العودة السرية.. المخابرات الروسية ترصد دخول 1500 داعشي إلى أوروبا
الخميس 18/أبريل/2019 - 10:45 م
محمد عبد الغفار
مازالت قضية الإرهابيين الأجانب في تنظيم داعش تؤرق العالم، خصوصًا بعدما انهار التنظيم بصورة شبه نهائية في كل من سوريا والعراق، ويتساءل العالم حول مصير هؤلاء الإرهابيين خلال الفترة المقبلة، وهل تسمح لهم دولهم بالعودة مرة أخرى إلى بلادهم أم لا؟
وأعاد ألكسندر بورتنيكوف، مدير جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، هذه القضية إلى السطح مرة أخرى، خلال كلمته في مؤتمر مكافحة الإرهاب الدولي، الخميس 18 أبريل 2019؛ حيث أعلن خلالها عن عودة 1500 إرهابي من صفوف تنظيم داعش إلى دول الاتحاد الأوروبي.
ذئاب منفردة في هيكل الإرهاب الدولي
وأضاف بورتنيكوف في كلمته خلال المؤتمر بأن هؤلاء الإرهابيين عازمون على إعادة ممارسة نشاطهم الإرهابي مرة أخرى في بلادهم، واعتبرهم مدير جهاز الأمن الفيدرالي الروسي بـ«الأداة الرئيسية للهياكل الإرهابية الدولية»، مؤكدًا أن هؤلاء الإرهابيين بدأت عودتهم إلى بلدانهم الأصلية أو استقروا في بلاد أخرى، بعد أن اكتسبوا الخبرات القتالية اللازمة في معسكرات التنظيمات الإرهابية.
وضرب مدير الاستخبارات الروسي مثلًا بعودة 1500 إرهابي من أصل 5 آلاف إلى دول الاتحاد الأوروبي، بعد أن غادروا مناطق النزاع في الشرق الأوسط، بعد نجاح الجيوش الوطنية في إسعادة السيطرة من التنظيم على مناطق واسعة.
وأكد بورتنيكوف أن بلاده استطاعت الحصول على معلومات مؤكدة بأن هؤلاء الإرهابيين عادوا إلى الدول الأوروبية بأوامر من قياداتهم في التنظيمات المتشددة، وذلك بهدف مواصلة نشاطهم الإرهابي، والقيام بعمليات إرهابية على هيئة ذئاب منفردة في عواصم تلك الدول ومدنها الكبرى.
مبدأ الشبكة
حذر مدير جهاز الأمن الفيدرالي الروسي من التقليل من خطر تنظيم داعش الإرهابي في سوريا والعراق، على الرغم من الخسائر الملموسة للتنظيم، معتبرًا أن التنظيم يعتمد على «مبدأ الشبكة»، وفقًا لتصريحاته؛ حيث تنتشر الخلايا الإرهابية المترابطة بصورة ما وإن كانت مستقلة ظاهريًّا، في الدول الأوروبية ووسط وجنوب شرق آسيا وأفريقيا وتحديدًا في ليبيا، وخارج نطاق الشرق الأوسط عمومًا، وتعمل تلك الخلايا على تنفيذ العمليات الإرهابية بصورة فردية وإن كانت الأوامر مصدرها واحد.
وتعد قضية الذئاب المنفردة من أكثر القضايا التي تؤرق الساسة في دول العالم؛ حيث يمكن لفرد واحد دون أي شكل تنظيمي مخطط، أن يقوم بعملية كبيرة، تسفر عن ضحايا كثر، دون قدرة الأمن، مهما بلغت يقظته، على مواجهتها والحد منها قبل حدوثها، ويرجع ذلك إلى أن هؤلاء الأفراد يكونوا عائدين من مناطق الصراع بالشرق الأوسط بعد أن تم تدريبهم بصورة كبيرة على أساليب القتال الحديثة.
ويختلف السياسيون في أوروبا حول طبيعة التعامل المفترض مع هؤلاء الأفراد، وهناك عدة سيناريوهات للتعامل معهم:
1-منع عودتهم إلى بلادهم مرة أخرى، وتركهم للمحاكمة في الدول التي يتم القبض عليهم بها، وإسقاط الجنسية عنهم لتسهيل عملية محاكمتهم في تلك الدول.
2-تقديم دعم مادي للدول التي شهدت ظهور تنظيم داعش الإرهابي مثل العراق وسوريا، مقابل محاكمة هؤلاء الإرهابيين على أراضيهم.
3-إعادتهم إلى دولهم مرة أخرى ومحاكمتهم، وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي لهم، وذلك لمنع استخدامهم من قبل أي تنظيم إرهابي مستقبلي في عمليات إرهابية بأي منطقة حول العالم.





