اليمن.. الحوثيون ينهبون المساعدات الإنسانية والأمم المتحدة «متفرج صامت»
الإثنين 03/يناير/2022 - 07:34 م
أحمد عادل
تزداد الحياة في اليمن صعوبة يومًا تلو الآخر جراء ممارسات جماعة الحوثي الانقلابية، إذ تتسع رقعة الفقر ويكثر عدد النازحين، ووسط هذا كانت ميليشيا «الحوثي» المستفيد الأكبر من دعم المنظمات التابعة للأمم المتحدة وخدماتها الإنسانية التي سخرتها الميليشيا لمواصلة حربها على اليمنيين.
تساهل وتراخٍ
وجد الحوثيون في التساهل والتراخي الذي تبديه الأمم المتحدة تجاههم، فرصة لمضاعفة عدوانهم وتمددهم في مناطق شاسعة من البلاد وشن هجماتهم.
وهو ما أكده التصريح الذي أدلى به المنسق السابق للشؤون الإنسانية في اليمن «جيمي ماكجولدريك»، والذى يعتبر بمثابة غطاء للميليشيا الحوثية لمواصلة إرهابها ضد الشعب اليمني، إذ وصف «ماكجولدريك» ميليشيا الحوثي بـ«سلطة الأمر الواقع»، الأمر الذي يوحي برغبته في إضفاء صفة الشرعية على ميليشيات منقلبة على حكومة منتخبة.
وعلى خطى سلفها «جيمى ماكجولدريك»، تمضي «ليز جراندي» التي خلفته في منصبه، حيث وقعت في وقت سابق مذكرة تفاهم مع الحوثيين، يتم بموجبها إنشاء جسر جوى لنقل جرحى الميليشيا، في خطوة أثارت دهشة المراقبين، خاصة أن تلك الخطوة جاءت بعد أيام من إفشال الحوثيين مساعي السلام في جنيف.
وبينما يزداد الوضع تعقيدًا، تحولت المساعدات الأممية والإغاثية إلى لقمة سائغة إلى أيدي ميليشيا الحوثي الإجرامية والتي كانت سببًا في المزيد من معاناة المواطنين، إذ تعمد الميليشيا إلى استخدام التجويع كسلاح ضد المدنيين، إضافة إلى قيامها بعملية توجيه للمساعدات من خلال توزيع كميات هائلة منها، على المسلحين التابعين لها والإنفاق على الحرب وشراء التجهيزات والمعدات.
توسيع دائرة زراعة الألغام!
وكشفت جماعة الحوثي، في ديسمبر 2021، عن حصولها على 1.5 مليون دولار من الأمم المتحدة بذريعة تنفيذ برنامج لنزع الألغام.
ويعتبر هذا الدعم، الثاني من نوعه، فقد سبق للأمم المتحدة أن قدمت دعمًا للحوثيين في عام 2019 بنفس الذريعة، بيد أن الحوثيين لم يتوانوا في استخدام ذلك الدعم لتوسيع دائرة زرع الألغام في مناطق مأهولة بالمدنيين بينها الحديدة ومأرب وتعز.
كما أعلنت الأمم المتحدة، في مايو 2019، في تغريدة على «تويتر» نشرها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي عبر الصفحة الرسمية لمكتبه في اليمن، عن منح جماعة الحوثي 20 سيارة رباعية الدفع، تحت بند دعم برنامج نزع الألغام، والتي تم تسليمها للمركز التنفيذي لنزع الألغام الخاضع لسيطرة الحوثيين والذين لم يعلنوا منذ انقلابهم على الشرعية عن القيام بانتزاع لغم أرضي واحد، وفي المقابل زرعت مئات الآلاف من الألغام بأنواعها.
وفي مطلع العام الماضي 2020، سلمت منظمة الصحة العالمية نحو 100 سيارة إسعاف إلى سلطات ميليشيا الحوثي بذريعة توزيعها على المستشفيات في المحافظات الخاضعة لسيطرتها، غير أنه وعقب المنحة الأممية تلك بأشهر قليلة ظهر المسلحون الحوثيون على متن تلك السيارات في مهمات عسكرية.





