«مجلس العلماء» الأفغاني.. حرَّم العمليات الانتحارية فاستهدفه «داعش»
الثلاثاء 05/يونيو/2018 - 08:02 م
نهلة عبدالمنعم
أعلن تنظيم داعش الإرهابي، أمس الإثنين 4 يونيو 2018 استهدافه لاجتماع لقادة «مجلس العلماء» الأفغاني، في العاصمة كابل، وأسفر الهجوم عن استشهاد 14 شخصًا، وإصابة 20 آخرين، وتعمد التنظيم الإرهابي أن يكون تنفيذ الهجوم عن طريق عملية انتحارية نفذها أحد عناصره؛ ردًّا على فتوى أصدرها المجلس قبل استهدافه بأيام عدّة تفيد بتحريم العمليات الانتحارية.
يُذكر أن مجلس علماء أفغانستان هو أعلى هيئة دينية إسلامية في البلاد، فيما يضم المجلس نحو 3000 عالم وفقيه من خيرة العلماء الأفغان.
وللمجلس باع كبير في محاولة إرساء الأمن والهدوء في القطر الأفغاني؛ حيث قدم العديد من المبادرات للمصالحة بين تنظيم طالبان والحكومة الرسمية للدولة، كما دعا جميع الأطراف إلى نبذ العنف والتوقف عن القتال.
وأصدر بيانًا في السابق يُدين العمليات الإرهابية، مشيرًا إلى أن أغلب ضحاياها هم المدنيون الأفغان، حيث قال: «لا أساس قانونيًّا للحرب التي لا تحمل قيمة إنسانية أو وطنية».
جدير بالذكر أن الشيخ محمد قاسم حليمي، المتحدث الرسمي للمجلس، قد درس بالأزهر الشريف، وتلقى العلم من منبره المنير، كما أنه يشغل الآن منصب مستشار الرئيس الأفغاني لشؤون الدول العربية والإسلامية.
وبذل المجلس علماء أفغانستان جهودًا محمودة لصالح المجتمع الأفغاني، فقد طالب في اجتماعاته السابقة بضرورة القضاء على الفساد عن طريق حملات تقودها الحكومة؛ من أجل إرساء السلام.
كما أن له موقفًا شديد الوضوح إزاء التدخل الأجنبي في الدولة، فهو يشدد على ضرورة كف القوات الأجنبية لعملياتها العسكرية التي وصفها بغير الهادفة أحيانًا، والتوقف عن تفتيش منازل المواطنين الأفغان دون مبرر، والحد من غاراتها الجوية.
وفي عام 2001 تدخل المجلس كوسيط وأفتى بضرورة إقناع بن لادن زعيم تنظيم القاعدة السابق بترك البلاد والرحيل عنها؛ لتخفيف حدة التوتر في المنطقة التي كانت الولايات المتحدة تمارسه على الدولة، على خلفية اتهامها لـ«بن لادن» بتنفيذ هجمات 11 سبتمبر 2001.
يشار إلى أن انتحاريًّا منتميًا إلى تنظيم داعش، ارتدى سترة ناسفة، فجرها أمس الإثنين عند مدخل الخيمة التي كان أعضاء المجلس مجتمعين فيها بمدينة كابل العاصمة، فيما أعلن «داعش» مسؤوليته عن الهجوم ردًّا على فتوى المجلس بتحريم العمليات الانتحارية.





