ad a b
ad ad ad

الماس والياقوت.. بضاعة أفغانستان الكاسدة في ظل حكم طالبان

الإثنين 29/نوفمبر/2021 - 06:04 م
المرجع
أحمد عادل
طباعة
تواجه أفغانستان تعقيدات اقتصادية ومالية ضخمة في ظلِّ سيطرة حركة طالبان على البلاد، في منتصف أغسطس 2021، الأمر الذي دعا الحركة الإرهابية إلى إيجاد بديل كتجارة المخدرات والأحجار الكريمة للتغلب على الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي دخلت فيها كابل.
الماس والياقوت..
لابيس لازوري

وفي ذات الإطار ذاته، ووفقًا لموقع Teen Vogue، الأمريكي فإن جولي أبوزيلوف، التي تطالب بالكشف عن مصادر الألماس، تمتلك متجرًا للكريستال على الإنترنت، وتبيع أحجارًا كريمة، تقول إن هذا الحجر يدعى «لابيس لازوري» وهو حجر سماوي الزرقة يستخدم للزينة، ويأتي معظمه من جبال أفغانستان.

اكتشفت بائعة للأحجار الكريمة في هاواي، أن حجرًا نادرًا مصدره أفغانستان، تحول إلى مصدر تمويل لحركة «طالبان» التي سيطرت على البلاد، وتسعى لكسب شرعية دولية.


وأكدت أبوزيلوف أن «الحجر يستخرج تقريبًا بشكل حصري من أعماق الأرض في وديان مقاطعة بدخشان بأفغانستان، وبات حاليًّا يستغل في تمويل طالبان»، ما دفعها إلى التوقف عن بيعه على موقعها في إنستجرام.

بضاعة كاسدة

وبحسب الموقع، لا يمكن لبائعي الحجر التأكد من أن موارده تذهب لخزينة «طالبان»، ولكن مع سيطرة الحركة على السلطة، وبدء استغلال مناجم الأحجار الكريمة من جديد، انخفضت مبيعاته بعد توقف عدد من المتاجر الإلكترونية عن استيراده خوفًا من استحواذ «طالبان» على الأموال.

وأشار التقرير إلى أنه حتى في ظل سيطرة الحكومة السابقة، كانت «طالبان» تفرض ضرائب على التنقيب على الحجر في المناطق التي تسيطر عليها، ونقل التقرير عن مصدر في بدخشان أن 70 في المائة من أرباح الحجر كانت تستفيد منها «طالبان» في عام 2016.

وأكدت أبوزيلوف أنها ملتزمة بمبادرة كيمبرلي، وهي مبادرة عالمية لتشجيع الشفافية والرقابة في هذه الصناعة لمنع بيع الماس الممول للصراعات، والتزمت بها الولايات المتحدة أيضًا في 2003.
الماس والياقوت..
صراع اللازور

وفي عام 2016، قالت صحيفة الجارديان البريطانية، إن حركة طالبان باتت تحصل على تمويل ضخم عبر عمليات غير شرعية للتنقيب عن حجر اللازورد، الذي يعد أحد الأحجار الكريمة في أفغانستان.

وأضافت الصحيفة أن هناك حالة من الصراع التي تدور للسيطرة على مناجم اللازورد في محافظة بدخشان الواقعة في أقصى شمال شرق أفغانستان، والتي ساعدتها الظروف لتزدهر فيها حركة التنقيب بشكل غير مسبوق وفق تقرير صادر عن منظمة جلوبال ويتنس العالمية ومقرها لندن.

وتقع بدخشان على الحدود بين أفغانستان وطاجيكستان، وقد شهدت ترديًا حادًّا في مستوى الأمن خلال السنوات الأخيرة، مع سيطرة طالبان على أجزاء من المنطقة.

وقالت مؤسسة جلوبال ويتنس إن القيادات المحلية للمنطقة الذين نالوا شهرة واسعة خلال الجهاد ضد السوفيت في الثمانينيات، تجاهلوا فرض الأمن بعد صراعات من أجل السيطرة على موارد اللازورد، وكذلك المناجم القريبة التي تنتج التورمالين، وهو أحد الأحجار الكريمة أيضًا.

وفي عام 2015، حذر مجلس الأمن من أن عواقب أنشطة طالبان الإجرامية ستكون خطيرة على السلم والأمن في أفغانستان وخارجها؛ لأنه يشجع على عرقلة عمليات المصالحة المحلية مع الحكومة الأفغانية.

تحذير مجلس الأمن 

تحذيرات مجلس الأمن جاءت بعد أن كشف فريق خبراء في لجنة العقوبات على أن طالبان تعزز مواردها المالية الناتجة من زراعة المخدرات، وصناعة الهيروين وتهريبه، فضلًا عن عائدات بملايين الدولارات من صناعة الأحجار الكريمة والرخام، وتسويقها داخل أفغانستان وخارجها، إضافة إلى غسل الأموال لمصلحة أطراف عدة.


وأبلغ فريق الخبراء مجلس الأمن في تقرير موسع أن ضلوع طالبان في النشاط الإجرامي بما فيه الاتجار بالمخدرات، والتعدين غير المشروع، والتواطؤ مع عصابات النقل والاختطاف طلبًا للفدية آخذ في الازدياد.

وتحكم «طالبان» سيطرتها على منطقة جنوب إقليم هلمند الغنية بالرخام، حيث تسيطر على ٣٥ في المئة من صناعة رخام أونيكس وتهربه إلى خارج البلاد، وتجعل له منفذًا إلى السوق العالمية مستخدمة في ذلك شهادات منشأ مزورة.

وذكر التقرير أنّ الحركة تحرم الحكومة الأفغانية من الحصول على عائدات هذه الصناعة في أغنى مناجم اللازورد في البلاد، كما أنّ صناعة الياقوت في مقاطعة جغدلك في ولاية كابول تُعد موردًا للحركة في مقابل توفير الأمن، ومنع سيطرة القوات الحكومية على المنطقة المحيطة بالمناجم، وفرض ضرائب على ذلك.

وقدّر حجم عائدات الياقوت في جغدلك بنحو 16 مليون دولار سنويًّا، كما تشمل العمليات غير المشروعة نقل الزمرد المستخرج بصورة غير قانونية من شمال أفغانستان.
"