غارات جوية غامضة.. «دير الزور» السورية على صفيح ساخن
الإثنين 22/نوفمبر/2021 - 08:03 م
إسلام محمد
بعد تكرار الغارات الجوية الغامضة التي استهدفت القواعد العسكرية الإيرانية في شرق دير الزور، شرق سوريا، يبدو أن المحافظة تعيش على صفيح ساخن ترقبًا للخطوة المقبلة في التصعيد العسكري.
وبدا أن الموقف الروسي مؤخرًا يميل إلى كبح جماح الميليشيات الإيرانية في الشرق السوري ومنعها من الرد على إسرائيل التي يعتقد أنها تقف وراء هذه الغارات، بحسب مراقبين.
وعكست التصريحات الروسية الرافضة للتصعيد في دير الزور، تطورًا لافتًا في المواقف، بدا أنه يعزز من صدقية الأنباء التي تحدثت عن التوصل إلى تفاهم بين كلٍ من موسكو وتل أبيب بشأن منح الأخيرة مجالات أوسع للتحرك على الأراضي السورية لمواجهة ما وصف بأنه تهديدات تنطلق منها.
ومع أن موسكو فضلت عدم تأكيد أو نفي صحة هذه المعلومات رسميًّا، فإن تكثيف الغارات الإسرائيلية بشكل ملحوظ، عكس تغيرًا ملموسًا في الموقف الروسي.
وفضلت موسكو خلال السنوات الماضية غض النظر عن تصرفات تل أبيب في سوريا، والتزمت الصمت بشكل كامل تجاه الغارات الإسرائيلية المتكررة، التى تركز بشكل أساسي على القواعد القريبة من مدن البوكمال والميادين بالقرب من خط الحدود مع مدينة القائم العراقية التي توجد فيها ميليشيات الحشد الشعبي التي تهرب الأسلحة إلى الميليشات الحليفة لها في الداخل السوري.
وتقوم الميليشيات الإيرانية المصنفة على لوائح الإرهاب بأنشطة تجنيد الشباب في محافظة دير الزور، فيما تتواصل الهجرة الجماعية للشباب من دير الزور هربًا من التجنيد الإجباري بعد فشل اتفاقات التسويات والمصالحات التي أطلقتها الحكومة السورية مؤخرًا .
ويفر الشباب هربًا من التجنيد الإجباري في صفوف الميليشيات، وبسبب تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية، نحو مناطق أرياف الحسكة وحلب وباتجاه إقليم كردستان العراق، فيما سافر البعض إلى الأراضي التركية.
ومع كثافة الوجود العسكري الأجنبي واستمرار هجمات تنظيم «داعش» الإرهابي تردت الحالة الأمنية في المحافظة بشكل كبير، ما يعرض المدنيين لظروف مأسوية، إذ كشف موقع «بلومبيرج» الأمريكي عن حقائق جديدة بشأن مجزرة ارتكبتها القوات الأمريكية في سوريا، قبل أكثر من عامين، وراح ضحيتها العشرات من النساء والأطفال.
ففي خضم محاربتها لتنظيم «داعش»، تسببت القوات الأمريكية في مقتل أكثر من سبعين طفلًا وامرأة في دير الزور، حين ألقت طائرتين أمريكيتين قنبلتين على تجمع للنساء والأطفال، ببلدة الباغوز، بريف دير الزور.
كما يشكو مواطنون من تغول الميليشيات الإيرانية بشكل كبير ومصادرتهم لأراضي وممتلكات السكان المدنيين وإقامة قواعد عسكرية بين المناطق المدنية التي يسكنها الأهالي.





