يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

كيف رد «داعش» على إعلان «طالبان» السيطرة على التنظيم؟

الأحد 14/نوفمبر/2021 - 12:33 م
داعش
داعش
محمد يسري
طباعة

لم يتوقف العنف في أفغانستان منذ الصعود الثاني لحركة طالبان واستيلائها على الحكم، على عكس تعهدات الحركة، وقد أعلن تنظيم «داعش» الإرهابي منذ ذاك الحين، مسؤوليته عن عشرات التفجيرات الانتحارية، التي بدأت مبكرًا باستهداف مطار العاصمة كابل بعد أقل من 72 ساعة على إعلان سيطرة الحركة على البلاد.


ورغم عدم توقف هجمات «داعش» فإن المتحدث باسم حركة طالبان خرج الأربعاء 10 نوفمبر الجاري، وأعلن بدون أي مقدمات سيطرة الحركة على التنظيم، ولم يوضح كيف ذلك؟


إعلان السيطرة


أكد ذبيح الله مجاهد، المتحدث باسم حركة طالبان، أن فرع تنظيم داعش، صار تحت السيطرة، موضحا أنه لا يشكل تهديدًا.


وقال في مؤتمر صحفي في كابول، أنه خلال الأشهر الأخيرة اعتقلت الحركة قرابة 600 شخص لانتمائهم للتنظيم، وأن فرع التنظيم في أفغانستان لا يضم سوى مقاتلين محليين، واصفًا ذلك بأنه «إنجاز كبير»، مشيرًا إلى أن هناك عددًا من النساء من بين المعتقلين، ويخضعن للاستجواب من قبل سيدات.


وأوضح «مجاهد» أن عدد عناصر التنظيم ليس كبيرًا في أفغانستان؛ لأنهم لا يحظون بدعم الشعب، حسب قوله.


واقع مختلف


رغم محاولات حركة طالبان فى أفغانستان التي تهدف للتقليل من مخاطر تنظيم داعش إلا أن الواقع يعكس خلاف ذلك تمامًا، فقد تبنى التنظيم خلال عام 2021 أكثر من 220 هجومًا في أفغانستان، بحسب تقارير دولية- بما في ذلك العديد من الهجمات في كابول بعد سيطرة طالبان على الحكم.


ورد التنظيم الإرهابي على تصريحات «ذبيح الله مجاهد» التي وصف فيها التنظيم بأنه لا يشكل خطورة على أفغانستان، بهجوم إرهابي، استهدف مسجدًا في ننجرهار، إذ أفادت وكالة «رويترز» بأن انفجارًا استهدف الجمعة 12 نوفمبر الجاري مسجدًا في ولاية ننجرهار شرقي أفغانستان، وأسفر عن إصابة 12 شخصًا على الأقل.


وقال شاهد عيان إن الانفجار وقع حوالي الساعة 1:30 ظهرًا، مضيفًا أن متفجرات كانت موجودة على ما يبدو في داخل المسجد.


استهداف المساجد


أسفرت سلسلة تفجيرات خلال الفترة الأخيرة عن سقوط عشرات الضحايا خلال هجمات مسلحة على عدد من المساجد في أنحاء متفرقة من أفغانستان، منها الهجوم على أكبر مسجد للشيعة في قندهار، وأعلن التنظيم مسؤوليته عن هجوم انتحاري، وأسفرت العملية عن مقتل 41 شخصًا على الأقل وإصابة العشرات، مؤكدا أن انتحاريين نفذا هجومين منفصلين داخل المسجد خلال صلاة الجمعة.


وقال التنظيم في بيان عبر منابره الإعلامية: «فجر الانتحاري الأول سترته الناسفة على جموع المشركين في رواق المسجد، بينما فجر الانتحاري الآخر سترته الناسفة في وسطه».


استهداف المدنيين


الثلاثاء 2 نوفمبر الجاري، استهدف التنظيم الإرهابي مستشفى سردار محمد خان العسكري في العاصمة كابول، ما أدى إلى مقتل 19 شخصًا وإصابة 50 آخرين على الأقل؛ حسب مسؤول بوزارة الصحة المحلية.


وكان تنظيم «داعش» هاجم المستشفى الذي يحوي 400 سرير في عام 2017، ما أودى بحياة أكثر من 30 شخصًا حينها.


وأفاد مسؤولون في طالبان أن من بين ضحايا الهجوم، القيادي العسكري في الحركة مولوي حمد الله مخلص، العضو في شبكة حقاني والقوات الخاصة، ويعد مخلص أعلى مسؤول في «طالبان» يقتل منذ تولت السلطة.


وفي مساء يوم الحادث، أعلن تنظيم داعش الإرهابي مسؤوليته عن الهجوم، وقال في بيان نشرته منابر التنظيم الإعلامية على موقع تيليجرام: إن خمسة من مقاتلي داعش نفذوا هجومًا منسقًا متزامنًا على مستشفى سردار محمد داود خان العسكري في كابول، فيما فجر أحدهم نفسه على باب المستشفى، واشتبك زملاؤه مع عناصر طالبان.


لماذا التهوين من خطر التنظيم؟


يطرح واقع التنظيم الدموي فى افغانستان السؤال الأبرز، لماذا أعلنت حركة طالبان أن تنظيم داعش ولاية خرسان بات تحت السيطرة؟ ولماذا يصر المتحدث الإعلامي باسم الحركة على أن التنظيم لم يعد يشكل تهديدًا على أفغانستان؟ وهو ما يثير الشكوك حول علاقة الحركة بالتنظيم، ومدى التزامها بالوفاء بتعهداتها التي قطعتها على نفسها في مفاوضات الدوحة، بكبح جماح الجماعات الإرهابية في المنطقة، الأمر الذي يعلل تأخر الاعتراف الدولي بها إلى الآن.

"