عودة شكلية.. التعنت الإيراني في مفاوضات فيينا يربك الموقف الأوروبي
الأربعاء 08/ديسمبر/2021 - 05:16 م
محمد شعت
اتخذت محاولات إحياء الاتفاق النووي الايراني مراحل عدة، منذ إعلان الولايات المتحدة انسحابها منه في 2018، وجاءت الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة جو بايدن لتتخذ خطوات متسارعة تجاه محاولات الإحياء، مع إظهار المزيد من المرونة في التعامل مع طهران، وإقرار الدبلوماسية.
وعلى الرغم من السياسة الأمريكية الجديدة، فإن التعنت الإيراني تسبب في تباعد وجهات النظر بين واشنطن وطهران وأدى إلى عدم التوافق على النقاط الخلافية.
وفي ظل هذا التنافر بين الطرفين حاولت الدول الأورربية تقريب وجهات النظر ولعب دور الوسيط، إلا أن الموقف الأوروبي بدأ يتغير بسبب السياسة الإيرانية المتعنتة.
قلق أوروبي
تغير الموقف الأوروبي تجاه إيران منذ تخلي طهران عن التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وذلك قبل العودة إلى مباحثات فيينا في جولتها السابعة، إذ طالب الاتحاد الأوروبي، بتعاون طهران بشكل تام مع الوكالة لحل المسائل العالقة حول البرنامج النووي، كما جدد الاتحاد قلقه من المسار العام للبرنامج، بعد انتهاكات إيران المتكررة لاتفاق 2015.
وأعلن وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، إثر لقائه نظيره الإيراني، حسين أمير عبداللهيان في نيويورك، أن طهران مستعدة لاستئناف المفاوضات حول برنامجها النووي «في موعد وشيك»، وذلك بعد تعليقها في يونيو الماضي، وقال بوريل، في بيان أصدره مكتبه في بروكسل، إن «وزير الخارجية الإيراني أكد نيته استئناف المفاوضات في موعد وشيك».
وعقب تلك التصريحات، قال متحدث باسم الحكومة البريطانية، إن وزيرة الخارجية «ليز تروس» عقدت أول اجتماع لها مع نظيرها الإيراني وحثت طهران على العودة سريعًا إلى مفاوضات فيينا الرامية لإحياء الاتفاق النووي، بهدف عودة جميع الأطراف للامتثال به، وتخفيف التوتر بشأن برنامجها النووي.
عودة شكلية
على الرغم من عودة طهران إلى المفاوضات في 29 نوفمبر 2021، فإن الطرفين الأمريكي والأوروبي أعربا عن استيائهما من الممارسات الإيرانية، خاصة أن دبلوماسيين أوروبيين كانوا قد أعلنوا أن المباحثات الهادفة لإحياء «الاتفاق النووي»، انتهت من صياغة 70 إلى 80 في المائة من نص اتفاق، إلا أنهم حذروا من حدوث مشكلة إذا لم تبدِ إيران جدية في المفاوضات، وهو الأمر الذي حدث بالفعل، واستمرت طهران في سياستها المراوغة وتمسكها بمطالبها دون تقديم أي تنازلات.
وبعد توقف المفاوضات عادت الوفود إلى عواصمها لدرس المقترحات الإيرانية، فيما أعرب الأوروبيون، عن «خيبة أملهم وقلقهم» إزاء المطالب الإيرانية.
خطوة إلى الوراء
وقال دبلوماسيون من فرنسا وألمانيا وبريطانيا: «إن طهران تتراجع عن كل التسويات التي تم التوصل إليها بصعوبة» خلال الجولة الأولى من المفاوضات بين أبريل ويونيو، منددين بـ«الخطوة إلى الوراء».
وأعلنت دول أوروبية استياءها من المقترحات التي تقدمت بها إيران ووفدها التفاوضي خلال مجريات الجلسات التي عقدت في العاصمة النمساوية فيينا، حيث تسببت تلك المقترحات في تراجع نسبة التفاؤل بإعادة إحياء الاتفاق، وأعلنت ألمانيا أن المقترحات التي تقدم بها الوفد الإيراني الأسبوع الماضي في العاصمة النمساوية، مرفوضة.
وقال الوفد الألماني: «إنه درس المقترحات الإيرانية بعناية وخلص إلى أن طهران انتهكت تقريبًا جميع التسويات التي تم التوصل إليها من قبل خلال أشهر من المفاوضات الصعبة».





