ad a b
ad ad ad

سننتقم من ذويكم.. تهديد «طالبان» للمترجمين الأفغان حال عدم مثولهم للمحاكمة

الثلاثاء 05/أكتوبر/2021 - 01:19 م
المرجع
احمد عادل
طباعة
بعد سيطرة حركة طالبان، على مقاليد الأمور في أفغانستان، في منتصف شهر أغسطس 2020، وجهت رسائل مفادها طمأنة الشعب على أوضاعهم الحياتية، ولكن كعادة الحركات المتشددة، عدم الوفاء بالعهود.

سننتقم من ذويكم..
استدعاء وتهديد 

وفي الإطار ذاته، استدعت طالبان، الجمعة 1 أكتوبر 2021، مترجمين أفغانًا عملوا لصالح هولندا للمثول أمام المحكمة.

ولم تكتف الحركة المتشددة بذلك، بل هددت بالاقتصاص من أقربائهم في حال تخلفهم عن الحضور، وفق ما أفادت قناة «أن أو أس» الهولندية الرسمية. فقد كشفت رسالة موجهة من طالبان، عرضتها القناة المذكورة، التهديد الواضح والصريح.


إذ أشارت إلى أن المترجمين لجأوا إلى الاختباء، لكن أفراد عائلاتهم سيتحملون المسؤولية في حال عدم مثولهم أمام المحكمة «من أجل إنزال العقاب الشديد بهم كي يتعلم الخونة الآخرون درسًا».

أما الشخص الذي تلقى تلك الرسالة، بحسب القناة، فكان يعمل في وكالة الشرطة الأوروبية «يوروبول» في أفغانستان، وهو متهم بتلقي أموال  من أجانب.

كما جاء في رسالة أخرى تلقاها مترجم اتهمته طالبان بالمسؤولية عن مقتل بعض عناصرها «سوف ننتقم، وإذا لم نتمكن من الإمساك بك سنقوم بتسوية الحساب مع أقربائك».


وضع صعب

كما ذكرت قناة «أن أو أس» أن جميع المؤشرات تظهر أن الرسائل التي تحمل أختامًا رسمية قد أرسلتها طالبان. وقالت إنها اتصلت بنحو 10 مترجمين أو أشخاص سبق أن عملوا مع الهولنديين، حيث أعرب الجميع عن أن وضعهم يزداد صعوبة.

يذكر أن الحركة كانت حضت في يونيو 2021، المترجمين الذين عملوا مع القوات الأجنبية على التوبة، لكنها طلبت منهم البقاء في أفغانستان بعد انسحاب القوات الأجنبية، مؤكدة أنهم لن يتعرضوا للأذى.

كما أعلنت بعد توليها السلطة مباشرة عفوًا عامًا عن مسؤولي الحكومة الأفغانية والمسؤولين العسكريين.

لكن على الرغم من تعهدها بعدم الانتقام، فإن تقريرًا سريًّا للأمم المتحدة كان كشف سابقًا ملاحقة طالبان للأشخاص الذين عملوا مع القوات الأجنبية.

لم تنجح حكومة «طالبان»، حتى الآن، في الحصول على اعتراف دولي، وتواجه حكومتها المؤلفة من الرجال بالكامل انتقادات غربية منذ أن سيطرت الجماعة المتشددة على أفغانستان بعد انسحاب القوات الأجنبية.

وفي سياق آخر ، قالت صحيفة الإندبندنت البريطانية في تقرير لها اليوم إن الولايات المتحدة أنفقت مليارات الدولارات على إعداد وتدريب وتسليح قوات الأمن في أفغانستان، لكن على الرغم من ذلك كانت هناك عوامل هدامة في المقابل أدت إلى تلك الهزيمة المدوية للقوات النظامية التي استسلمت جراء الفساد المتراكم، والفشل اللوجيستي، وحالة الضياع التي تعيشها البلاد.


سننتقم من ذويكم..
انهيار بطيء ومؤلم

ولفتت إلى أن انهيار القوات النظامية الأفغانية لم يكن مفاجئًا، حيث أفادت تصريحات أفراد من القوات الخاصة وقوات الشرطة في أفغانستان في الفترة من مايو إلى يوليو الماضيين أن هذا الانهيار كان بطيئًا ومؤلمًا وبدأ قبل سقوط العاصمة كابول بعدة أشهر.

وكشفت «فورين بوليسي» أن أي أفغاني سبق أن تعاون مع الجيش الأمريكي، بحاجة للحصول على تأشيرات الهجرة الخاصة، لترحيله، إذ يأمل هؤلاء الحصول على هذه التأشيرة آجلًا أو عاجلًا، للهروب من انتقام طالبان وبقية الميليشيات المسلحة هناك.


وأشارت المجلة إلى أن بعض المجموعات الأمريكية حققت نجاحًا محدودًا في مساعدة الأفغان وعائلاتهم في الإجلاء، بينما يحاول آخرون مساعدة الأفغان المحاصرين، في العثور على منازل آمنة أو إرسال تنبيهات دردشة جماعية، عن غارات طالبان في مناطق مختلفة من كابل.

وشددت «فورين بوليسي» على أن حكومة الولايات المتحدة لم تستطع حتى الآن، تحديد عدد المتقدمين بطلبات SIV بدقة من بين نحو 124000 شخص تم إجلاؤهم بنجاح في الأسابيع الفوضوية الأخيرة من الحرب، إذ يُعتقد أن عشرات، إن لم يكن مئات الآلاف من الأفغان وعائلاتهم الممتدة، الذين قد يكونون مؤهلين للحصول على مثل هذه التأشيرات، تم التخلي عنهم.

وأوضحت أن تأكيدها هذا -التخلي عن مئات الآلاف- يستند إلى مقابلات مع أكثر من عشرة مصادر وخبراء، كالأفغان الذين ما زالوا مختبئين، ومسؤولي إدارة بايدن، والدبلوماسيين المحترفين، ومساعدي الكونجرس.
"