جولة «باقري».. محاولة لاختراق الموقف الأوروبي قبل استئناف المفاوضات
الخميس 11/نوفمبر/2021 - 06:29 م
محمد شعت
بدأ كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني جولة أوروبية، وذلك في إطار إحياء الاتفاق الخاص بالبرنامج النووي الإيراني الذي تستأنف المحادثات بشأنه في 29 نوفمبر الجاري في فيينا، وقال المفاوض النووي الإيراني، إنه سيلتقي بعدد من نظرائه الأوروبيين خلال الأيام المقبلة، وسيبحث القضايا الثنائية والإقليمية وسير المحادثات النووية المقرر استئنافها في أواخر هذا الشهر.
وأضاف في تغريدة نشرها على حسابه
في «تويتر»، «أن بلاده لن تدخر أي جهد في الدفاع عن مصالحها الوطنية
والعمل من أجل رفع العقوبات غير القانونية عليها». ومن المقرر أن تشمل
الزيارة عواصم الدول الأوروبية الثلاث الموقعة الاتفاق: «فرنسا وألمانيا
وبريطانيا».
اختراق الموقف
وتأتي
جولة كبير المفاوضيين التي تستهدف المجموعة الأوروبية ضمن سياسة «طرق
الأبواب» التي تلجأ إليها إيران بهدف اختراق الموقف الأوروبي، خاصة في ظل
التيقن الإيراني بأن الموقف الأوروبي قد يمكن اختراقه لأنه الأكثر مرونة في
ظل خشية طهران من الموقف الأمريكي الذي بعث بعدة إشارات للتصعيد مع الجانب
الإيراني في الفترة الأخيرة، بعدما راوغت إيران في العودة للمفاوضات
النووية في فيينا، والتي بادرت مؤخرًا بالإعلان عن عقدها في أواخر نوفمبر
الجاري.
وتستهدف
إيران من اختراق الموقف الأوروبي الحصول على الدعم لتحقيق المطالب التي
ترفعها إيران منذ بداية الجولة الأولى من مفاوضات فيينا والتي يأتي على
رأسها رفع العقوبات، وتقديم ضمانات من جانب واشنطن، بعدم الانسحاب من
الاتفاق النووي مجددًا، مثلما فعل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب
الذي أعلن انسحابه من الاتفاق في 2018 وفرض عدة حزم من العقوبات الاقتصادية
على إيران.
ويبدو
الاهتمام والالحاح الإيراني على تقديم واشنطن ضمانات عدم الانسحاب من خلال
تصريحات المسؤولين الإيرانيين، حيث حذر الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن
القومي الإيراني، علي شمخاني من أن المباحثات بشأن إمكانية استئناف الاتفاق
النووي محكوم عليها بالفشل ما لم تقدم الولايات المتحدة ضمانات بعدم
الانسحاب من الصفقة مجددًا.
وذكر
الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، على حسابه في «تويتر»،
الأربعاء الماضي أن الرئيس الأمريكي جو بايدن «فاقد للصلاحيات» ويرفض
تقديم أي ضمانات، مضيفًا: «إذا لم يتغير الوضع الحالي فإن نتيجة المباحثات
قد باتت واضحة»، وقارن شمخاني بين الوضع الحالي حول ملف إيران النووي
والحرب الإيرانية-العراقية، قائلًا: «الحظر مستمر، وجزء من إيران أحتل على
يد العدو، وأخذ اقتصاد الشعب الإيراني رهينة، والمقاتلون يدافعون في
الجبهات، والعلماء يواصلون أنشطتهم النووية المشروعة، ولم يكن هناك أي مؤشر
على تنبيه المعتدي».
رسائل مبكرة
وقبل
بداية جولة كبير المفاوضين الإيرانيين التي تبدأ الثلاثاء 9 نوفمبر، كان
باقري استبق الجولة بالتمهيد لها، حيث غرد في الثالث من نوفمبر الجاري،
مؤكدًا أنه قد أجرى اتصالًا هاتفيًّا مع إنريكي مورا، منسق الاتحاد الأوروبي في
مفاوضات فيينا، وقال: «في محادثة هاتفية مع السيد إنريكي مورا، تم الاتفاق
في فيينا في 8 ديسمبر على بدء المفاوضات الهادفة إلى رفع العقوبات غير
القانونية واللاإنسانية».
وأشار
باقري إلى أنه من المقرر أيضًا أن يلتقي مبعوثًا بارزًا للاتحاد الأوروبي في
بروكسل بعد غد الأربعاء لحل الخلافات قبيل الجولة المقبلة من المفاوضات حول
العودة إلى اتفاق 2015 الذي وضع قيودًا على الطموحات النووية للبلاد، ولعل
التصريحات الاستباقية التي أطلقها باقري تكشف أن الهدف من الجولة في
الأساس هو تحقيق المطالب الإيرانية بدعم أوروبي، وكانت وكالة «رويترز» قد
نقلت عن دبلوماسي فرنسي، قوله إن باقري كني، سيجري محادثات
مع فيليب إيريرا مدير الشؤون السياسية بوزارة الخارجية الفرنسية ورئيس وفد
التفاوض الفرنسي، في إطار جهود التخطيط لاستئناف محادثات فيينا.
وبالتزامن
مع هذه الجولة تخرج تصريحات من أطرف إيرانية أخرى للتأكيد على التمسك
بالشروط الإيرانية لإنجاح المفاوضات، حيث نقلت وكالة «فارس» عن المتحدث
باسم لجنة الأمن القومي البرلمانية، محمود عباس زاده مشكيني، إن مفاوضات
فيينا ينبغي أن تبدأ من نقطة انسحاب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب،
متحدثًا عن وجوب عدم التخلي عن طلب ضمانات من الإدارة الأمريكية بعدم
الانسحاب ثانية.





