ردًّا على مقتل الصحراوي.. عنف « داعش» يتزايد في غرب إفريقيا
ضربة جديدة تلقاها تنظيم «داعش» في غرب إفريقيا، بعد أن أعلن الجيش النيجيري يوم الخميس 28 أكتوبر الجاري مقتل
«مالام باكو»، الزعيم الجديد لداعش بمنطقة
الساحل الإفريقي، وذلك بعد أقل من أسبوعين على إعلان مقتل الزعيم السابق أبو مصعب البرناوي،
وباكو من المفترض أنه قُتل منذ أسبوعين حين أعلن عن ذلك «باباجانا مونجونو» مستشار الأمن القومي في نيجيريا.
وسبق مقتل الاثنين مقتل «أبو وليد الصحراوي»، إذ أعلنت فرنسا في 15 سبتمبر، عن مقتله، وهو زعيم «داعش الصحراء الكبرى»،
متأثرًا بجراح أصيب بها في ضربة نفذتها عملية برخان، في أغسطس الماضي.
والسؤال هنا هل سيستطيع «داعش» الصمود في منطقة
غرب إفريقيا بعد الضربات القاسية التي تلاقها؟
مرحلة إعادة التنظيم
ويجيب على هذه التساؤلات تقرير صادر عن مركز «مقديشو للدراسات السياسية والاستراتيجة» مقره الصومال، فبحسب التقرير داعش في
الصحراء الكبرى وغرب إفريقيا، دخل الآن مرحلة إعادة تنظيم نشاطه في المنطقة.
فهو بعد أن سيطر على معظم أجزاء ولاية بورنو شمال
شرقي نيجيريا بما فيها مناطق في حوض بحيرة تشاد، يسعى داعش لإعادة توحيد هذه
المنطقة الشاسعة وتقسيمها إلى ولايات.
وفي السياق ذاته، تحدثت دراسة لمعهد الدراسات الأمنية فى جنوب
إفريقيا، عن استراتيجية داعش في إعادة التمركز، ذلك بإنشاء 4 ولايات في كل من
بحيرة تشاد، وتمبكتو (شمالي مالي)، وتومبوما (غينيا)، وغابة سامبيسا، تحت قيادة
مركزية في بورنو.
كما استفاد داعش الصحراء الكبرى وغرب إفريقيا، خلال
الشهور الماضية من التحاق آلاف العناصر له من التنظيم في كل من العراق وسوريا
وليبيا، وهو الأمر الذي عزز من قوته في المنطقة.
كما ذكر «مركز غرب إفريقيا لمكافحة التطرف»، إن
انضمام تلك العناصر للتنظيم في الفترة الماضية ضاعف مخاطر انتشار داعش في المنطقة،
وخاصة أنهم لديهم خبرة قتالية عالية، ذلك لأن المعارك التي تدور في سوريا والعراق
وليبيا تكون أقوى بكثير من التي تدور في إفريقيا.
وما يؤكد ويُعزز ذلك ما نشره «معهد الدراسات
الأمنية» في إفريقيا مقره في بريتوريا، ففي
أغسطس الماضي التحق نحو 130 عنصرًا بداعش غرب إفريقيا، بعد عودتهم من ليبيا على ثلاث
دفعات، وخلال الشهور الماضية التحقت أعداد أكبر من العدد ذلك.
اغتيالات داخلية من أجل الزعامة
وأشار نفس المركز، أنه ليس مستبعدًا وقوع تصفيات داخلية
من أجل سيطرة القيادات القادمة من الخارج على داعش في الصحراء الكبرى وغرب
إفريقيا، وقد تشهد الفترة المقبلة إعادة تمدد التنظيم في دول أخرى مطلة على خليج
غينيا.
كما قد يصطدم داعش مجددًا بالتنظيمات الموالية
للقاعدة في شمالي مالي لابتلاعها، عبر القضاء على قياداتها، وضم عناصرها تحت شعار «الوحدة» بين التنظيمات الإرهابية.
مقتل الزعماء يُقوي أي تنظيم
بحسب مركز مقديشو، أن مقتل أي زعيم لأي تنظيم يُضاعف
قوته ولا يقضي عليه، حيث تقوم التنظيمات بتجديد قياداتها بشكل روتيني نظرًا لطبيعة
نشاطها، واحتمال مقتل زعمائها القائم في أي وقت، بالنظر إلى مطاردتهم من عدة جيوش
محلية وقوى كبرى.
ويصبح مقتل زعيم أي جماعة مسلحة مدمرًا لها عندما يحدث صراع على خلافته، ما يؤدي لانقسام التنظيم، والاقتتال بين عناصره، فهذا الأمر يستنزف أي تنظيم، حتى يتلاشى تحت ضربات الجيوش المحلية.





