«لوموند»: بنين.. الجيش يتعرض لأول هجوم إرهابي في تاريخه
قُتِلَ جنديان ومهاجم في هجوم إرهابي لإحدى المجموعات الصغيرة المنضوية تحت لواء جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، في بلدة بورجا، الواقعة شمال جمهورية بنين، غرب إفريقيا، ظهر الخميس 2 ديسمبر 2021.
وفي اليوم السابق،
تم استهداف جنود «في موقع مراقبة المنطقة الحدودية» في بلدة مكرو يينين،
شمال شرقي البلاد، حيث أطلق «أفراد مجهولون» النار بعد محاولتهم «تجاوز نظام الوقاية المعمول به»، ما أدى لقتل المهاجم، بحسب بيان صادر
عن هيئة الأركان العامة.
وقال الكولونيل
فروكتو غباغويدي، رئيس أركان الجيش، في رسالة إلى ضباط بنين على مواقع التواصل الاجتماعي: «قتل جهادي برصاص قواتنا»، مضيفًا: «هذه الهجمة الجديدة تذكرنا
بالدماء والألم وبأن الخطر حقيقي على الأرض».
ونسبت عدة مصادر
أمنية هجوم 2 ديسمبر في بورجا إلى إحدى المجموعات الصغيرة التابعة لمجموعة نصرة
الإسلام والمسلمين (GSIM)، حيث قال كارس دي بروين، الباحث المتخصص في النزاعات بمعهد
العلاقات الدولية في كلينجينديل بهولندا، ومؤلف تقرير في يونيو عن الوضع الأمني في
شمال بنين، في مدينة كومبينجا، وهي بلدة تقع في جنوب شرق بوركينا فاسو: «كان
من الممكن أن يكون قد ارتكبها رجال من كاتيبا ماسينا، وهي وحدة قتالية للجهاديين
مقرها في كومبينجا، وهي بلدة تقع في جنوب شرق بوركينا فاسو بالقرب من حدود توغو
وبنين». «وقعت العمليات التي قادتها قوات بوركينا فاسو في هذه المنطقة منذ نحو ثلاثة أسابيع، وربما أجبرت الجهاديين على التراجع إلى بنين»، على حد قوله.
غزوات المسلحين
وقالت السلطات إن
الهجومين هما أول هجومين يشنهما الجهاديون ضد جيش بنين، إلا أن التهديد ليس جديدًا،
فمنذ عام 2019، شهدت شمال بنين، التي تحدها مناطق غابات كثيفة يصعب الوصول إليها،
زيادة في توغلات المسلحين، كنتيجة مباشرة لتوسع الجماعات الإرهابية في الدول
المجاورة في شرق بوركينا فاسو وجنوب النيجر.
وفي 1 مايو 2019، تم
خطف سائحين فرنسيين وقتل مرشدهم البنيني خلال رحلة سفاري في حديقة Pendjari، واحدة من آخر معاقل الحياة
البرية في غرب أفريقيا، وبحسب تقرير لسلطات بنين، فإن التهديد الأمني لمنطقة
الساحل كان على مقربة منهم بالفعل.
منذ ذلك الحين، انتشر
الجهاديون في غابات شمال بنين، مستغلين وضع حديقة بندجاري، بالقرب من حدود بوركينا
فاسو إلى الشمال الغربي، وحديقة دبليو في الشمال الشرقي، على جانب النيجر، وأنشأوا
قواعد خلفية هناك للإمدادات اللوجستية اللازمة لدعم جهودهم الحربية في منطقة الساحل.
ولصد أي اعتداءات
محتملة، عززت سلطات بنين قدراتها الأمنية والاستخبارية، وفي نهاية شهر مارس، ألقي
القبض على إرهابي مشتبه به يحمل الجنسية البوركينية في بندجاري من قبل حراس من
المنتزهات الأفريقية، وهي القوة المسؤولة عن مراقبة هذه المنطقة المحمية، وكانت الدورية
قد تعرفت على ثلاثة مسلحين على دراجات نارية وفتح أحدهم النار.
عملية مشتركة كبيرة
وفي الفترة بين
نهاية أكتوبر ونهاية نوفمبر، تم اعتقال عشرات الرجال المتهمين بالاتصال
بالإرهابيين الإسلاميين في مقاطعة أتاكورا على الحدود مع توجو وبوركينا فاسو، وتم
نقلهم إلى كوتونو، العاصمة الاقتصادية لبنين، وتم عرضهم على محكمة قمع الجرائم
الاقتصادية والإرهاب (CRIET).
وفي 31 أكتوبر، رأى
سكان قرية كور الواقعة في المحافظة نفسها مجموعة من الرجال يمرون في شاحنة صغيرة
وعلى دراجات نارية يحملون أسلحة ثقيلة ويلوحون بعلم أسود، ثم زادت قوات الأمن من
أعدادها.
كما يمكن أن تكون
الهجمات نتيجة للعملية المشتركة الكبيرة بين جيوش بوركينا فاسو وكوت ديفوار وغانا
وتوجو، التي وقعت في الفترة ما بين 21 و27 نوفمبر، وبحسب وزير الأمن في بوركينا
فاسو، ماكسيم كوني، «كان من الممكن أن يتسبب ذلك في مقتل عشرات الإرهابيين
واعتقال 300 مشتبه به».





