بسبب الميليشيات.. النازحون العراقيون في مواجهة أوضاع مأسوية
رغم الإعلان الحكومي الرسمي في العراق، الذي صدر مؤخرًا ويفيد بغلق كل المخيمات التي أقيمت لإيواء النازحين، فإن هؤلاء لم يعودوا بعد إلى مدنهم وقراهم بسبب استمرار هيمنة الميليشيات الطائفية على تلك الأماكن بقوة السلاح، خاصة في محافظة نينوى التي نزح منها أعداد هائلة من المواطنين، ولم يستطيعوا العودة بسبب انهيار الوضع الأمني في الأماكن التي فروا منها.
وقد فر نحو مليون ونصف المليون مواطن عراقي من محافظات مختلفة إلى الإقامة في إقليم كردستان العراق الذي يتمتع بحكم ذاتي منفصل عن سلطة الحكومة المركزية في بغداد ويستضيف العديد من مخيمات اللاجئين النازحين على أرضه.
وفضل النازحون الإقامة في إقليم
كردستان بعيدًا عن مدنهم وقراهم الأصلية هربًا من بطش الميليشيات الإرهابية المسلحة
التي لا تستطيع دخول أراضي الإقليم، ويعاني هؤلاء ظروفًا شديدة
المأسوية في المخيمات في ظل درجات الحرارة المنخفضة في فصل الشتاء وظروف الطقس السيء.
أما النازحون
الذين لم يستطيعوا دخول إقليم كردستان العراق فلجأ بعضهم إلى الإقامة لدى أقاربهم
في مناطق أخرى أكثر أمنًا أو حتى انتقلوا للعيش في بعض المساجد ولو بشكل وقتي إلى
حين تدبير مساكن بديلة.
وتشير
التقديرات إلى أن نحو مليون مواطن عراقي فروا إلى خارج البلاد وذهبوا إلى دول
عربية أو أجنبية هربًا من الانهيار الأمني في بلادهم.
تهجير قسري
وجدير بالذكر أن منظمات دولية عديدة وجهت اتهامات إلى ميليشيات الحشد الشعبي التي تدعمها إيران بالتسبب في عملية تهجير قسري وارتكاب جرائم حرب بحق السكان المدنيين في أماكن النزاعات من أبناء الطائفة السنية، كما مارست تلك الميليشيات عمليات القتل على الهوية عبر الحواجز التابعة لها، والمنتشرة على امتداد الأراضي العراقية بمعزل عن السلطات الحكومية.
وبحسب مراقبين، وصلت الأمور إلى امتلاك بعض تلك الميليشيات سجونًا سرية خاصة بها وسيطرتها على أماكن عديدة لا تصل إليها سلطة الدولة، بينما تعد تلك المجاميع الإرهابية هي السلطة النهائية في تلك الأماكن ويأخذ قادتها قرارات مستقلة تتعلق بحياة البشر ومصائرهم دون الرجوع إلى أي سلطات حكومية، ما سبب حالة كبيرة من الذعر وعدم الأمان أدت إلى فرار الكثيرين من الأماكن التي تسيطر عليها تلك الميليشيات.
ومع انتشار حوادث القتل على الهوية وزيادة أعداد المختفين قسريًّا حرص الكثير من النازحين على عدم العودة إلى ديارهم واللجوء إلى مناطق مختلفة تفاديًا للوقوع في دائرة استهداف الميليشيات.





