ad a b
ad ad ad

انعكاسات لقاء «بايدن ــ أردوغان» على الشرق الأوسط

الخميس 04/نوفمبر/2021 - 01:59 م
المرجع
محمود البتاكوشي
طباعة
نار تحت الرماد، وتوتر مشوب بحذر يسود العلاقة بين واشنطن وأنقرة، إذ أن لقاء الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، في روما على هامش قمة مجموعة العشرين، لم يسفر عن تقدم ملموس في مستقبل العلاقات بين البلدين، سوى بعض التطمينات الدبلوماسية لتحسن العلاقات في المستقبل، بينما ظلت الخلافات العالقة دون حسم مع بعض القلق من تفاقمها، الأمر الذي يؤكد أن الجانبين ما زالا متباعدين بخصوص المشكلات التي عصفت بعلاقتهما مؤخرًا.


انعكاسات لقاء «بايدن
الرئيس التركي أكد أنه ناقش مع نظيره الأمريكي قضية «إف- 35» وتوريد طائرات «إف- 16» وكانت تصريحاته إيجابية للغاية، حيث قال إن الجانبين قررا تعزيز العلاقات الاقتصادية ليصل حجمها إلى 100 مليار دولار، كما قررا التعاون فيما يخص العملية السياسية في سوريا والانتخابات في ليبيا والصراع في شرق المتوسط، والجهود الدبلوماسية في جنوب القوقاز.

وفيما يتعلق بأزمة الطائرات، تابع أردوغان: «بالطبع، أتيحت لنا الفرصة للتشاور حول الخطوات التي يجب اتخاذها في سياق تحالف الناتو والشراكة الاستراتيجية، وقبل كل شيء لدينا قضية إف-35، وكما تعلمون فقد دفعنا دفعة مالية قدرها مليار و400 مليون دولار، وفيما يتعلق بهذا تفاوضنا على توريد طائرات إف- 16، ولم أر أي موقف سلبي منهم في هذا الصدد»، ولكن الرئيس الأمريكي قال: «قد لا نحصل على نتائج في القريب العاجل.


انعكاسات لقاء «بايدن
التسويف والفتور الأمريكي يعكس مخاوف البيت الأبيض بشأن صواريخ «إس-400» الروسية فضلًا عن تهديد «أردوغان» في وقت سابق بطرد سفراء عشر دول غربية، من بينها الولايات المتحدة، لإصدارهم بيانًا طالب بالإفراج عن رجل الأعمال عثمان كافالا، قبل أن يتراجع ويسحب تهديده، فضلًا عن القيود المفروضة على المؤسسات الديمقراطية وانتهاك حقوق الإنسان وسيادة القانون في تركيا.

ورغم تقدير واشنطن للمساهمات التي قدمتها أنقرة لحلف شمال الأطلسي «الناتو» في مهمة تشغيل مطار حامد كرزاي بالعاصمة الأفغانية كابول، لمدة عامين، فإن «أردوغان» فشل في انتزاع موافقة أمريكية صريحة لشن عملية عسكرية ضد مواقع قوات سوريا الديمقراطية «قسد» في شمال شرقي سوريا، تضم من خلالها تركيا مناطق جديدة قرب حدودها الجنوبية مع سوريا، بذريعة الوجود العسكري الكردي الذي تعتبره أنقرة «تهديدًا إرهابيًّا». 

كما فشل «أردوغان» في الخروج بنتيجة واضحة حول الخريطة الميدانية في مناطق شرق الفرات، حيث شدّدت واشنطن على ضرورة «استمرار عمليات التهدئة»، كما أصرّ بايدن على أهمية الوصول إلى حلّ سياسي.
 
من المعطيات السابقة نجد أن لقاء «بايدن» و«أردوغان» لم ينزع فتيل التوتر بين البلدين فلم يتغير شيء ملموس على أرض الواقع سوى بعض الوعود بحل أزمتي طائرات إف- 16، وأف - 35 اللتين تم تجميدهما بسبب منظومة الدفاع الروسية أس 400، ورفض الرئيس الأمريكي السماح مطلقًا بأي عمل عسكري في سوريا أو العراق، ما يؤكد أن نتائج هذا اللقاء ليس لها أي تأثير يذكر على خريطة التحالفات في الشرق الأوسط.

ويشار إلى أن جذور الخلافات بين أنقرة وواشنطن تعود إلى سياسة الرئيس التركي العدائية وتدخله العسكري في سوريا والعراق وليبيا والقوقاز، فضلًا عن قيامه بإنشاء قواعد عسكرية في قطر والصومال، إلى جانب الوجود التركي طويل الأمد في شمال قبرص، ومحاولة توسيع نفوذه في البحر الأحمر. 

وطورت تركيا إنتاجها الدفاعي المحلي، بما في ذلك الطائرات من دون طيار «درون» المسلحة التي استخدمت لإحداث تأثير مدمر في ليبيا وإقليم ناجورنو قره باغ، وادعت أنقرة أيضًا أن لها حقوقًا بحرية جديدة في مياه شرق البحر المتوسط​​، ما أدى إلى توترات شديدة مع اليونان وقبرص وفرنسا.



الكلمات المفتاحية

"