«ذئاب منفردة» يقابلها أخرى بيضاء.. الإرهاب في نيوزلندا عرض مستمر
على فترات متقاربة، تشهد «نيوزيلندا» هجمات إرهابية ينفذها يمينيون متطرفون، أو حوادث انتقامية يتبناها «الذئاب المنفردة» الموالين لتنظيم «داعش»، كان آخر تلك الهجمات ما حدث الجمعة ٣ سبتمبر 2021 داخل أحد المتاجر في مدينة أوكلاند على يد إرهابي سيرلانكي.
قالت الشرطة إنها قتلت بالرصاص «متطرفًا» مسلحًا بسكين، بعدما طعن وأصاب 6 أشخاص على الأقل في متجر، مبينة أنه كان يخضع للمراقبة بعد اتهامه بالانتماء لتنظيم «داعش» الإرهابي.
وتسود «نيوزيلندا» حالة من التأهب منذ أن قَتَل مسلحٌ من دعاة تفوق الجنس الأبيض، 51 شخصًا في مسجدين في مدينة كرايستشيرش في 15 مارس 2019.
وأفادت جاسيندا أرديرن، رئيسة وزراء نيوزيلندا، بأن المنفذ قُتل بعد دقيقة من تنفيذه الهجوم، وهو مواطن من جمهورية سريلانكا، ويقيم في نيوزيلندا منذ عشرة أعوام، واستلهم أفكار تنظيم «داعش» وكان تحت مراقبة مستمرة.
وذكرت أن المهاجم ظل «شخصًا يتعين مراقبته» لنحو 5 أعوام، موضحة أن سبب معرفة السلطات للمهاجم، هو أنه كان خاضعًا لأمر مراقبة من المحكمة بسبب إجراءات قانونية، لكن لم يتم سجنه لأنه لم يتورط في عمليات إرهابية سابقة.
وردًا على سؤال بشأن ما إن كان هجوم الجمعة نوعًا من الثأر للهجوم على المسجدين في 2019، قالت «أرديرن»: «إن هذا لم يتضح بعد».
فيما نقلت وسائل إعلام نيوزلندية عن أندرو كوستر، مفوض الشرطة، أنهم كانوا يراقبون المنفذ وظنوا أنه ذهب إلى المتجر في نيو لين للتسوق، لكنه التقط سكينًا من على أحد أرفف العرض وبدأ يجري في أنحاء المكان وهو يطعن الناس.
تصاعد الإرهاب الفردي
ويثير الحادث مخاوف بشأن عمليات عنف محتملة ضد المسلمين في نيوزيلندا على يد من يعرفون بـ«الذئاب البيضاء»؛ وهو ما تجلى في الهجوم على المسجدين عام 2019.
وحذر المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب من خطر الخلايا الإرهابية على مستوى دول أوروبا، معتبرًا أن تعطيلها بالغ الصعوبة والتعقيد ويحتاج إلى جهدين أمني واستخباري كبيرين، لاسيما أن تأثير التنظيم الأيديولوجي لم يتلاشِ بعد، ومازال العديد من الشباب الأوروبي متأثرين بالفكر المتطرف ثم يتحولون إلى ذئاب منفردة تنفذ هجمات إرهابية، في أي وقت، لا يمكن التكهن بها ولا يمكن منعها.
ورغم هزيمة تنظيم «داعش» على الأرض، لا تزال خطورة التنظيم قائمة، ولم يتم القضاء على الخطر بعد، طالما أن هناك شكوكًا بشأن ميول واستعدادات تنظيم هجمات نوعية وخاطفة مستوحاة من فكر التنظيم، بحسب المركز.
ولفتت دراسة أعدها المركز إلى أن العمليات الإرهابية المستوحاة من فكر تنظيم «داعش» تتمثل في هجمات الطعن بالسكين؛ لذلك تظل «الذئاب المنفردة» ورقة مهمة للتنظيم لمحاولة إثبات وجوده، ولذلك ينبغي اعتماد الجهد الاستخباراتي في تتبع العناصر الخطرة، واعتماد عمليات استباقية ووقائية بتفكيك الخلايا قبل وقوعها، ومحاربة التطرف والإرهاب مجتمعيًّا.





