«داعش» يتمدد في وسط أفريقيا مخلفًا حصادًا سنويًّا أكثر دموية
شهد عام 2021 توغلًا واسعًا لجماعات
الإرهاب بمنطقة أفريقيا الوسطى، مستغلًا العوامل السياسية والاجتماعية والأمنية
لدولها، ويعد تنظيم «داعش» أبرز التنظيمات المتطرفة ذات البعد الدولي التي انتشرت في تلك المنطقة.
«داعش» يتوغل في وسط أفريقيا
نجح «داعش» في مضاعفة انتشاره في وسط أفريقيا خلال عام 2021 غير مكتفٍ بتوسعه في موزمبيق، بل ظهرت أوغندا كدولة أفريقية جديدة على خريطة تمدده، إلى جانب توسعاته باتجاه الميناء الشرقي للقارة السمراء.
وهاجمت عناصر «داعش» مواقع عدة في موزمبيق منها هجوم ضد مدينة بالما بشمال شرق البلاد في 26 مارس 2021، أدى إلى وقوع المنطقة تحت حصار الجماعة الإرهابية لساعات قبل أن تتمكن قوات الأمن من استعادة السيطرة وتحرير السكان، وعلى خلفية هذا الحصار تعطلت أعمال الشركة الفرنسية توتال، وتبلغ حجم استثمارات الشركة في التنقيب عن الغاز بموزمبيق نحو 20 مليار دولار.
كما منيت أوغندا بأولى الهجمات الداعشية في 8 أكتوبر 2021 ليعلن التنظيم عن فرعه الجديد بالمنطقة، واستهدفت عناصره موقعًا للشرطة بالعاصمة كامبالا كأول عملية، ثم عاود التنظيم ضرباته للبلاد في 16 نوفمبر 2021 من خلال هجومين انتحاريين استهدفا مقر للشرطة ومدخل البرلمان بالعاصمة كمبالا، ما أسفر عن عشرات الإصابات، وفي 24 أكتوبر 2021 استهدف التنظيم شارعًا مكتظًا بالمارة في العاصمة مخلفًا قتلى وجرحى.
أيضًا امتدت هجمات «داعش» في وسط أفريقيا إلى جمهورية الكونغو، ففي 28 أغسطس 2021 قتل 19 شخصًا نتيجة هجوم للتنظيم في شرق البلاد، وفي 23 أكتوبر أعلن التنظيم مسؤوليته عن هجوم نتج عنه ما لا يقل عن 16 قتيلًا، وفي هجوم آخر نفذت العناصر الإرهابية عملية بشرق البلاد في 10 ديسمبر خلفت العديد من القتلى.
وسط أفريقيا، مدخل لإعلام «داعش»
يستغل تنظيم «داعش» سيطرته على بعض المناطق في وسط أفريقيا لدعم استراتيجيته الإعلامية الرامية إلى استغلال الصور الوحشية لضحاياه ومعسكراته القتالية لخلق صورة ذهنية عن قدراته المفتعلة في المناطق التي يهدف إلى زيادة عناصره بها، إلى جانب الترويج الدولي لاستفحاله جغرافيًّا.
وتكرر الوسائل الإعلامية للتنظيم نشر أخبار أسبوعية عن انتشار «داعش» في وسط أفريقيا، إذ تحرص مجلة «النبأ» على نشر صور القتلى والمصابين من ضحايا التنظيم وبالأخص العسكريون لإعطاء رسائل ضمنية حول اكتساح التنظيم للقوات الأمنية بالداخل.
وتتربح التنظيمات المتطرفة من الصور المعقدة لضحاياهم، بعرض قوتهم العسكرية لاستمالة مضطربي الهوية إلى صفوفهم، كي تزداد القواعد التنظيمية لهم، ما يعطي قوة جغرافية زائفة لانتشارهم، إلى جانب الترويج كأداة يمكن استخدامها لتمرير مصالح دولية لبعض الحكومات التي توظف تلك الجماعات لأهدافها الخاصة.
الأبعاد الاقتصادية والصراعات الدولية
تتسم خريطة انتشار «داعش» في أفريقيا بمناطق الثروة، وأبرز ما يظهر فيه هذا العامل هو وسط القارة، إذ انتقى التنظيم منطقة الشمال الشرقي لموزمبيق كبؤرة له، ما ترتب عليه تعطيل أعمال الشركات الأجنبية العاملة في التنقيب عن الغاز، حيث تعوم المنطقة على حقول غنية بالخام الثمين.
كما تتميز أراضي الكونغو وأفريقيا الوسطى بالألماس والأحجار الكريمة والكوبالت، المعدن المهم في صناعة الهواتف المحمولة، وتهدد العناصر الداعشية المنطقة الساحلية لشرق القارة الأفريقية عبر هذه الولاية، عبر هجمات تشنها ضد المناطق السياحية في شمال موزمبيق والزحف نحو الموانئ التجارية الاستراتيجية لتنزانيا.
وحول المواجهة الدولية للتمدد الداعشي بالمنطقة، أعلنت الولايات المتحدة عزمها تقديم مساعدات مالية للبلاد المتضررة، إلى جانب إدراجها في 11 مارس لزعيم التنظيم في موزمبيق أبوياسر حسن، وفرع التنظيم بالكونغو الديمقراطية وزعيمها سيكا موسى بالوكو على لائحة الإرهاب.
المزيد.. «داعش» يوظف أدواته الإعلامية لبث رسائل دولية وتنظيمية





