ad a b
ad ad ad

«قندهار ليبيا» تتطهر من قوى الإرهاب

الثلاثاء 05/أكتوبر/2021 - 07:24 م
المرجع
أحمد عادل
طباعة
عانت مدينة درنة الواقعة شرقي ليبيا من تاثير سنوات عدم الاستقرار وغياب الأمن، حين استوطنتها التنظيمات الإرهابية، حيث تسعى المدينة منذ تحريرها إلى استعادة بريقها باعتبارها إحدى أجمل مدن البلاد، فيما تتواصل جهود تأمينها من فلول الإرهاب.

وكانت «درنة» مقرًا لعدد من قيادات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، المتحالفة في إطار واحد أطلق عليه اسم «مجلس شورى مجاهدي درنة».

وفرضت التنظيمات الإرهابية فى درنة بداية من عام 2014، خاصًة تنظيم «داعش»، اتاوات مالية على التجار وأصحاب محلات الذهب، ومعارض السيارات، كما كان التنظيم الدموي يساوم التجار على أرواحهم وأرواح ذويهم فى مقابل مبالغ طائلة من المال.

أيام الدم في درنة

يقول أحد التجار الذين تعرضوا لتهديدات «داعش» إنه كان شاهدًا على تفجير أحد المحلات التجارية في المدينة بعد عدم تمكن صاحبه من دفع إتاوة فرضت عليه من تنظيم «داعش» ،مقدرة بـ 5 آلاف دينار.

في عام 2020، استسلمت بقايا قيادات ما يعرف بـ«مجلس شورى درنة» التابع لتنظيم القاعدة، إلى قوات الجيش الوطنى الليبي، بعد محاصرتهم في آخر معاقلهم والتضييق على منافذهم، في العملية العسكرية الأخيرة لتحرير المدينة القديمة في درنة من الإرهاب.


وقالت مصادر أمنية، فى حينها إن ما بين 50 إلى 60 من مقاتلي ما يسمى «مجلس شورى درنة»، سلموا أنفسهم إلى قوات الجيش الوطنى الليبي، من بينهم المتحدث السابق باسم المجلس القيادي البارز «حافظ مفتاح الضبع»، والمسؤول العسكري عن التنظيم، المطلوب دوليًّا «أبوحفص الموريتاني»، إضافة إلى جرحى ونساء وأطفال تابعين للجماعات الإرهابية.

تحرير قندهار ليبيا

بعد أكثر من سبع سنوات مرت على اختطافها من قبل الجماعات الإرهابية، جاء تحرير درنة ليحدث تحولات إستراتيجية مهمة في المشهد الليبي، فالمدينة التي أطلق عليها اسم  «قندهار ليبيا»، ومثّلت أول إمارة تابعة لتنظيم القاعدة على الضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط، وأعتبرتها قوى الإسلام السياسي بمختلف تفرعاتها ورشة نشاط، عادت الى حضن الوطن بعد أن نزعت عنها الرداء الأسود، وأنهت حقبة مظلمة من تاريخها، ليكون تحريرها وتطهيرها من دنس الإرهابيين، انتصارًا لمشروع المدينة وسيادة الدولة، وانكسارا لمشروع التطرف والتكفير.


وقال القائد العام للجيش الوطنى الليبي المشير خليفة حفتر فى تصريحات سابقة: «كنا نأمل أن تنتهى قضية درنة سلميًّا دون اللجوء إلى استخدام القوة، وقد تواصل معنا العديد من المشايخ والأعيان من درنة وغيرها للوصول إلى حل سلمى يجنب المدينة العمليات الحربية، واستمر هذا التواصل أكثر من ثلاث سنوات ولكن دون جدوى، حتى تبين لنا أنه لا مجال لتحرير درنة إلا بالقوة، بسبب عناد القوى الإرهابية التى كانت تسيطر عليها وتمارس أبشع أنواع الظلم والقهر ضد السكان المحليين، وتعزل المدينة عن باقي البلاد، وتطبق على أهلها قوانين شيطانية ما أنزل الله بها من سلطان، عندما فشلت كل المساعى السلمية لم يبق أمامنا إلا المواجهة المسلحة وإعلان ساعة الصفر لتحريرها بالقوة. درنة مدينة غالية على كل الليبيين أرضًا وسكانًا ولا يمكن أن نسمح بفصلها عن ليبيا وبقائها فى قبضة الإرهابيين».

 

وأردف «حفتر»: «إن اعلان تحرير درنة يعنى عودة المدينة التى يتحصن فيها الإرهابيون ويفرضون على سكانها قوانينهم الخاصة إلى حضن الوطن، وفك أسرها وانتهاء سيطرتهم عليها، مبرزًا أن الحرب ضد الإرهاب شاقة وطويلة، وثمنها باهظ التكاليف، وما أن ينتهى الجيش من دوره فى دك معاقل الإرهاب والقضاء على قياداته، حتى يبدأ دور الأجهزة الأمنية، وهى مهمة شاقة أيضًا».



"