ad a b
ad ad ad

بعد 20 عامًا.. هل طوت واشنطن صفحة 11 سبتمبر بانسحابها من أفغانستان؟

السبت 04/سبتمبر/2021 - 03:43 م
11 سبتمبر
11 سبتمبر
نورا بنداري
طباعة

«الولايات المتحدة أكملت انسحاب قواتها من أفغانستان بعد نحو عشرين عامًا من غزوها للبلاد في أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001 على أمريكا».. هذه كانت أولى كلمات قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال «كينيث ماكنزي» في 30 أغسطس 2021، بعد استكمال القوات الأمريكية انسحابها وإجلاء المواطنين الأمريكيين والأفغان المعرضين للخطر إثر عودة حركة «طالبان» إلى السلطة عقب سيطرتها على العاصمة  الأفغانية كابول.


ومع ذلك يبقي التساؤل الرئيس، هل طوت الولايات المتحدة ورئيسها «جو بايدن» صفحة 11 سبتمبر، وتمكنت من الانتصار في حربها على الإرهاب بالانسحاب من الأراضي الأفغانية وتسليم السلطة إلى حركة طالبان؟.


هجمات 11 سبتمبر .. من بوش إلى بايدن

وللإجابة على هذا التساؤل، نعود إلى عام 1996؛ لأنه في هذا العام تحديدًا قام «أسامة بن لادن» زعيم تنظيم القاعدة بنقل عملياته من السودان إلى أفغانستان، ووقتها احتضنته حركة طالبان الأفغانية، ووفرت له جميع سبل الدعم والملاذ الآمن، ومن هناك، بدأ زعيم القاعدة التنفيذ لهجمات 11 سبتمبر 2001، والتي تم فيها تدمير برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك ومبنى وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) في واشنطن، ونجم عنها أيضًا مقتل نحو 3 آلاف شخص.


وردت واشنطن في عهد الرئيس الأمريكي حينها «جورج دبليو بوش» على تلك الهجمات بإعلان الحرب ضد الإرهاب، وكانت البداية من أفغانستان، إذ أعلن «بوش» وقتها بغزو الأراضي الأفغانية بدعم من تحالف دولي، للقضاء على تنظيم القاعدة والقبض على «بن لادن».


وظلت القوات الأمريكية في أفغانستان لمدة 20 عامًا، حتى جاء الرئيس «جو بايدن» ليعلن سحب قواته من أفغانستان، واختار تاريخ الهجمات نفسه (11 سبتمبر) موعدًا رمزيًّا للانسحاب الكامل، الأمر الذي أدي مباشرة إلى إعلان حركة طالبان سيطرتها على العاصمة كابول بعد فرار الرئيس الأفغاني «أشرف غني» من أفغانستان في 15 أغسطس 2021.


الحرب مستمرة

وعقب ذلك، بدأ «بايدن» يدافع عن قرار الانسحاب من أفغانستان، مؤكدا أن هذا هو الخيار الأنسب لواشنطن، التي لم يكن أمامها سوى خيارين إما المغادرة أو التصعيد العسكري، ولذلك اختير الخيار الأول.


إلا أنه في الوقت ذاته بدأت الهجمات تتوالى على الأراضي الأفغاني، ووقع أول تفجير في مطار كابول 26 أغسطس 2021، ونجم عنه وفاة 60 شخصًا على الأقل من بينهم ثلاثة عشر من الجنود الأمريكيين وعشرات الأفغان، ليبدأ التساؤل القائم منذ عشرين عامًا إلى الواجهة، هل بذلك أنهت واشنطن حربها على الإرهاب أم أن هناك إستراتيجية ستقوم بها واشنطن من أجل ضبط الأوضاع في أفغانستان؟.


وهذا التساؤل أجاب عليها الرئيس الأمريكي الذي أكد أن واشنطن ستواصل حربها على الحرب في أفغانستان، وسترد على تنظيم داعش في الأراضي الأفغانية بمزيد من الهجمات، قائلا، «سنواصل الحرب ضد الإرهاب في أفغانستان ودول أخرى»، ومضيفًا «إلى تنظيم الدولة الإسلامية-ولاية خراسان: لم نفرغ منكم بعد».


وحول ذلك، أفاد أستاذ الصراعات الدولية في جامعة جورج ميسون في واشنطن «محمد الشرقاوي»، في تصريحات صحفية له، أن وقوع تفجيرات كابل وتوعد «بايدن» بتعقب تنظيم «داعش ولاية خراسان »،  هو بمثابة استنساخ اللحظة ذاتها، التي تعهد فيها الرئيس «جورج بوش» بملاحقة تنظيم القاعدة ردًّا على هجمات 11 سبتمبر 2001، مبينًا أنه خلال المدة ما بين 2001 وحتى 2021، تراوح نسق مكافحة الإرهاب ما بين المد والجزر، خاصة وبشكل متكرر في أفغانستان والعراق وسوريا، وهو ما يؤكد أن هناك خللًا أمنيًّا.


ومما تقدم، تجدر الإشارة أن الشعب الأفغاني سيعاني كثيرًا خلال الفترة القادمة تحت حكم طالبان، التي استولت على الحكم ليس باختيار الشعب وصناديق الاقتراع، بل بالإرهاب والعنف والقتل، تمامًا كما في المرة الأولى، ومن ثم لن تستطع طالبان التي زعمت أنها ستحمي المرأة وحقوقها البقاء في السلطة سوى عن طريق القمع والعنف، وهو ما يعني ان الحرب الأمريكية على الإرهاب لم ولن تنته بعد.

"