محاولة اغتيال «الكاظمي».. أصابع الاتهام تشير لإيران بعد تصدع البيت الشيعي في العراق
في فجر 7 نوفمبر 2021، انتشر خبر مفجع في جميع أنحاء بلاد الرافدين بل وسمع بدول العالم، وأعلنه الجيش العراقي، وهو محاولة اغتيال رئيس الوزراء العراقي «مصطفي الكاظمي» بالقرب من منزله في العاصمة بغداد، بطائرة مسيرة محملة بمتفجرات، وإصابة 6 أفراد من طاقم الحراسة الشخصية لـ«الكاظمي»، الأمر الذي أدانته العديد من المنظمات العربية والدولية، ورغم أنه حتى هذه اللحظة غير معروف من مرتكب هذه العملية الإرهابية، ومع تأكيد «الكاظمي» بأن السلطات العراقية تعرف من قام بمحاولة اغتياله، ويتم ملاحقته، إلا أن أصابع الاتهام الأولى موجهة إلى الميليشيا الموالية للنظام الإيراني في العراق، خاصة أن هذا العمل الإرهابي يأتي عقب أيام قليلة من خسارة ميليشيا الملالي بالعراق للانتخابات البرلمانية العراقية 13 أكتوبر 2021.
تورط إيران
وكانت وكالة «رويترز» البريطانية، أول من أكدت عن تورط إيران في عملية اغتيال رئيس الوزراء العراقي، حيث نقلت عن مصادر أمنية عراقية هذا التأكيد، بالقول إن «الطائرات المسيرة والمتفجرات المستخدمة في محاولة اغتيال رئيس الوزراء العراقي، الكاظمي، «إيرانية الصنع»، والهجوم نفذته جماعة مسلحة مدعومة من إيران».
ومن جانبها، علقت وزارة الخارجية الأمريكية على محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها الكاظمي، مؤكدة أن هذا العمل الإرهابي استهداف واضح للدولة العراقية، بل وقدمت عرض لبلاد الرافدين، أنها مستعدة للتحقيق في هذه الجريمة من أجل الحفاظ على سيادة العراق واستقلاله.
ورغم أن الخارجية الأمريكية كانت قد أكدت أنها لا تعتزم التعليق بأي شكل على تورط إيران في اغتيال «الكاظمي»، فإن «جون كيربي»، المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، خرج في 9 نوفمبر 2021، ليؤكد أن البنتاجون يرجح ضلوع جماعات مسلحة مدعومة من إيران في محاولة اغتيال «الكاظمي»، قائلًا: «نعتقد أن الجماعات المدعومة من إيران تقف وراء الهجمات في العراق.. هذه الهجمات نفذتها جماعات مسلحة لديها إمكانية الوصول إلى الموارد والوسائل الفتاكة لتنفيذ مثل هذه الهجمات».
وتجدر الإشارة إلى أن طهران علقت على هذه الواقعة بإطلاق مزاعم أنها ستبذل جميع جهودها من أجل الحفاظ على الهدوء في الأراضي العراقية، بل وستسهم في التداول السلمي للسلطة، وفقًا لما قاله المتحدث باسم الخارجية الإيرانية «سعيد خطيب زاده» في بيان له.
تصدع البيت الشيعي
وحول مدى ضلوع الجماعات الموالية لإيران من عدمه في هذا الهجوم، أوضح الدكتور«محمد عبادي» الباحث السياسي المتخصص في الشأن الإيراني، أنّ محاولة استهداف الكاظمي تأتي في سياق تصدع البيت الشيعي، عقب الانتخابات البرلمانية الأخيرة، والتي رفضتها أحزاب محسوبة على إيران، كما جاءت بعد تهديدات سابقة من قيادات بالحشد الشعبي للكاظمي بالمسؤولية عن مقتل أنصارهم من المحتجين بالمنطقة الخضراء رفضًا للانتخابات، لذا تدفع الميليشيات الإيرانية البلاد للدخول في أتون الفوضى، للحصول على مكاسب من وراء ذلك.
ولفت «عبادي» في تصريح خاص لـ«المرجع» أن نمط الاغتيال عبر الطائرات المسيرة والصواريخ البالستية، يحتاج إلى قدرات عسكريّة نوعيّة، وهذه القدرات لا تملكها إلا الأحزاب المحسوبة على إيران في العراق، وفيلق القدس بقيادة الجنرال «إسماعيل قاآني» هو المسؤول عن إمداد هذه الميليشيات بالأسلحة المتقدمة، فمعلوم مصدر هذه الطائرات، حيث إن فصائل الحشد الشعبي نفذت عمليات مماثلة باستخدام نفس الأسلحة في الهجمات التي شهدتها بغداد أو ضرب مطار أربيل، واستخدام 3 طائرات في عملية الاغتيال كانت تهدف إلى الاغتيال وتصفية الكاظمي، ويقول البعض إنّ العملية جاءت للترويع والتخويف فقط.
وأضاف أن الميليشيات المدعومة من إيران ستمضي في مخطط إلغاء الانتخابات البرلمانية العراقية ونتائجها، وتشكيل حكومة إنقاذ وطني تقودها شخصيّة مستقلة، والعودة إلى استكمال البرلمان ولايته القانونية، وهذا ما تقوله التسريبات خلال اجتماعات الأحزاب الخاسرة، فيما يعرف بالإطار التنسيقي الشيعي، ومن ثمّ الشروع في تشكيل حكومة قد تُقصي الطامعين في اقتسام كعكة المناصب والنفوذ.





