ad a b
ad ad ad

تقسيم الكعكة على الموالين.. «طالبان» تضع عناصرها في مفاصل الدولة الأفغانية

السبت 13/نوفمبر/2021 - 07:59 م
المرجع
مصطفى كامل
طباعة

في وقت تواجه فيه حركة «طالبان» مصاعب كثيرةً تجاه الوفاء بتعهدها باستعادة النظام والأمن، وتدهور الوضع الاقتصادي داخليًّا، في أفغانستان، عزمت الحركة على تقسيم الكعكة الأفغانية مبكرًا، حيث قامت بتعيين العديد من عناصرها والموالين لها في مناصب حساسة داخل البلاد شملت الأقاليم وتقلّد المهام الشرطية، وذلك في خطوة رئيسية على طريق تعزيز قبضتها على الحكم في البلاد التي سيطرت عليها منتصف أغسطس الماضي.


تقسيم الكعكة


في ظلّ المشكلات الأمنية والاقتصادية المتزادية في الداخل الأفغاني، بدأت الحركة في تقسيم الكعكة على عنصارها مبكرًا، إذ قامت بتغييرات واسعة في أرجاء أفغانستان، شملت العديد من الولايات الأفغانية بتعيين 44 من أعضائها في مناصب رئيسة وحساسة، منها حكام أقاليم وقادة شرطة، حيث حددت الحركة المهام الموكلة للزعماء الجُدد في مناصبهم الجديدة.


وخلال بيان صادر عن المتحدث باسم الحركة ونائب وزير الإعلام المدعو «ذبيح الله مجاهد»، قال إن زعيم الحركة «هبة الله أخوند زادة» قرّر تغيير 31 واليًا في أفغانستان.


التعيينات التي وضعتها الحركة الأفغانية، نصبت خلالها عناصرها الموالين لها، إذ جاءت أبرز التعيينات بتنصيب المدعو «قاري بريال» حاكمًا لمقاطعة «كابول»، والمدعو «نصار أحمد» حاكمًا لمقاطعة «قندوز»، بالإضافة إلى تعيينات أخرى مثل تعيين المدعو «ولي جان حمزة» رئيس شرطة العاصمة «كابول»، والمدعو «محمد الدين شاه مخباط» رئيس شرطة ولاية «لوغار».


وكان القائم السابق بأعمال قائد شرطة كابول، «مولوي حمد الله مخلص»، قُتل هذا الشهر في هجوم على أكبر مستشفى عسكري أفغاني بوسط العاصمة كابول.


ويؤكد مراقبون في الشأن الأفغاني، أن ما قامت به «طالبان» يعد أول جولة للحركة الأفغانية واسعة النطاق من التعيينات أطلقتها «طالبان» منذ تشكيل حكومتها في سبتمبر 2021، وسيطرتها على البلاد منتصف أغسطس الماضي، مشيرين إلى أن هذا الأمر يأتي بالتزامن مع الدعوات الدولية التي وجهت للحركة الأفغانية كي تتفاوض مع أطراف سياسية أخرى لتشكيل حكومة شاملة تضم الأقليات والنساء، وإن لم يتحقق بعد تقدم كبير في هذا الإطار.

 

تغييرات مؤقتة


وكانت حركة «طالبان» أعلنت عزمها إدخال تغييرات على تشكيلة الحكومة الأفغانية المؤقتة التي شكلتها عقب انسحاب القوات الأمريكية من البلاد، في أغسطس الماضي، حيث قال «بلال كريمي» نائب المتحدث باسم الحركة الأفغانية: «إن الجهود جارية لتعيين مسؤولين محترفين في مجلس الوزراء»، مشيرًا إلى أن حكومة طالبان لا تزال في طور الإنجاز، وستستكمل هذه الحكومة بالخبراء والمواهب، الذين يمثلون جوانب مختلفة من المجتمع، وسيتم تضمينهم فيها».


وتجدر الإشارة إلى أن المجتمع الدولي لم يعترف بعد بالحكومة الأفغانية الحالية، حيث سعت «طالبان»، إلى التلوين من أجل الحصول على الاعتراف الدولي وتعيين عدد من الشيعة الأفغان وعلى رأسهم أقلية الهزارة في مناصب قيادية بالحكومة على الرغم من العلاقة بين الحركة والطائفة التي يسودها التوتر منذ تسعينيات القرن الماضي بسبب استهداف عناصر الحركة للهزارة، بجانب إقصائها العديد من قيادات المكون الأفغاني والحكومة المؤلفة من الرجال بالكامل وبداخلها شخصيات تصنف دوليًّا «إرهابية».

 

للمزيد: للتجمل أمام المجتمع الدولي.. «طالبان» تعين شيعيًّا في منصب قيادي

 

 

"