«الموائد الخالية» تعيد الاحتجاجات العمالية في الشوارع الإيرانية
السبت 01/يناير/2022 - 05:29 م
محمد شعت
مع استمرار التدهور الاقتصادي الذي يعاني منه المجتمع الإيراني، انتشرت ظاهرة «الموائد الخالية» والتي تكشف مدى التدهور المعيشي، الذي تسبب في احتجاجات متواصلة منذ عام 2018، خاصة بعدما ضاعفت العقوبات الأمريكية التي فرضتها واشنطن في العام ذاته بعد الانسحاب من الاتفاق النووي في المزيد من التدهور الاقتصادي.
موائد خالية
بالتزامن مع المفاوضات غير المباشرة في فيينا بين إيران وواشنطن وتمسك إيران بمطالبها، تجددت الاحتجاجات العمالية مرة أخرى في العديد من المدن الإيرانية، حيث نظم متقاعدو الصلب في كرمانشاه وطهران والأهواز وأراك وقفات احتجاجية لتلبية مطالبهم.
وتجمع متقاعدو الضمان الاجتماعي في كرمانشاه بسبب سوء الأحوال المعيشية وغيرها من المطالب، وأظهر المحتجون ظروفهم المعيشية السيئة من خلال عرض «موائد فارغة»، في رسالة إلى النظام بمدى تدهور معيشتهم وعدم قدرتهم على توفير قوت يومهم.
وتأخذ دائرة الاحتجاجات في الاتساع، إذ شملت إضراب عمال صناعة النفط على مستوى البلاد، كما نظم مربو الماشية أيضًا، احتجاجات في عدة مدن في إيران، إضافة إلى احتجاجات طلابية في جامعة فردوسي في مشهد بعد محاولتين للانتحار من قبل طالب وسط صمت وعدم مبالاة مسؤولي النظام.
احتجاجات مستمرة
وتستمر احتجاجات المعلمين في ظل تجاهل النظام لمطالبهم، حيث بدأت احتجاجات المعلمين منذ الأسبوع الماضي، ودعا المجلس التنسيقي للتشكيلات النقابية للمعلمين الإيرانيين جميع المعلمين إلى الاحتجاج من أجل تلبية مطالبهم.
وامتدت الاحتجاجات في أنحاء إيران، حيث طالب المعلمون فيها بحقوقهم، مشددين على ضرورة تنفيذ مشروع قانون تصنيف المعلمين الذي أقرته لجنة التربية في البرلمان الإيراني، والذي يطالب برفع رواتب المعلمين إلى 80% على الأقل من رواتب أعضاء هيئة التدريس بالجامعة. لكن المسؤولين الإيرانيين يقولون إنه لا يوجد تمويل كافٍ لتنفيذ مثل هذه الخطة.
وانتقد المعلمون رفض النظام لرفع رواتبهم في الوقت الذي زادت فيه ميزانية قوات الحرس بنحو 2.5 مرة، أي أكثر من 90 ألف مليار تومان. وهذا يمثل زيادة بنسبة 240% على العام السابق، إضافة إلى تخصيص نحو مليار يورو، أي أكثر من 30 ألف مليار تومان، لقوات الحرس فقط لمشاريع تصدير الإرهاب والصواريخ وما شابه ذلك. بينما ميزانية التربية والتعليم زادت بنسبة 14% فقط لتصل إلى 130 ألف مليار تومان.





