أشرف غني يخرج عن صمته: ضحيت بنفسي من أجل إنقاذ أفغانستان
الجمعة 31/ديسمبر/2021 - 03:43 م
أشرف غني
أحمد عادل
أخيرًا، خرج الرئيس الافغانى السابق، أشرف غني عن صمته، ليكشف كواليس سقوط البلاد في يد حركة "طالبان" المتشددة، إذ كشف عن عملية فراره من البلاد عقب استيلاء طالبان على العاصمة كابُل، كاشفًا أن القرار اتخذ في غضون "دقائق،" وأنه لم يكن يعلم أنه سيغادر البلاد حتى إقلاع طائرته.
وأوضح، أشرف غني، في مقابلة مع برنامج "توداي"، الذي يُبث عبر محطة "بي. بي. سي" الإذاعية، الخميس 30 ديسمبر 2021، أنه في صباح 15 أغسطس 2021، وهو اليوم الذي استولت فيه طالبان على العاصمة كابل وانهارت حكومته، لم تكن لديه أدنى فكرة بأنه سيكون اليوم الأخير له في أفغانستان، لكن بحلول ظهر ذلك اليوم، انهار الأمن في القصر الرئاسي.
وقال "غني" خلال المقابلة، التي أدارها رئيس هيئة أركان الدفاع البريطاني السابق الجنرال "نك كارتر": "إذا اتخذت موقفًا سيُقتَلون جميعًا، وفي المقابل، لم يكونوا قادرين على الدفاع عني"، ولفت "غني" إلى أن مستشاره للأمن القومي حمد الله محب كان مرتعبا ولم يمنحه أكثر من دقيقتين.
وأشار إلى أن تعليمات "حمد الله"، كانت في الأصل أن يسافر بمروحية إلى مدينة خوست في جنوب شرق البلاد، لكن المدينة سقطت في هجوم خاطف لطالبان أسفر عن سقوط عواصم إقليمية في كل أنحاء البلاد في الأيام، التي سبقت انسحاب القوات الدولية الذي كان مقررًا في نهاية أغسطس.
وأفاد "غني" بأن مدينة "جلال آباد" في شرق البلاد على الحدود مع باكستان، سقطت أيضًا، وتابع: "لم أكن أعرف إلى أين سنذهب. فقط عندما أقلعنا أصبح واضحًا أننا مغادرون".
وكرّر الرئيس السابق أن همّه الأول كان منع المعارك الوحشية في شوارع العاصمة، التي تكتظ بعشرات آلاف اللاجئين الفارين من العنف في مناطق أخرى من البلاد.
ولفت إلى أن قراره بالرحيل كان "الأصعب"، مردفا: "كان علي أن أضحي بنفسي من أجل إنقاذ كابُل، هو انقلاب عنيف، وليس اتفاقًا سياسيًا".
وختم بأن الأفغان "كانوا محقين" في إلقاء اللوم عليه، مشيرًا إلى أنه يتفهم ذلك الغضب تمامًا لأنه يشاطرهم إياه.
وخلال الأشهر الأخيرة تمكنت الحركة من بسط سيطرتها على كل المنافذ الحدودية وفي 15 أغسطس دخل مسلحو «طالبان» إلى العاصمة كابل حيث سيطروا على القصر الرئاسي.
وليل 16 أغسطس 2021، أعلنت «طالبان»، المكونة بالدرجة الأولى من قبائل البشتون، انتهاء الحرب في أفغانستان، وفي يوم 7 سبتمبر أعلنت تشكيل الحكومة الجديدة في البلاد تضمنت عناصر من الحرس القديم للحركة.
ولعب عملاء الحركة وجواسيسها، دورًا محوريًا بات واضحًا حتى الآن بعد ثلاثة أشهر من الانسحاب الأمريكي، وفق صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، سقطت المدن الأفغانية الواحدة تلو الأخرى، وانهارت كابل في غضون ساعات دون إطلاق رصاصة واحدة.
كما تم نشر الوحدات السرية الأخرى في منشآت حكومية وعسكرية أخرى، ووصلوا إلى مطار كابول، حيث كان الأمريكيون يديرون عملية إجلاء ضخمة لقواتهم، وأمنوا محيط المطار لحين وصول عناصر طالبان من الريف في صباح اليوم التالي.





