوب مدينة مزار شريف في شمال
البلاد، وطلب مساعدة الرجل القوي عطا محمد نور وأمير الحرب الأوزبكي عبد الرشيد
دوستم، في الوقوف إلى جانبه،
فهما معروفان بقتالهما المستميت ضد حركة طالبان خلال تسعينيات القرن الماضي، كما أنهما بقيا
شخصيتين مؤثرتين خلال العقدين الماضيين من الحرب، وكانت حكومة غني تدعمهما، تحسبًا
لهذا اليوم الذي يمكن أن تعتمد عليهما حينما تصل قوة حركة طالبان إلى الحد الذي
تهدد فيه الحكومة.
وقبل ساعات من
اقتحام طالبان، العاصمة كابول، أعلن القائدان الكبيران اللذان كان يأمل «غني» في مساعدتهما
الفرار من أمام الحركة بعد السقوط السريع لمدينة مزار شريف.
وفي الرابع عشر
من أغسطس 2021، أعلن عطا محمد نور الحاكم
السابق لإقليم بلخ شمال أفغانستان هروبه من مزار شريف التي سقطت دون مقاومة تُذكر بعد فرار قوات الأمن
عبر الطريق السريع إلى أوزباكستان المجاورة، مؤكدا أنه في مكان آمن معتبرًا أن سقوط
مدينة مزار شريف مؤامرة.
وكان عطا نور يقود
الميليشيات المحلية عندما سقطت مزار شريف عاصمة بلخ في يد حركة طالبان.
وأضاف عطا نور، في
منشور على صفحته على موقع التواصل «فيس بوك»، أنه والقائد الإقليمي عبد الرشيد دوستم هربا، للأسف نتيجة مؤامرة
كبيرة ومنظمة وجبانة، وتم تسليم جميع المنشآت الحكومية والقوات الحكومية إلى طالبان.
الجهة الثانية
أما الجهة الثانية التي انتقدها «غني»، فكانت الولايات المتحدة الأمريكية، إذ قال إن رحيله المفاجئ يعد أصعب قرار اتخذه، مشيرًا إلى أنه ضحى بنفسه من أجل إنقاذ كابول، في حين انتقد تفاوض الولايات المتحدة المباشر مع الحركة وتجاهلها الحكومة الأفغانية في «محادثات السلام».
وأضاف «غني» في المقابلة التي أجراها الجنرال نيك كارتر، الرئيس السابق للقوات المسلحة البريطانية، الخميس 30 ديسمبر 2021: «رحيلي المفاجئ كان أصعب قرار اتخذه، حتى في الساعات التي سبقت صعودي على متن مروحية، لم أعلم أن هذا سيكون آخر يوم لي في وطني».
وانتقد غني الولايات المتحدة لتفاوضها مباشرة مع طالبان دون إشراك الحكومة الأفغانية، قائلا: إن إطلاق سراح الآلاف من سجناء طالبان، وهو جزء من الصفقة، شجع المتمردين، الذين أطاحوا بالحكومة في نهاية المطاف.
وأضاف: «لم تُمنح الحكومة الأفغانية فرصة للتفاوض مباشرة مع طالبان»، مشيرًا إلى أن القضية باتت «أمريكية وليست أفغانية» بعد تفاوض المبعوث الأمريكي السابق للسلام زلماي خليل زاد.





