ad a b
ad ad ad

عزلة دولية وتراجع شعبي.. خسائر الإخوان تتوالى في شمال أفريقيا

الأحد 14/نوفمبر/2021 - 06:34 م
المرجع
نهلة عبدالمنعم
طباعة

تلقى فرع الإخوان في تونس ضربات قوية يُحتمل أن يمتد تأثيرها لسنوات كما أنها ستؤثر على انتشار التنظيم في منطقة شمال أفريقيا بشكل عام، بعد التراجعات الشعبية التي أصابت التنظيم في بلدان مختلفة من المنطقة.


عزلة دولية وتراجع

تراجع شعبي ومستقبل سياسي مجهول


تعرض الإخوان في تونس إلى هزات عنيفة أسهمت في تراجع وجودهم بالمنطقة، ففي 25 يوليو 2021 أعلن الرئيس التونسي قيس سعيد تجميد سلطات البرلمان ورفع الحصانة عن جميع الأعضاء، وكانت الجماعة تمثل أغلبية بداخل هذا البرلمان ما أضر وجودها السياسي، وإلى جانب ذلك قرر قيس سعيد إقالة رئيس الوزراء هشام المشيشي من منصبه، مستندًا إلى الفصل 80 من الدستور والذي أتاح لرئيس الجمهورية اتخاذ قرارات استثنائية في الخطر المحدق بالبلاد.


يرى المتابعون أن سقوط الإخوان في تونس سيؤثر على وجودهم في شمال أفريقيا لعدة أسباب، منها أن التراجع التونسي لم يكن صناعة السلطة ولكنه نتاج زخم شعبي يبغض الجماعة ومواقفها، وبالأخص تلك المواقف التي أظهر فيها الإخوان ارتباطًا بمصالح الخارج يفوق المصالح الوطنية.


لا تقتصر أزمات الإخوان على تونس، ولكنها تنسحب على باقي مناطق شمال أفريقيا التي كانت تتمتع بداخلها الجماعة بنفوذ ممتد، ففي ليبيا طالبت بعض العناصر بمسيرات منددة بالجماعة وذلك عقب سقوطهم في تونس، وذلك في سياق آخر لرفض التنظيم الذي يشكل خطرًا على الداخل.


إذ ركزت جماعة الإخوان في ليبيا جهودها خلال المرحلة الماضية على التهديد بزعزعة استقرار البلاد في حال فوز المشير خليفة حفتر برئاسة البلاد بانتخابات الرئاسة المقبلة، ويعد ذلك خطرًا على الأمن القومي يتوازى مع احتمالية صعود تيار للسلطة يدين بالولاء لأجندة خارجية.


وفي الجزائر تلقت الجماعة صفعة مدوية بخسارتها في الانتخابات البرلمانية التي أجريت في مايو 2021 إذ حصلت على المركز الثالث في مجموع الأصوات التي استحوذت عليها الكتل الانتخابية، ما يعد بدوره خسارة شعبية تفوق التنافس السياسي من حيث الآثار المحتملة مستقبليًا.


ما يحدث للجماعة في ليبيا والجزائر وتونس يعد خسارة كبيرة متزامنة ومتوازية تعقب الخسارة الأكبر في مصر، إذ لفظ الشعب سلطة الإخوان بعد وصولها للحكم وذلك عبر ثورة 30 يونيو التي إزاحتها من السلطة.


محمد صادق إسماعيل
محمد صادق إسماعيل

رفض شعبي وعزلة دولية


إن ما تختبره الجماعة من تراجع سياسي وشعبي ينذر بمستقبل مجهول قد يضع التنظيم في مربع الظل أو يعيد إنتاجها بصور مختلفة من الناحية الظاهرية.


وحول مستقبل الجماعة في شمال أفريقيا يقول رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والإستراتيجية محمد صادق إسماعيل في تصريح لـ «المرجع» إن الإخوان في موقف من أصعب المواقف التي مرت عليها خلال تاريخها، وذلك لوجود رفض شعبي ضد أجندتها يمتد للمنطقة بأكملها، إلى جانب شعوب باتت تستنكر ارتباطها بالأجندات الخارجية على حساب المصلحة الوطنية.


وأشار الباحث السياسي إلى أن تراجع الإخوان يهدد بعزلتها سياسيًّا في تلك المنطقة ويزيد من خسائرها في ظل تخبط إداري كبير يحيط بقياداتها المنقسمة والمنشغلة بخلافات داخلية أسهمت في تضاؤل نفوذ الفروع الخارجية للتنظيم الدولي.
"