يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

لقاء مخيب للآمال.. تداعيات اجتماع «روحاني» والمرشد «خامنئي»

الخميس 30/ديسمبر/2021 - 06:05 م
المرجع
نورا بنداري
طباعة

للمرة الأولى منذ تسلم «إبراهيم رئيسي» رئاسة الجمهورية الإيرانية في أغسطس 2021، يظهر  «حسن روحاني» الرئيس السابق في اجتماع له مع المرشد الأعلى «علي خامنئي» في 26 ديسمبر 2021، وتعددت الأقاويل حول هذا الاجتماع، فهناك من رجح أن المرشد يريد أن يعطي الرئيس السابق منصب قيادي في مجمع تشخيص مصلحة النظام، وهناك من قال أن «خامنئي» وجه انتقادات حدة إلى «روحاني» خلال الاجتماع، ولكن في نهاية الأمر  وصفت عدة صحف إيرانية هذا اللقاء بـ«مخيب لآمال روحاني».


لقاء مخيب للآمال..

مخيب للآمال

وكانت البداية عندما أعلنت عدد من وسائل الإعلام الإيرانية  المحسوبة على التيار المحافظ وأيضًا الإصلاحي، عن لقاء عقد مؤخرًا بين «خامنئي» و «روحاني»، مبينة أن هناك مصادر مطلعة أفادت بأن هذا الاجتماع جاء مخيب لآمال الرئيس الإيراني السابق الذي كان يتوقع أن يعينه المرشد،  في منصب رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام كما فعل مع  الرئيس  الأسبق «هاشمي رفسنجاني» عقب انتهاء فترة رئاسته، لأنها عادة متعارف عليها في نظام ولاية الفقيه.

من ناحية أخرى، كشفت بعض الصحف الإصلاحية عن توجيه المرشد الإيراني الأعلى خلال هذا اللقاء جمة انتقادات إلى «روحاني» وحكومته بعد  تسليمهم خزينة البلاد فارغة إلى الحكومة الحالية، وهذا ما أوضحه رئيس تحرير موقع أصلحات برس الإصلاحي «علي حسنلو»، قائلًا في تغريده على حسابه بموقع «تويتر»، « أولًا، طلب روحاني الاجتماع مع القائد، ولم يكن اللقاء جيدًا أيضًا... وانتقده  المرشد الأعلى بسبب الظروف التي تم فيها تسليم الحكومة لـ«رئيسي»، ولا سيما خزائن الحكومة المستنزفة».

 


لقاء مخيب للآمال..

انتقادات خامنئي

ومن الجدير بالذكر، أن المرشد الأعلي عقد اجتماع قبل ذلك مع الرئيس الإيراني السابق في يوليو 2021، قبل تسليم مهام السلطة لـ«إبراهيم رئيسي»، وكان  هذا الاجتماع متعلق بمفاوضات إحياء الاتفاق النووي في فيينا التي كانت متوقفة في ذلك التوقيت بسبب الانتخابات الرئاسية الإيرانية.

ووقتها كشفت وسائل الإعلام الإيرانية أن «خامنئي» لم يتفوه بكلمات الإشادة أو المديح لـ«روحاني» بل أنه تحدث في هذا الاجتماع عن  "أهداف الثورة وأسسها"، وعلى أثر ذلك وجه انتقادات للرئيس السابق وحكومته بسبب ثقتهم في الغرب، قائلا، «كلما جعلت قضايا (مثل الاقتصاد) تعتمد على اتفاق مع الغرب - مفاوضات مع الغرب والولايات المتحدة وما شابه - بقيت هناك ولا يمكنك التقدم».


لقاء مخيب للآمال..

علاقة متدهورة

وحول ذلك، أوضح الدكتور «مسعود إبراهيم حسن» الباحث المختص في الشأن الإيراني،  أن هذا اللقاء لم يعلن عنه بشكل رسمي، ولكن  وسائل التواصل الاجتماعي وبعض الصحف الإيرانية هي ما كشفت عنه، واعتبر البعض أن هذا اللقاء كان محبط لآمال روحاني، ويرجع ذلك إلى تدهور العلاقة في فترة رئاسته الأخيرة مع المرشد الأعلى جراء تدهور الاقتصاد الإيراني، ورؤية روحاني وقتها أن الاقتصاد الإيراني لن ينهض بدون إحياء مفاوضات الاتفاق النووي وهذا تسبب في العلاقة الباردة بين الطرفين.

ولفت «إبراهيم حسن» في تصريح خلص لـ«المرجع» أن البرلمان الايراني طالب بعض اعضائه في وقت سابق بإحالة  روحاني إلى المحاكمة بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية واستغلال السلطات، كان هذا من أجل الضغط على هذه الحكومة في المرحلة الأخيرة.

وأضاف أن «روحاني» لم يعود موجودًا في الصورة بالنسبة للمرشد وفكرة تقلده مناصب أخري في الدولة، "أمر مستبعد"، فالعلاقة بينهم متوترة، وكل التقارير تؤكد أن اللقاء الأخير كان بطلب من الرئيس الإيراني وليس مرشد الجمهورية الإسلامية.

 

"