زيارة ماكرون لأبوظبي.. تعاون أمني ومكافحة الإرهاب بين الإمارات وفرنسا
الأحد 05/ديسمبر/2021 - 12:47 م
أحمد عادل
أكدت دولة الإمارات العربية المتحدة وفرنسا، الجمعة 3 ديسمبر 2021، التزامهما بدعم الجهود المبذولة لتعزيز السلام والاستقرار على الصعيدين الإقليمي والدولي، وتعاون عسكري متنام ومتواصل لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.
وشدد البلدان، في بيان مشترك، على أن العمليات السياسية وبناء جسور التواصل من خلال الحوار لا تزال تمثل السبيل الأمثل لتحقيق حلول مستدامة للصراعات والنزاعات.
وأكد الجانبان على أن الربط بين الاستقرار والازدهار يمثل أولوية من أجل تحقيق السلام والأمن الإقليميين.
وأشار بيان البلدين إلى أن الإنجازات الاستثنائية التي تحققت من خلال الشراكة الاستراتيجية بين الإمارات وفرنسا في السنوات الثلاثين الماضية، وتأكيد التزامهما بتعزيز هذه العلاقة وتمهيد سبل جديدة لمستقبلها.
وذكر البيان المشترك الذي أصدرته الإمارات وفرنسا بمناسبة زيارة الرئيس إيمانويل ماكرون إلى الإمارات، أن الرئيس ماكرون هنأ الإمارات بمناسبة «عيد الاتحاد الخمسين» ويوبيلها الذهبي والذي يوافق الثاني من شهر ديسمبر.
وبحسب البيان، فقد ثمن الرئيس ماكرون الإنجازات التي حققتها الإمارات خلال الخمسين عامًا الماضية، إضافة إلى تقديمه التهنئة بمناسبة اختيار الإمارات لاستضافة مؤتمر الأطراف «كوب 28» في 2023.
وشددت الإمارات وفرنسا على أهمية اغتنام هذه الفرصة للعمل معًا في التصدي للتهديد العالمي الذي يشكله التغير المناخي.
بالإضافة إلى الانتهاء من تنفيذ قواعد اتفاق باريس والحشد المالي للدول النامية الأكثر تأثرًا بالتغير المناخي.
وأشار البيان إلى أن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، أعرب عن التطلع إلى العمل بجانب فرنسا ومع المجتمع الدولي للدفع بالجهود العالمية لمواجهة تداعيات التغير المناخي وحماية البيئة، إضافة إلى خلق مستقبل اقتصادي أكثر استدامة.
وأكد البيان التزام البلدين بتوجيه الجهود نحو دعم الدول النامية لتحقيق أهداف اتفاق باريس، إضافة إلى زيادة الدعم للوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا» وللتحالف الدولي للطاقة الشمسية.
كما أعرب البلدان عن رغبتهما بالعمل جنباً إلى جنب خلال فترة عضوية الإمارات غير الدائمة في مجلس الأمن الدولي للفترة «2022-2023»، وخلال رئاسة فرنسا للاتحاد الأوروبي، مع التركيز على عدد من الأولويات منها تعزيز الاستقرار والسلام والازدهار وتمكين المرأة والاستفادة من إمكانيات الابتكار التكنولوجي.
ونوه البيان بالإنجازات الاستثنائية التي تحققت من خلال الشراكة الاستراتيجية بين البلدين في السنوات الثلاثين الماضية، وتأكيد التزامهما بتعزيز هذه العلاقة وتمهيد سبل جديدة لمستقبلها.
ولفت إلى أن إحدى أهم مرتكزات هذه الشراكة الاستراتيجية هي اتفاقية الدفاع الموقعة في عام 1995 والتي تم تجديدها في عام 2009، والتي ساهمت بشكل كبير في تحقيق الأولويات الأمنية الإماراتية والفرنسية، من خلال تعزيز الاستقرار الإقليمي، وتعزيز الأمن البحري، وتمكين مواجهة الإرهاب، ولا سيما ضد تنظيم داعش.
صفقة رافال:
وأكد الجانبان مجددًا على تعزيز هذه الشراكة، من خلال إمداد فرنسا القوات الجوية الإماراتية بثمانين طائرة مقاتلة من طراز رافال لسرب القوات الجوية الإماراتية.
إضافة إلى 12 طائرة هليكوبتر من طراز كاراكال، بما يشمل التسليح والتدريب وقطع الغيار - ويبلغ إجمالي قيمة هذه العقود 16.6 مليار يورو.
واتفق الجانبان على تعميق التعاون الثنائي في مكافحة الإرهاب ومكافحة تمويل الإرهاب والتطرف.
وأكد الجانبان، في هذا الصدد، على أهمية تعزيز قيم السلام والاعتدال والتعايش والتسامح بين الشعوب.
ليبيا:
وأضاف البيان أن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان هنأ الرئيس ماكرون بنجاح المؤتمر الدولي حول ليبيا الذي عقد في باريس مؤخرًا.
وأعرب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عن تقديره للمبادرات الدبلوماسية الفرنسية المختلفة في المنطقة وأثرها الإيجابي على تشجيع الحوار وخفض التوترات.
وأعرب الجانبان عن أملهما في نجاح تنظيم الانتخابات الليبية في الإطار الزمني المتفق عليه، وانسحاب جميع المرتزقة والمقاتلين والقوات الأجنبية من ليبيا.
وذكر البيان أن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والرئيس الفرنسي أكدا التزامهما بدعم الجهود المبذولة لتعزيز السلام والاستقرار على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وشدد الجانبان على أن العمليات السياسية وبناء جسور التواصل من خلال الحوار لا تزال تمثل السبيل الأمثل لتحقيق حلول مستدامة للصراعات والنزاعات.
البرنامج النووي الإيراني:
وتطرق البيان إلى موضوع محادثات البرنامج النووي الإيراني، وأهمية التوصل إلى حل تفاوضي.
ونوه البيان بـ«رؤية الإمارات حول التركيز على خفض التصعيد والتعاون لتحقيق الرخاء المشترك في المستقبل».
ماكرون
الاتفاق الإبراهيمي:
وفي هذا السياق، جدد الرئيس ماكرون تهانيه إلى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لأهمية «الاتفاق الإبراهيمي» كونه خطوة جريئة نحو تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
وأشار البيان إلى نجاح متحف اللوفر أبوظبي كونه الرمز الرئيس للتعاون الاستراتيجي الثقافي بين البلدين والإرث الدائم للعلاقات الثنائية الوثيقة.
وفي هذا الشأن رحبا بتمديد الاتفاق الحكومي الذي يرسخ تطوير هذا المتحف الفريد في المنطقة في المستقبل، كما دعا الجانبان إلى تنفيذ مشاريع جديدة لدفع التعاون الثقافي قدمًا.
وأكد البلدان على أهمية الاتفاقيات التي وقعها الجانبان بقيمة تزيد على 15 مليار يورو لتعزيز الشراكة الاستثمارية الاستراتيجية بين الإمارات وفرنسا.





