يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

نيجيريا.. الانتخابات الرئاسية تدخل أسبوع الحسم على وقع العمليات الإرهابية

الثلاثاء 12/فبراير/2019 - 10:37 ص
المرجع
أحمد لملوم
طباعة
في آخر هجماتها قتلت جماعة «بوكو حرام» الإرهابية في نيجيريا، ثلاثة جنود إثر هجوم نفذته على قاعدة عسكرية شمال شرق نيجيريا السبت 9 فبراير، ولا تزال الدولة الأفريقية ذات الـ190 مليون نسمة، تعاني خطورة الجماعات المتطرفة وفقدان مواطنيها المدنيين كضحايا في الهجمات التي تشنها هذه الجماعات ضد الحكومة.

نيجيريا.. الانتخابات
ونفى الجيش النيجيري بشدة ما وصفه بالمزاعم التي أشارت إلى أن تصاعد الهجمات على الجنود، دليل على عودة نشاط الجماعة الإرهابية، بعدما ردد في مناسبات عديدة بأنها هزمت، لكن الهجمات تؤكد التهديد الذي ما زالت الجماعة تشكله بعد 10 سنوات من ظهورها، وقتل خلال هذه السنوات أكثر من 27 ألف شخص في شمال شرق نيجيريا بينما لا يزال هناك 1,8 مليون مشرد.

بدأت حمامات الدم على يد «بوكو حرام» عام 2009، ومن ثم امتدت إلى النيجر وتشاد والكاميرون المجاورة، ما أدى إلى تشكيل قوة عسكرية إقليمية أفريقية لمواجهتها، وانقسمت «بوكو حرام» إلى فصيلين في منتصف عام 2016، أحدهما يقوده «أبو مصعب البرناوي» ويركز إلى حد كبير على مهاجمة الأهداف العسكرية والحكومية، في حين الآخر، بقيادة «أبو بكر شيكاو»، يعتمد على التفجيرات الانتحارية وعمليات القتل العشوائية للمدنيين.

ومع تزايد نشاط الجماعات الإرهابية في البلاد، عاد الإرهاب مرة أخرى ليكون على قمة الموضوعات التي يتحدث عنها المرشحون في الانتخابات الرئاسية، ومنهم الرئيس المنتهية ولايته، محمد بخاري، والذي حذر في لقاء مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) من حدوث أية تجاوزات خلال الانتخابات.

فيما دعت الولايات المتحدة إلى العمل على أن تكون الانتخابات الرئاسيّة النيجيرية حرة وعادلة وشفافة، وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في بيان، إنّ «من يتدخّلون في العمليّة الانتخابيّة أو يحضّون على العنف، يجب أن يُحاسبوا، ومن المهمّ أن تتمكّن اللجنة الانتخابية الوطنية المستقلّة من العمل بدون ضغوط خارجيّة ولا ترهيب وبشكل موضوعي تمامًا» حتّى يعكس الاقتراع «إرادة الشعب النيجيري».

نيجيريا.. الانتخابات
ومن المنتظر أن يشارك نحو 80 مليون شخص في الانتخابات الرئاسية المقرر عقدها السبت المقبل 16 فبراير الجاري، إذ يتنافس البخاري مع زعيم المعارضة «أتيكو أبوبكر»، الذي كان حليفًا له في الماضي وشغل منصب النائب، قبل أن يستقيل من حزب مؤتمر كل التقدميين الحاكم في نيجيريا.

والأسبوع الماضي استقبل البخاري وسط هتافات خلال تجمع لحملته الانتخابية في مدينة كانو، والتي يبلغ عدد سكانها 15 مليون نسمة، وهي منطقة أساسية للمرشحين إلى الانتخابات الرئاسية في نيجيريا، فالمرشح الذي يفوز في المدينة سيرجح كفة الانتخابات في كل أنحاء نيجيريا.

وفي انتخابات عام 2015 فاز بخاري بـ89% من الأصوات في مدينة «كانو» أمام منافسه جودلاك جوناثان، لكن لن تكون المهمة سهلة لبخاري هذا العام، في مواجهة «أبوبكر»، وخصوصًا بعد ولاية رئاسية أولى لبخارى يراها الكثير أنها كانت مخيبة للآمال.

وبعد انتخاب «بخاري» شهدت نيجيريا أسوأ حالة تضخم اقتصادى منذ ثلاثة عقود، إذ يعجز أول منتج للنفط في القارة الأفريقية عن استعادة النمو الذي سجله مطلع عام 2000.

كما طالبت المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي مؤخرًا، بفتح تحقيق عاجل وسريع بشأن زيادة وتيرة العنف من قبل «بوكو حرام» في نيجيريا، ووجهت تهمة التقصير للحكومة في اتخاذ ما يلزم من تدابير وقائية وخطوات جادة وسريعة ضد الجماعة الإرهابية.

وكانت مدينة «كانو» في 2015 هدفًا لهجمات أعلنت «بوكو حرام» مسؤوليتها عنها، مايزيد احتمالية تنفيذ الجماعة الإرهابية هجمات مشابهة في هذه الانتخابات أيضًا، وهجر عشرات الآلاف منازلهم في المنطقة منذ ديسمبر عقب عدة هجمات إرهابية.

وقال تانكو ياكاساي السياسي السابق البالغ من العمر 93 عامًا لوكالة فرانس برس: «ستكون النتائج متقاربة جدًا بين المرشحين الرئيسيين، هذه المرة لن تكون نتائج الانتخابات مرتبطة بديانة أو إثنية، لن تكون هناك طائفية أو قبلية، سيكون التقارب شديدًا في الاصوات أو قد يكسب "أبو بكر" المعركة».

الكلمات المفتاحية

"