صعود الحركات الدينية في آسيا.. «لبيك باكستان» نموذجًا
الخميس 10/فبراير/2022 - 10:53 م
اسلام محمد
تشهد باكستان موجة صعود للحركات الدينية، التي باتت أحد أبرز اللاعبين في الساحة السياسية، ولها تأثير في مجريات الأحداث هناك.
وتصدرت أخبار جماعة «لبيك باكستان»، المشهد خلال الأشهر الماضية، التي تنتمي إلى المذهب البريلوي أحد فروع الصوفية في المنطقة وينتشر في عدة دول أبرزها باكستان والهند.
صَعَّدت الحركة من تحركاتها ضد حكومة نواز شريف عام 2018 ، وهددت مؤخرًا بتنظيم مسيرة غاضبة إلى إسلام أباد للتظاهر ضد حكومة عمران خان.
وهناك احتمال أن يستمر الحزب في لعب دور أكبر بكثير من الواقع الحالي، بعدما زاد الدعم الشعبي له، الذي وصل الى مستويات عالية جدًا في السنوات الأخيرة.
وأدى هذا إلى ظهور تنبؤات كبيرة حول الدور المتنامي للجماعة في السياسة الانتخابية، فقد كان ثالث أكبر حزب في البنجاب في انتخابات سنة 2018 ويشعر الكثيرون أنه قد يحقق تقدمًا أكبر في الانتخابات المقبلة.
واستسلمت الحكومة الباكستانية لاحتجاجات الجماعة التي تم حظرها في 14 أبريل الماضي، وجددت احتجاجاتها وطالبت الحكومة بإغلاق السفارة الفرنسية في إسلام أباد وطرد السفير.
وفي أكتوبر 2020 نظمت الحركة مظاهرات عديدة وقطعت الطرق السريعة المؤدية إلى إسلام أباد، لكن تم رفع الحظر عنها بعد التهديد بالمسيرة الغاضبة.
وأطلقت الحكومة سراح زعيم الحركة «سعد حسين رضوي»، وتم حذف اسمه من قائمة الأفراد المحظورين المشتبه في ارتكابهم أعمالًا إرهابية أو طائفية بموجب قانون مكافحة الإرهاب الصادر عام 1997.
وتركز الجماعة على قضية واحدة هي ازدراء الدين الإسلامي، إذ حشدت الناس ضد محاولات إلغاء أو تخفيف القوانين التي تعاقب ازدراء الدين بعقوبة الإعدام، واتهمت بالمشاركة في أعمال شغب ضد الطائفة القاديانية، ونجحت في عام 2018 في إبعاد الاقتصادي عاطف ميان، الأستاذ في جامعة برينستون، من المجلس الاستشاري الاقتصادي الباكستاني بسبب انتمائه للقاديانيين.
وتعد تلك الجماعة من الحركات التي تركز على استقطاب المريدين الصوفيين في شبه القارة الهندية وتعمل على إشراكهم في الفعاليات السياسية لها والتي تكسبها حضورًا أكبر وشعبية وسط الجماهير البنجابية، ما يجعل سيناريو الصعود الانتخابي مرجحًا خلال الفترة المقبلة، ولكن من الصعب التكهن بطريقة هذا الصعود، إذ أن الحركة أمامها خيارات عديدة منها التآلف مع أحد الأحزاب أو الدخول في ائتلاف أو الترشح وحدها بدون الانضمام إلى أي حزب آخر.
ولكن السيناريو الذي يتوقعه البعض بقوة أن تظل الحركة تعمل كجماعة ضغط دون أن تنخرط بشكل مباشر في الانتخابات، حرصًا على عدم فقدان رصيدها الشعبي في المدن والقرى البنجابية، وأن تعمل على التحضير لمشاركة قوية في الانتخابات التالية فيما بعد عندما تكون واثقة من اكتساح المشهد الانتخابي بسهولة.





