«دواعش بريطانيا».. إرهابيو العمليات النوعية
الأربعاء 20/يونيو/2018 - 09:34 م

أحمد لملوم
خلال العشرين عامًا الماضية، شهد نشاط الجماعات الإرهابية تطورات كبيرة، بعدما كان نشاطهم ينحصر في مناطق محددة، مثل أفغانستان، وأصبح الإرهاب ظاهرة عالمية توجد في أغلب الدول، وعلى رأسها بريطانيا التي انضم العشرات من مواطنيها للتنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها «داعش».

وتقدر وزارة الداخلية البريطانية عدد من غادروا البلاد للسفر إلى مناطق سيطر عليها «داعش» منذ 2012 بنحو 900 بريطاني، وتم تحويل 40 شخصًا منهم لدى عودتهم إلى بريطانيا للمحاكمة بتهم تتعلق بالإرهاب.
وفي فبراير الماضي، قبضت قوات الأمن العراقية على العضوين الباقيين من مجموعة «ذا بيلتز»، وهي مجموعة مكونة من أربع بريطانيين سافروا للقتال مع «داعش» في سوريا والعراق، واتهموا بتعذيب وقتل العشرات خلال مشاركتهم في عمليات داعش العسكرية.

وكان قائد هذه المجموعة، «الجهادي جون»، -قتل في غارة أمريكية نفذتها طائرة بدون طيار في الرقة بسوريا عام 2015-، وكان «جون» يعد صوت «داعش» الناطق بالإنجليزية.
وظهر «جون» واسمه الحقيقي «محمد إموازي» في مقاطع فيديو لتنفيذ عمليات ذبح رهائن، منهم الصحفي الأمريكي جيمس فولي، وعامل الإغاثة الأمريكي بيتر عبد الرحمن كاسيج، والرهينة الياباني كينجي غوتو.
وتم القبض على العضو الرابع بالمجموعة في تركيا، ويدعي «هام سميث»، خلال محاولته تنفيذ هجمات في إسطنبول نوفمبر 2015، وصدر في حقه حكم بالسجن لسبع سنوات، وقبل سفره للانضمام لـ«داعش» كان «سميث» يعيش بالقرب من مدينة «مانشستر».
وفي ذات المدينة، نفذ شاب ذو أصول الليبية، اسمه «سليمان العبيدي»، هجوم انتحاري على حفل غنائي أسفر عن سقوط 22 قتيلًا عام 2017، وولد «العبيدي» في منطقة «والي رانج» وسط «مانشيستر»، ويبعد هذا الحي 1600 متر فقط عن مسكن الجهادي البريطاني المعروف باسم «أبو زكريا البريطاني» واسمه الحقيقي «رونالد فيدلر»، والذي قتل جنوب غرب الموصل بتفجير انتحاري عام 2017.
والحي الذي ولد فيه «العبيدي» هو الحي الذي عاش فيه «رافائيل هوستي» الذي قتل في سوريا عام 2014، وكان أحد أهم الأشخاص في الشبكات الجهادية التابعة لـ«داعش» في بريطانيا، وعمل على تجنيد الكثير من الجهاديين البريطانيين.

وكشفت صحيفة الجارديان البريطانية، في تحقيق لها، أن 16 جهاديًّا ممن قتلوا في العراق وسوريا ينحدرون من مدينة مانشستر؛ إذ تعد المدينة معقل للسلفيين في بريطانيا منذ عشرين عامًا على الأقل، وكانت قبلة للعرب مع بداية هجرة الكفاءات العربية لأوروبا في السبعينيات بسبب الصناعات الهندسية فيها، ويمثل فيها المسلمون نسبة 15.8% من عدد السكان، وفقًا لدراسة إحصائية إجريت عام 2011.
ولفترة طويلة كانت مدينة مانشستر تحتوى المسجد العربي الوحيد في شمال غرب إنجلترا، وهو مسجد ديزبري، الذي أنشأته جماعة الإخوان عام 1963.
وتشهد العمليات الإرهابية في بريطانيا تطورات خطيرة؛ إذ بدأت العناصر الإرهابية التخطيط لتنفيذ عمليات نوعية، مثل التي يحاكم بسببها شاب بريطاني يدعى «نعيمور زكريا رحمن» من أنصار داعش؛ حيث إنه متهم بالتخطيط لاغتيال رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، بـ«قطع رأسها» وتفجير نفسه.