انقسامات الجماعة تصعد الدور التنظيمي والتمويلي لإخوان الولايات المتحدة
تمر جماعة الإخوان بمرحلة معقدة من تاريخها تتسم بالصراع
والانقسامات وكذلك الإخفاقات، فهل ستتأثر مؤسسات التنظيم الدولي بالولايات المتحدة
الأمريكية بإشكاليات القيادة الكائنة بفروع الشرق الأوسط؟ وإلى أي مدى يمكن
للجماعة الاعتماد على الأنشطة في الغرب خلال 2022 كمتنفس بديل؟.
تشق الخلافات صف قيادات جماعة الإخوان، حيث الانقسامات
الحادة بين جبهة إبراهيم منير وجبهة محمود حسين، في ظل صراعات حول القيادة يؤججها سجن مرشد الجماعة، محمد بديع على ذمة قضايا تورط بها وجماعته في مصر، ومن ثم فإن هذه
الخلافات، من المحتمل أن تؤثر على فروع الغرب ولكن بتفاوت نسبي بين الإيجابي
والسلبي.
إخوان أمريكا.. استفحال تنظيمي وتعدد
للتمويلات
يعد فرع الولايات المتحدة من أنشط فروع جماعة الإخوان في الغرب، إذ تنشط مؤسسات التنظيم بفاعلية بين مجتمع الأقليات والساسة، في تطبيق تعاليم المؤسس حسن البنا، بالتنقل بين طبقات المجتمع من الأدنى إلى الأعلى.
ولدى الجماعة وصول واضح لطبقات الساسة وصناع القرار داخل الولايات المتحدة، وذلك عبر علاقات جيدة مع السيناتور إلهان عمر وغيرها من السياسيين كثيري التواجد في فعاليات الجماعة، كما تتسم أنشطة الفرع بالتماهي مع المستجدات السياسية والاجتماعية لتضمن انخراطًا أفضل مع طبقات المجتمع المختلفة وبالأخص الأقليات.
واستمر فرع الإخوان في الولايات المتحدة خلال العامين الأخيرين في توسعة أنشطته، مستغلًا الأحداث المختلفة التي طرأت على البلاد، محدثًا قاعدة شعبية من المحتمل أن تمكنه ليكون الفرع الأكثر فعالية للتنظيم بالغرب، إذ استغل انتشار جائحة فيروس كورونا للتقرب من الطبقات الأكثر احتياجًا إلى جانب زيادة موارده المالية، وذلك عبر حملة تبرعات واسعة وظفت بها الاستمالات الإنسانية وروجت لها مؤسسات التنظيم اجتماعيًّا وإعلاميًّا.
واستكمالا لسلسلة التوظيفات السياسية لزيادة موارد الجماعة،
استغل الإخوان أحداث مقتل المواطن الأمريكي ذي الأصول الأفريقية جورج فلويد للترويج لحملة
تبرعات أخرى لصالح الدفاع عن المحتجزين أمنيًّا لمخالفتهم قرارات الحظر
لصالح التظاهر بحملة «حياة السود مهمة»، وعلى هذه الوتيرة استمرت توظيفات الجماعة
للأحداث الأمريكية كمدخل لزيادة التبرعات والعون المالي.
أما المناسبات الدينية كشهر رمضان والأعياد الدينية، تمثل إضافة جيدة لموارد إخوان الولايات المتحدة،
إذ صمم الموقع الإلكتروني لمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (CAIR) إعلانًا خاصًّا يحث به أتباعه على
التبرع بآلاف الدولارات لصالح المجلس، وكذلك الدائرة الإسلامية لأمريكا الشمالية.
مستقبل أنشطة الإخوان في الولايات المتحدة
بالنسبة لما أظهرته مؤسسات الإخوان في الولايات المتحدة
خلال عامي ٢٠٢٠ و٢٠٢١، فإن العام المقبل ٢٠٢٢، ستكون الأكثر استغلالًا لدعم التنظيم ماليًّا وتعويض
خسائر فروع الشرق الأوسط، وكذلك أوروبا التي تشهد انتفاضة ضد الجماعات المتطرفة.
وحول مستقبل الإخوان في واشنطن وما ستؤول إليه التوظيفات السياسية المالية للجماعة في ٢٠٢٢، يقول الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية بالقاهرة: إن الإخوان يستغلون الظروف الاجتماعية والسياسية لزيادة حصيلتهم من التبرعات لاستخدامها في التمويلات المشبوهة إلى جانب خدمة أهدافهم في الانتشار وسط الطبقات المحتاجة لاستغلالهم سياسيًّا فيما بعد، سواء كأصوات انتخابية أو دعم دولي.
وأشار في تصريح خاص لـ«المرجع» إلى أن تصنيف الإخوان «جماعة إرهابية» في الولايات المتحدة أو إقصائها سياسيًّا يعد إشكالية متعددة الأوجه، إذ تعمل عناصر التنظيم لصالح الإدارات الأمنية الغربية كجواسيس على مجتمع
الأقليات والمسلمين بالخارج، كما أنهم يقدمون أنفسهم كرعاة للدين وليس كفرع
للإخوان ما يصعب تصنيفهم قانونيًّا.
المزيد.. كورونا.. مدخل «إخوان أمريكا» لمضاعفة أموال التبرعات





