من واشنطن إلى طهران.. «الدرونز الإيرانية» تحت طائلة العقوبات الأمريكية
يواصل المسؤولون في واشنطن تضييق الخناق على إيران بفرض مزيد من العقوبات عليها، سواء كانت عقوبات تستهدف الأشخاص أو المؤسسات، خاصة بعد الأحداث الأخيرة التي وقعت في بعض دول المنطقة، وتحديدًا؛ العراق والسعودية، لقيام ميليشيا الملالي باستخدام الطائرات المسيرة «الدرونز الإيرانية» لشن هجمات على تلك البلدان ومهاجمة القوات الأمريكية الموجودة ببعض دول المنطقة؛ ونتيجة لذلك، بدأ نواب في الكونجرس الأمريكي يسعون لمواجهة برنامج الطائرات الإيرانية بدون طيار، والتي تمتلكها الميليشيات المسلحة الموالية للنظام الإيراني في المنطقة.
عقوبات أمريكية
وحول ذلك أفادت وسائل إعلام إيرانية معارضة، أن عددًا من النواب الأمريكيين بالحزبين الجمهوري والديمقراطي، قدموا في 2 ديسمبر 2021، مشروع إلى الكونجرس لوقف برنامج الطائرات المسيرة الإيرانية، تنص على فرض عقوبات على أي جهة، مؤسسة، جماعة، تتعاون مع طهران في مجال أنشطة الطائرات بدون طيار، بمعني أنه سيتم منع التوريد أو البيع أو النقل أيضًا الخاص ببرنامج الدرونز الإيرانية.
وتجدر الإشارة الى أن هذا المشروع الأمريكي يأتي بالتزامن مع خضوع برنامج الأسلحة الإيرانية في الأساس، للعقوبات الأمريكية، منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي في مايو 2018، وقيامها بفرض عقوبات أدت في نهاية الأمر ، لتدهور الاقتصاد الإيراني وانهيار العملة المحلية، مما دفع بنظام الملالي للاعتماد على ميليشياته؛ سواء في تهريب بضائعه بطرق غير مشروعة أو شن هجمات لاستهداف القوات الأمريكية وبعض دول المنطقة، وذلك بتقديم جميع سبل الدعم لهم.
وحول هذا المشروع الأمريكي، قال النائب الديمقراطي «غريغوري ميكس» في تصريحات له، «الطائرات المسيرة الفتاكة التي في أيدي إيران تعد أكبر مصدر للإرهاب في العالم، وتهدد أمن الولايات المتحدة والسلام في المنطقة، وهذا المشروع يرسل رسالة قوية إلى المجتمع الدولي مفادها بأن واشنطن لن تتسامح مع دعم الحكومة لبرنامج الطائرات المسيرة الإيرانية».
ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل إن عددًا من النواب الأمريكيين قدموا رسالة إلى الرئيس الأمريكي «جو بايدن»، طالبوه بعدم رفع العقوبات عن إيران بأي حال من الأحوال، وهذا يأتي بالتزامن مع انعقاد المفاوضات النووية في العاصمة النمساوية فيينا بين إيران والقوى العالمية، والهادفة لرفع العقوبات الأمريكية عن طهران، وعودة واشنطن إلى الاتفاق النووي.
تطور إيراني
وحول ذلك أوضح الدكتور «مسعود إبراهيم حسن» الباحث المتخصص في الشأن الإيراني، أن المشروع الأمريكي هذا، له دلالة كبيرة على أن إيران خلال السنوات الأخيرة طورت صناعة الطائرات المسيرة، مما ساهم في زيادة هجماتها سواء بالبر أو بالبحر، فضلًا عن مهاجمة السفن التجارية وناقلات النفط بالخليج العربي، وهذا السبب الرئيسي في تقديم هذا المشروع.
وأشار «إبراهيم حسن» في تصريح خاص لـ«المرجع» إلى أن استخدام الميليشيا الموالية لإيران أيضًا للطائرات المسيرة ضد الدول العربية، كالهجمات التي يشنها الحوثي على المملكة العربية السعودية، أو في العراق، يؤكد تطور نشاط الدرونز الإيرانية، وهو ما يشكل قلقًا لدول الخليج والعالم لتأثيرها على حركة الملاحة العالمية.
وأضاف: إن النظام الإيراني سعى لتعويض الضعف في إمكاناته الجوية باستخدام
الطائرات المسيرة ضد واشنطن وإسرائيل ودول الخليلج العربي، مما دفع البعض للقول إن
التطور في برنامج الطائرات المسيرة الإيرانية لا يقل أهمية عن برنامج إيران النووي.





